نشرت صحيفة إندبندنت تقريرا، أشارت فيه إلى أن الذوبان السريع للجليد من الأنهار الجليدية وكتل اليابسة مثل جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، له آثار مروعة على مستقبل الكوكب.
وتم الكشف هذا الأسبوع فقط أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا تتقلص بسرعة أكبر بكثير من الأنهار الجليدية في أجزاء أخرى من العالم، مما يهدد إمدادات المياه لملايين الأشخاص في آسيا.
ويتسبب فقدان الجليد على مستوى العالم في تشوه قشرة الأرض. ولكن من الآثار الجانبية لهذا الحال هو اكتشاف بعض الآثار والاكتشافاات العلمية التي كشف عنها الجليد المتراجع.
فقد كشف ذوبان الجليد في أيار/ مايو في نهر جليدي شمال إيطاليا مجموعة دفينة من آثار الحرب العالمية الأولى.
كان ملجأ في كهف في جبل سكورلوزو يؤوي 20 جنديا نمساويا في الحرب، وقد كشف الآن عن طعام وأطباق وسترات وأشياء أخرى.
قال المؤرخ ستيفانو موروسيني لشبكة (CNN)؛ إن الباحثين دخلوا الكهف لأول مرة في عام 2017، عندما ذاب النهر الجليدي المحيط. حيث تم العثور على ما مجموعه 300 قطعة نتيجة للذوبان، مع مراتب من القش، وعملات معدنية، وخوذات، وذخيرة، وزجاجات، وعلب، وحتى صحف.
اقرأ أيضا: أزمة مناخية.. القطب الشمالي بلا جليد في الصيف بعد سنوات
وتم اكتشاف 28 فيروسا جديدا يُعتقد أن عمرها 15000 عام تعيش داخل الأنهار الجليدية.
تم العثور على الفيروسات، التي تختلف عن تلك المعروفة للعلم، في عينات الجليد التي تم حفرها من غطاء جوليا الجليدي في هضبة التبت، في غرب الصين.
وقال العلماء؛ إنهم حددوا 33 جينوما فيروسيا إجمالا، و 28 منها على الأقل جديدة. كما اكتشف العلماء أن أربعة من الفيروسات المعروفة تصيب البكتيريا.
لا يُعتقد أن الفيروسات الجديدة ضارة بالبشر، وفقا للعلماء الذين يأملون في أن تساعدهم الفيروسات على فهم المزيد عن تطور الفيروس وتغير المناخ.
فقدت هضبة التبت، التي تُعرف أحيانا باسم "القطب الثالث" في العالم، ما يقرب من ربع جليدها منذ عام 1970، بسبب التغير المناخي، وفقا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
كشف ذوبان الجليد داخل التربة الصقيعية في الجزء الروسي من القطب الشمالي عن حياة قديمة مدفونة هناك منذ آلاف السنين.
وجد تحقيق أجرته قناة "Sky News" في الضرر البيئي الناجم عن ذوبان مخازن الكربون الضخمة في هذه المنطقة أجزاء من أنياب الماموث، بالإضافة إلى شظايا من عظم وحيد القرن الصوفي.
جابت الحيوانات ذات مرة الأراضي العشبية في القطب الشمالي قبل أن تنقرض: وحيد القرن منذ حوالي 14000 إلى 15000 عام، والماموث منذ حوالي 10500 عام، في نهاية العصر الجليدي الأخير.
تم العثور على شظايا العظام والأنياب في دوفاني يار، بالقرب من تشيرسكي في القطب الشمالي السيبيري - موطن محطات البحث الدولية حيث يتجمع العلماء لدراسة تأثير تراجع مساحة الجليد.
وتوصل تقرير إلى أن الذوبان السريع للتربة الصقيعية في القطب الشمالي، يمكن أن يطلق نفايات مشعة من الغواصات النووية للحرب الباردة والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والفيروسات الجديدة.
وبين عامي 1955 و 1990، أجرى الاتحاد السوفيتي 130 اختبارا للأسلحة النووية في أرخبيل نوفايا زمليا قبالة الساحل الشمالي الغربي لروسيا. وأطلقت التجارب حوالي 265 ميجا طن من الطاقة النووية، وتم إغراق أكثر من 100 غواصة نووية خرجت من الخدمة في بحر كارا وبارنتس القريبين.
كما أنتج مرفق الأبحاث تحت الجليد الذي يعمل بالطاقة النووية في كامب سينتشري التابع لأمريكا في جرينلاند "نفايات نووية وديزل كبيرة".
وفي الوقت نفسه، فإن التربة الصقيعية العميقة التي يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار، هي واحدة من البيئات القليلة على الأرض التي لم تتعرض للمضادات الحيوية الحديثة.
تم العثور على أكثر من 100 من الكائنات الحية الدقيقة المتنوعة في التربة الصقيعية العميقة في سيبيريا، ووجد أنها مقاومة للمضادات الحيوية، ومع ذوبان الجليد المستمر، هناك احتمال أن تختلط هذه البكتيريا بالمياه الذائبة، وتكوين سلالات جديدة مقاومة للمضادات الحيوية من الفيروسات الموجودة.