ملفات وتقارير

نائب أمريكي يطالب بهدم الأقصى.. ودعوات لطرده من الكونغرس

عوض لـ"عربي21": يجب ألّا يكون هناك مكان في الكونغرس لشخص يدعو لكراهية المسلمين- جيتي

طالب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، بطرد العضو الجمهوري بمجلس النواب الأمريكي، والنائب عن ولاية أريزونا، بول جوسار، من الكونغرس، بعد أن دعا إلى هدم وتدمير المسجد الأقصى في مدينة القدس.

وبحسب الخبر الذي نشره المجلس على موقعه وترجمته "عربي21"، فإن جوسار طالب بهدم المسجد الأقصى، في معرض رده على قرار للأمم المتحدة وصف المسجد الأقصى بالحرم الشريف، وطالب بالمحافظة على وضعه التاريخي كما هو.

وكان جوسار قال، في بيان له على موقعه الرسمي، إن "التصويت الأخير من قبل الأمم المتحدة للتنصل من الروابط التاريخية اليهودية والتفرد بجبل الهيكل -أقدس معبد في اليهودية- هو عمل شائن من الاضطهاد الديني"، بحسب زعمه.

ووصف القرار الأممي بأنه "جهد واضح من قبل الدول التي وافقت على القرار، لإعادة كتابة التاريخ، وتطهير المنطقة المقدسة من روابطها الدينية بالدين اليهودي، وإنكار أن لإسرائيل جذورًا في الشرق الأوسط"، بحسب زعمه.

وأضاف جوسار في بيانه: "لا يزال من المقيت أن يُسمح ببناء مسجد فوق هذا المعبد، لذلك يجب أن تجد الأمم المتحدة طرقًا لتفكيك ونقل هذا المسجد، الذي هو إهانة لجميع الأديان".

 

مطالبة بالطرد


وأشار نهاد عوض، المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، كير، إلى أن "المجلس طالب رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي وإدارة الكونغرس بطرد النائب بول جوسار، بسبب دعوته لتدمير المسجد الأقصى المبارك، والتحريض على العنف الديني".

وأوضح عوض، في حديث لـ"عربي21"، أنهم "أكدوا بأنه يجب ألّا يكون هناك مكان في الكونغرس لشخص يستغل منصبه في الدعوة إلى العنف والكراهية ضد المسلمين وغيرهم".

وأكد أن "هذه ليست المرة لأولى التي يقوم به جوسار بتجاوز حدود القانون والأدب، فقد نشر فيديو كرتونيا مفبركا يظهر فيه أنه يقتل "الكساندريا كورتيس"، النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن ولاية نيويورك، وقمنا مع العديد من النواب ومؤسسات المجتمع المدني بإدانته، وقد تم توجيه اللوم له آنذاك، وطرده من جميع اللجان التي كان عضوا فيها".

وأضاف: "لقد فقد الحزب الجمهوري وقيادته السيطرة على خطاب أعضائه المتشدد، لا بل هناك تيار يعتبر الأقوى في الحزب، وهو اليمين المتطرف، الذي يعادي الأقليات والسود والمهاجرين والمسلمين، ولا يؤمن بالعلم، وينشر الخزعبلات وفكر المؤامرة".

ولفت إلى أن "مجلس العلاقات الإسلامية يعمل حاليا مع مجموعة من أعضاء الكونغرس، على رأسهم النائبة إلهان عمر، على مشروع قرار، لإنشاء مكتب مبعوث خاص في الخارجية الأمريكية لرصد ومكافحة الإسلاموفوبيا في العالم، وحماية حقوق المسلمين في العالم بممارسة حرياتهم وحقوقهم الدينية، والحمد لله تم التصويت عليه في اللجان الرئيسية، وسيعرض للتصويت في الأيام القادمة".

وحول رد إدارة الكونغرس على مطالبتهم بطرد النائب جوسار، قال عوض: "هناك ٣٩ مؤسسة وقعت خطابا، وأرسلته يوم الجمعة لقيادة الكونغرس؛ لاتخاذ إجراءات ضد النواب الذين يستخدمون منصبهم للتحريض على الكراهية والعنف، وما زلنا ننتظر الرد".

