توالت استقالات المحافظين في عدة مدن عراقية، مع إعلان محافظ النجف، الجمعة، تنحيه بعد احتجاجات وانتقادات على خلفية اتهامات بانتشار الفساد في المحافظة، في استقالة هي الثانية من نوعها في العراق خلال فترة وجيزة.
وكشف لؤي الياسري محافظ النجف التي تضم مؤسسات ومواقع شيعية مقدسة، في مؤتمر صحافي الجمعة، أنه قدم استقالته إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).
والياسري، ينتمي إلى ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتولى منصب محافظ النجف عام 2015.
وجاءت الاستقالة بعد انتقادات من رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، لما اعتبره "أنباء بوجود فساد وتلكؤ وتقصير".
اقرأ أيضا: محافظ ذي قار العراقية يستقيل عقب إصابة متظاهرين
وشهدت النجف تظاهرات متفرقة في الأسابيع الأخيرة، نددت على غرار تحركات مماثلة في محافظة الديوانية المجاورة ومحافظة الناصرية، بالظروف المعيشية الصعبة وطالبت بوظائف للخريجين الشباب.
وكان محافظ محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية، أحمد الخفاجي، قد أعلن بدوره، الخميس، عن استقالته غداة قمع عنيف لتظاهرات في المحافظة التي تمثل معقلا للاحتجاجات المناهضة للسلطة.
وذكر بيان للمحافظة، الأربعاء، أن "الخفاجي تقدم باستقالته إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حرصاً منه على المصلحة العامة، وتقديماً للأمن والاستقرار وحفظ مصالح مواطني هذه المحافظة العزيزة".
ارتفاع حالات الانتحار
إلى ذلك أعلنت السلطات العراقية، السبت، عن ارتفاع حالات الانتحار في البلاد إلى 772 شخصا خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي.
ونقلت الوكالة العراقية الرسمية، عن المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا، قوله: "بلغت حالات الانتحار خلال العام الجاري 772 شخصا بارتفاع أكثر من 100 حالة عن العام 2020 الذي سجل 663 شخصا".
وأوضح المحنا أن "36.6 بالمئة من المنتحرين خلال العام الجاري كانت أعمارهم أقل من 20 عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور 55.9 بالمئة، والإناث 44.1 بالمئة".
وعزا المحنا أسباب ارتفاع حالات الانتحار إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد.
وأضاف: "وزارة الداخلية اتخذت حزمة تدابير لمواجهة زيادة حالات الانتحار، أبرزها تشكيل لجان متخصصة لدراسة الظاهرة والخروج بمعطيات تبين أسبابها ونسبتها مقارنة بدول الجوار".
وتبلغ نسبة البطالة في العراق، الغني بالنفط، 27 بالمئة فيما تبلغ نسبة الفقر 31.7 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط العراقية.
وتأثر العراق بشدة بانتشار فيروس كورونا منذ مطلع عام 2020، والذي تسبب في تراجع كبير في أسعار النفط الذي يؤمن نحو 95 بالمئة من نفقات الدولة.
عودة المسيحيين
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الجمعة، إلى عودة المسيحيين للبلاد، مؤكداً ضرورة تبني الحوار لبناء مستقل لجميع العراقيين.
جاء ذلك في كلمة له خلال حضوره قداس ليلة عيد ميلاد السيد المسيح الذي نظم في كاتدرائية مار يوسف وسط العاصمة بغداد.
وقال الكاظمي، إن "الحوار هو الحل لبناء المستقبل للعراقيين، لكن هناك من حاول تحويل التنوع إلى ضعف، ولا خيار لنا إلا صناعة الأمل"، وأضاف أن "مسيحيي العراق لهم دور كبير ويجب التشجيع على بقائهم وعودة المهاجرين منهم".
اقرأ أيضا: مستشار رئيس الوزراء العراقي يكشف حجم الدين الداخلي والخارجي
ووفق إحصاء رسمي أصدرته مفوضية حقوق الإنسان العراقية في آذار/ مارس الماضي، فإن 250 ألف مسيحي يقيمون في البلاد من أصل 1.5 مليون شخص كانوا متواجدين قبل عام 2003.
وبحسب المفوضية، فإن 130 ألف مسيحي نزحوا، وقتل 115 آخرين، واختطف 161 خلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل (2014-2017).