كشفت شبكة "سي إن إن" عن معطيات جديدة بخصوص الأزمة الروسية الغربية حول أوكرانيا، بعد اعتراض الولايات المتحدة اتصالات بين مسؤولين روس أظهرت قلقا من إمكانية أن يصبح الغزو الواسع النطاق لأوكرانيا أكثر تكلفة وأصعب مما يدركه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت أن الولايات المتحدة حصلت على فحوى اتصالات بين مسؤولين روس بعد أن تم اعتراضها.
وأكدت الاتصالات أن بعض المسؤولين الروس قلقون من أن غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا سيكون أكثر تكلفة وأصعب مما يدركه بوتين وقادة الكرملين الآخرون، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية، بحسب الشبكة.
بينما أكدت ثلاثة من المصادر أن هؤلاء المسؤولين الروس بينهم عملاء استخبارات وعسكريون، وفق ذات الشبكة.
فيما قال مصدران، نقلا عن الاتصالات التي تم اعتراضها، إن المسؤولين تذمروا أيضًا من اكتشاف دول غربية لخططهم وكشفها علنا، بحسب "سي أن أن".
وأضاف اثنان من المصادر أنه لا يوجد دليل على أن هؤلاء المسؤولين يعارضون الخطة الشاملة أو أنهم سيثورون ضد أوامر بوتين. وأشار مصدر آخر مطلع على الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا لديها جيش محترف من المتوقع أن ينفذ أوامر بوتين بشكل فعال.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أوروبي كبير، قوله إن عسكريين روسا يعتقدون أن الأمر سيكون صعبًا، موضحًا: "في التقييمات، نرى أنه من الواضح أن بعض الأشخاص في الجانب الدفاعي الروسي لا يفهمون حقًا ما هي خطة اللعبة".
كما أضاف المسؤول أن التقييمات تشير إلى أن أفراد الدفاع يعتقدون "أنها لعبة صعبة للغاية".
اقرأ أيضا: بايدن يهدد بوضع حدّ لـ"نورد ستريم 2" إذا غزت روسيا أوكرانيا
وقالت مصادر أخرى مطلعة على المعلومات الاستخباراتية إن طريقة تطور التخطيط الروسي وتوسعه خلال الشهرين الماضيين تشير إلى أن هذه المخاوف قد سمعها كبار المسؤولين الروس.
إلى ذلك، قال مسؤولون لشبكة سي أن أن، السبت الماضي، إن بوتين تمكن من جمع 70٪ من الأفراد العسكريين والأسلحة على حدود أوكرانيا التي سيحتاجها لغزو شامل للبلاد.
فيما تشير بعض التقييمات إلى أنه ربما كان يخطط لمحاولة الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية، كييف، على حد قولهم، ويمكن أن تقع المدينة في غضون 48 ساعة من غزو بري وجوي واسع النطاق.
وذكر المسؤولون أن الاحتمال الآخر هو أن يقرر بوتين القيام بعملية متعددة الجوانب، إرسال قوات من عدة اتجاهات عبر أوكرانيا لكسر قدرة الجيش الأوكراني على القتال كقوة متماسكة، حيث أنها استراتيجية عسكرية روسية كلاسيكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي: "لقد قلنا منذ فترة طويلة إن بوتين يواصل إضافة خياراته وقدراته، وكنا نتحلى بالشفافية بنفس القدر بشأن بعض التحركات التي نعتقد أنه ينوي القيام بها لتبرير نوع من العمل العسكري".
وأضاف كيربي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإثنين: "سنواصل أيضًا مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل من خلال المساعدة المميتة وغير الفتاكة".
وبينما يقول المسؤولون الأمريكيون علنًا وسرا إنهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كان بوتين قد قرر شن الهجوم، وما هو الشكل الذي سيتخذه إذا فعل ذلك. قالت المصادر لشبكة CNN إن هذا يرجع إلى حد كبير إلى أن رؤية الولايات المتحدة لبوتين ودائرته الداخلية لا تزال محدودة للغاية.
من جانبها، أكدت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخبارية لـ "سي أن أن" أن الولايات المتحدة لديها رؤية قوية إلى حد ما، داخل الجيش ووزارة الخارجية الروسية.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى مشاركة العديد من هؤلاء الأفراد في التعزيزات الحالية بالقرب من أوكرانيا، والتي أتاحت للولايات المتحدة رؤية أفضل من المعتاد في التخطيط الروسي.
في حين استدركت بالقول إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تزال معزولة إلى حد كبير عن بوتين وكبار المسؤولين الروس، الذين هم أنفسهم معزولون عادةً عن العملاء من المستوى الأدنى الذين ينفذون أوامر الكرملين، رغم ذلك فالعديد من الاستعدادات كانت علنية ويسهل اكتشافها.
هذا وواصلت روسيا حشد قواتها بالقرب من حدود أوكرانيا، بما في ذلك عمليات انتشار أكثر تقدمًا في بيلاروسيا والقرم، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة ماكسار التقنية، وقُدمت لشبكة "سي إن إن".
اقرأ أيضا: بوتين: الاجتماع بماكرون كان "مفيدا جدا" ونحاول طمأنة "الناتو"
مخاوف كبرى
وسابقا، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن روسيا تقترب من استكمال الاستعدادات لما يبدو أنه غزو واسع النطاق لأوكرانيا يمكن أن يتسبب في مقتل أو إصابة ما يصل إلى 50 ألف مدني، والإطاحة بالرئيس والحكومة في كييف في غضون يومين، وتدفق ملايين اللاجئين، بحسب تقييمات عسكرية واستخباراتية أمريكية.
وأكدت الصحيفة تزايد المخاوف مع استمرار الجيش الروسي في إرسال وحدات قتالية إلى الحدود الأوكرانية مع روسيا وبيلاروسيا أيضا.
ونقلت الصحيفة عن سبعة مسؤولين مطلعين على التقييمات، أن مجموعة كتائب تكتيكية وصل عددها إلى 83، حتى يوم الجمعة، تضم كل منها نحو 750 جنديا مهمتهم شن هجوم محتمل.
وقد ارتفع عدد مجموعات هذه الكتائب لأكثر من 60، قبل أسبوعين. حيث تشكل إجمالا نحو 70 في المئة من القوة القتالية التي يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها مطلوبة للقيام بغزو شامل لأوكرانيا.
ويبلغ عدد الجنود في هذه الكتائب أكثر من 62 ألف جندي، مدعومين بعشرات الآلاف من الأفراد الإضافيين لتقديم الدعم اللوجستي والجوي والطبي.
فيما قال مسؤولون أمريكيون، إن روسيا تحشد أكثر من 100 ألف جندي على طول حدود أوكرانيا. وقدر مسؤول أمني غربي العدد بـ130 ألفا.
بوتين: الاجتماع بماكرون كان "مفيدا جدا" ونحاول طمأنة "الناتو"
تحذيرات غربية لروسيا.. وماكرون يدعو للحوار مع بوتين
واشنطن ولندن تسحبان بعثاتهما من أوكرانيا خشية تدهور الأوضاع