 

أقرا أيضا: بوليتكو: جدل حول الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية يشغل الكونغرس


كذلك نقل موقع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في خبره عن عزة أبو سيف، المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في أريزونا، قولها: "هذه الدعوة المثيرة للاشمئزاز لتدمير دار عبادة هي إهانة لمسلمي أريزونا، ولجميع الأشخاص الآخرين الذين يقدرون الحرية الدينية والتنوع".

وأشارت أبو سيف إلى أنه "بالأمس فقط، دعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فرع أريزونا، جامعة ولاية أريزونا (ASU) وسلطات إنفاذ القانون في الولايات والسلطات الفيدرالية إلى التحقيق في حرق المواد الدينية الإسلامية، بما في ذلك القرآن، في غرفة الصلاة المشتركة بين الأديان".

من جهته، قال مدير التواصل القومي في "كير"، إبراهيم هوبر، في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر، إنه "يجب طرد النائب بول جوسار من الكونغرس، بعد أن دعا إلى تدمير المسجد الأقصى"، وتابع متسائلا: "تخيل أنه دعا إلى تدمير الحائط الغربي (البراق) أو كنيسة القيامة! سيُطرد على الفور".

 

 

 

 

 

نشطاء أمريكيون غاضبون

 
وعبّر عدد من النشطاء الأمريكيين على تويتر عن غضبهم من تصريحات جوسار، ووصفه بعضهم بـ"الحثالة"، فيما تساءل بعضهم عن الرد المحتمل لو طالب شخص مسلم بهدم كنيسة في القدس أو في أمريكا.

حيث وصف حساب باسم "DeepFake Dissident" حديث جوسار بالجنون، وقال: "كيف سيكون شعور الجمهوريين تجاه دعوة المسلمين لتدمير الفاتيكان أو أي كنيسة مسيحية في أي زاوية أو شارع في أمريكا؟".

 

 

 

 

 

أما حساب آخر باسم "MAX"، فاعتبر "ما يدافع عنه جوسار بأنه ليس مجرد معركة في حروب الثقافة الأمريكية، بل هذه حرب دينية فعلية ضد المسلمين"، بحسب وصفه.

 

 

 

 

بدوره، قال الناشط إد ويب: "قد يكون جوسار واحدًا من أكثر أعضاء الكونغرس مكروهًا، لكنه من شبه المؤكد أنه ليس الوحيد في الكونغرس الذي يتبنى هذا النوع من الآراء المعادية للإسلام".

 

 

 

 

 

من جهتها، وصفت الناشطة ليلي بي ساسي، جوسار بالحثالة، وقالت متسائلة إنه "بعد تهجمه على زميلته النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، لا يمكن أن يتوقف!"، مضيفة: "الآن هو يلاحق أماكن عبادة المسلمين المقدسة! لماذا لا يزال في الكونغرس؟ التحريض على مكان عبادة هو إرهاب، اطردوا (جوسار) من الكونغرس الآن".

 

 

 

 

اقرأ أيضا: نائبة أمريكية: اتهام المسلمين بالإرهاب أمر تلقائي (شاهد)

تغريدة تهديدية


وكان النائب الأمريكي بول جوسار قد نشر تغريدة، حذفها لاحقا، تحتوي فيديو كرتونيا مُعدلا، يظهر فيه وهو يقتل النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، ويتهجم على الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعلى إثره تم توجيه اللوم له، وهي أقسى عقوبة في مجلس النواب، كذلك تم طرده من لجنتي الموارد الطبيعية والمراقبة والإصلاح.

وكانت نتيجة التصويت النهائي على قرار التوبيخ والطرد من اللجنتين كالآتي: 223 صوتا مقابل 207، وصوت الجمهوريان آدم كينزينجر من إلينوي وليز تشيني من وايومنغ مع جميع الديمقراطيين لصالح القرار.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أوضح الديمقراطيون في مجلس النواب، خلال جلسة مناقشة الفيديو الذي نشره، أنهم يعتقدون أنه يجب أن يواجه عواقب وخيمة لأفعاله، بينما جادل العديد من الجمهوريين بأن الديمقراطيين يضعون سابقة خطيرة يمكن استخدامها ضدهم في المستقبل".

وأشارت الشبكة إلى أن تهديد جوسار لزميلته يسلط الضوء على التوترات المتصاعدة، ويهدد بتعميق انعدام الثقة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس.

ولفتت إلى أن قرار اللوم هو أشد أشكال العقوبة في مجلس النواب، وتجريد عضو من مهام اللجنة يحرمه من منصة قوية للتأثير على التشريع، وإعطاء الأولوية للناخبين.

