صحافة دولية

صحيفة فرنسية: "حزب الله" المشكلة الرئيسة بين الرياض وبيروت

محمد بن سلمان ولي العهد السعودي - جيتي

نشرت صحيفة "لوريون لوجور" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتواصلة لحشد دول الخليج ضد حزب الله اللبناني. 


وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه لا شيء يمكن أن يتغيّر بعد لقاء ماكرون ومحمد بن سلمان على مستوى العلاقات بين لبنان والسعودية، حيث تظل المشكلة الرئيسة بالنسبة للمملكة هي حزب الله وسيطرته على البلاد.

 

وأضافت: "هذا الأمر هو الرسالة الأساسية التي أراد ولي العهد السعودي أن تصل إلى السلطات اللبنانية خلال جولته الأسبوع الماضي في عدة دول خليجية".

حشد الدعم الخليجي


وأوضحت الصحيفة أنه بعد أيام قليلة من اللقاء الذي جمع ابن سلمان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، زار ابن سلمان حلفاءه الخليجيين الذين سارعوا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي -باستثناء قطر وسلطنة عمان- إلى السير على خطى الرياض من خلال اتخاذ إجراءات قاسية ضد لبنان في أعقاب تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي بشأن دور المملكة في الحرب اليمنية.

وأشارت إلى أن ابن سلمان وماكرون، أجريا خلال لقائهما محادثة هاتفية قصيرة مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، اعتُبرت خطوة أولى على طريق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 


لكن عودة العلاقات، تقتضي وفقا للبيان الصحفي الفرنسي السعودي المشترك "ضرورة حصر حيازة السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية واحترام اتفاق الطائف وقرارات الأمم المتحدة رقم 1559 (نزع سلاح المليشيات) ورقم 1701 (وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل بعد حرب 2006)"، وهي الشروط التي تستهدف بشكل واضح حزب الله.

 

اقرأ أيضا: جولة خليجية "استثنائية" لابن سلمان.. ما علاقة إيران؟

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المحلل السياسي سامي نادر، قوله: "لا يعد ذلك سوى إعلان مبادئ تعيد باريس من خلاله ترسيخ دورها الجيوسياسي التقليدي. جاء هذا البيان لخفض التصعيد الذي يمكن أن تمارسه الرياض ضد اللبنانيين المقيمين في المملكة. لكن قبل كل شيء، أعاد التركيز على المبادرة الفرنسية التي كان يُنظر فيها إلى القضايا المتعلقة بحزب الله على أنها أقل أولوية من الإصلاحات المطلوبة لتحسين الوضع في البلاد".

ورأت الصحيفة أن ابن سلمان الذي حظي بدعم فرنسي، أراد الحصول على دعم مماثل من دول الخليج، وهذا ما يفسر أن معظم البيانات التي صدرت عقب محادثاته الأخيرة تضمنت توجيه الانتقادات لحزب الله.


ونبهت إلى أن البيانات الصادرة بعد المحادثات مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، صنفت حزب الله على أنه "إرهابي"، أما عُمان وقطر والكويت، فقد تجنبت ذكر حزب الله بشكل صريح، واكتفت بالتنديد "بالأنشطة الإرهابية" التي "تزعزع أمن المنطقة واستقرارها".

 

وبحسب الكاتب الصحفي منير الربيع، يحاول ابن سلمان من خلال هذه الجهود الدبلوماسية حشد جميع دول الخليج حول الرؤية ذاتها فيما يتعلق بالوضع اللبناني وسيطرة حزب الله على البلاد، وهذا ما يُنتظر أن يعكسه البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي بالرياض.

من جانبه، رحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بجولة ولي العهد و"الجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، بما في ذلك لبنان". وأضاف ميقاتي: "كما أرحب بالتأكيد خلال هذه الجولة بدعم لبنان واللبنانيين وأهمية كونها منصة لخدمة مصالح الدول العربية".

هل تغيّر الموقف السعودي؟ 

 

ورأت الصحيفة أنه على الرغم من الشروط التي فرضتها الرياض لإعادة العلاقات مع بيروت، فإن عددا من المراقبين لاحظوا تغيرا طفيفا في الموقف السعودي، وهو ما يتضح من خلال التصريحات الأخيرة لوزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، الذي أكد أنه "لا توجد أزمة بين لبنان والسعودية، لكن بين حزب الله والشعب اللبناني".


وأكدت أنه رغم هذا التفاؤل، لكن لم يتم حتى الآن اتخاذ أي خطوات ملموسة، حيث لم تعيّن الرياض قائما جديدا بالأعمال، واكتفت بتعيين قنصل جديد ليحل مكان آخر تم إرساله إلى القاهرة.

 

اقرأ أيضا: ماكرون يلتقي ابن سلمان ويعلن مبادرة بشأن لبنان

 

ويرى المحلل السياسي السعودي خالد باطرفي، أن "نبرة الرياض تجاه بيروت لم تتغير، كما أن الوزير ابن فرحان كرر ما قاله قبل أشهر عدة، وهو أن المشكلة اللبنانية داخلية ويجب أن يكون اللبنانيون قادرين على مواجهة حزب الله".

كما صرح وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، قائلا بشأن التطورات الأخيرة: "لم ننجح بعد في إعادة العلاقات مع دول الخليج، ولا يمكننا تلبية العديد من الشروط التي تفرضها هذه الدول". 

ويعتقد باطرفي أن الرسالة السعودية واضحة، وهي أن المملكة لا ترى حزب الله جزءا من العملية السياسية في لبنان، وإنما ذراعا لإيران ينفذ أجندتها ويتحكم في الحكومة اللبنانية.