وقالت الشبكة إن رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، قالت في كلمة ألقتها في ذلك الوقت: "لا يمكن أن يكون لدينا عضو يمزح بشأن قتل النواب لبعضهم البعض، أو تهديد رئيس الولايات المتحدة".

وأضافت: "إخفاء التهديدات بالقتل في شكل فيديو لا يجعل الأمر أقل واقعية، فعلا إنه يوم حزين لمجلس النواب، لكنه يوم ضروري".

 

كذلك قالت بيلوسي في تغريدة لها، إنه "يجب عدم التسامح مع التهديدات بالعنف ضد أعضاء الكونغرس ورئيس الولايات المتحدة"، داعية كيفن مكارثي زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، إلى "إدانة هذا الفيديو المرعب وأن يدعو لجنة الأخلاقيات وسلطات إنفاذ القانون للتحقيق".

 

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا: "تكرهان إسرائيل".. ترامب يحرض الإنجيليين ضد نائبتين مسلمتين


منبوذ من عائلته


ووفقا لتقرير نشره موقع "azcentral" الأمريكي، حتى عائلة بول جوسار تعتبره شخصا غريبا، حيث كثيرا ما نشر أشقاؤه الأخبار المناهضة عن أخيهم (الأحمق) الغريب، وفق وصفهم، كذلك ظهر ستة إخوة وأخوات له في إعلانات للتحدث ضده وتأييد خصمه.

وذكر التقرير أنه في وقت سابق من هذا الصيف، عندما كان جوسار يدفع بالكذب بشأن تزوير الانتخابات، قال شقيقه ديف جوسار: "أنا أعتبره خائنًا لهذا البلد وللعائلة، وأنا لا أراه، إنه يذلّ نفسه، ويلحق العار بنفسه".

وبحسب موقع "ياهو"، نأى العديد من أشقاء بول جوسار بأنفسهم لسنوات عن أخيهم، الذي أصبح أكثر راديكالية، حيث تم ربطه مرارًا وتكرارًا بالقوميين البيض.


وقال الموقع في خبره، إن "ستة من أشقاء بول أيدوا منافسه في انتخابات 2018، وظهروا أيضا في إعلان في وقت سابق من هذا العام يدعو إلى تحميله المسؤولية عن أعمال الشغب في الكابيتول.

 

وقالت جينيفر جوسار، شقيقة النائب الجمهوري بول جوسار، في حوار لها مع المذيع لورانس أودونيل، على قناة "MSNBC"، عقب نشره فيديو اعتبر تهديدا صريحا لزميلة له، إنها "مسرورة من أن مجلس النواب وجه اللوم إلى شقيقها، وجرده من مهامه باللجنة".

 

واعتبرت قرار التوبيخ الموجه لشقيقها النائب "خطوة أولى في الاتجاه الصحيح"، مضيفة: "هذه ليست المرة الأولى التي يكون لأخي فيها تهديد مباشر لزملائه، حيث قام بنشر فيدو مماثلا في عام 2016، وأتذكر جيدا تقارير الصحافة حول هذا الأمر، وكيف عبّر البعض عن تقشعر الأبدان لما نشره".


وتابعت: "لقد سعدت أنهم جردوه من عمله في اللجان، ولكن هذه ليست النهاية، هذه هي الخطوة الأولى مرة أخرى، وأتطلع إلى توجيه اتهامات للنائب العام ميريك جارلاندز ضد أخي".

 


كذلك اعتبر شقيقه تيم جوسار، خلال مقابلة مع قناة "MSNBC" الأمريكية، أن "موقفه من بول يتعلق بالاختيار".

وأضاف متسائلا: "هل تدعم شخصًا متهورًا وخطيرًا ومضطربًا، أم أنك تصعد وتعمل من أجل روح بلدنا، وتعزز ديمقراطيتنا ومستقبل أطفالنا".

وحينما سألته المذيعة "نيكول والاس"، التي حاورته، حول ما إذا كان يعتبر شقيقه خطيرا قال: "نعم أنا اعتبره خطيرا، ولا أحاول اختيار كلماتي بشكل فضفاض، لذلك؛ نعم أعتقد أنه خطير".

وأشار تيم إلى أنه "يجب طرد شقيقه من مجلس النواب"، مؤكدا أن "القادة الجمهوريين يتجاهلون ما يعرفونه".