حول العالم

مدرّسة فنلندية تكشف كيف علّمت أبناء مقاتلي تنظيم الدولة بسوريا

اضطرت المدرسة إلى تغيير هيأتها واسمها من أجل تدريس أبناء مقاتلي التنظم- جيتي

كشفت مدرسة فنلندية أنها كانت تعلم أبناء مقاتلي تنظيم الدولة بسوريا لمدة عام تقريبا، من خلال تطبيق "واتساب".


وكانت إلونا تايميلا تشرف على تعليم أبناء مسلحي تنظيم الدولة المحتجزين في مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الذي يقيم فيه حوالي 60 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال الذين سافروا إلى سوريا من عشرات البلدان، بما في ذلك أوروبا.


ويعيش هؤلاء الأطفال في مخيم تشرف عليه القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، بعد هزيمة تنظيم الدولة في أوائل عام 2019، فيما وصفت جماعات حقوقية ظروف إقامتهم بالمزرية.


وبحسب الـ"بي بي سي"، فقد تراوحت المواد التي كانت تدرسها تايميلا، عبر "واتساب"، بين الرياضيات والجغرافيا باللغتين الفنلندية والإنجليزية، فيما كان عدد تلاميذها 23 طفلا.


وكانت تايميلا تضع صورة لها في حسابها على "واتساب" وهي مرتدية نظارة شمسية ووشاحا يغطي شعرها، مقدمة نفسها على أنها "سارا"، وهو اسم مستعار لحماية هويتها، فيما كانت تقدم الدروس من مكتبها في فنلندا.

 

توجه الحكومة الفنلندية


في أواخر عام 2019، طرحت الحكومة الفنلندية فكرة إعادة الأطفال الفنلنديين الذين كان يبلغ عددهم 30 طفلا في المخيم إلى فنلندا.


ولاحقا، عينت الحكومة جوسي تانر مبعوثا خاصا، حيث إنه قاد المفاوضات مع السلطات التي يقودها الأكراد والتي تدير المخيم.


وعندما أجبرت جائحة كورونا المدارس على الإغلاق في آذار/ مارس 2020، خطرت في ذهنه فكرة: "إذا كان من الممكن تعليم الطلاب عن بعد في فنلندا، فهل يمكن فعل الشيء ذاته بالنسبة للأطفال الفنلنديين الموجودين في مخيم الهول؟".


ودعمت الحكومة الفنلندية الفكرة وكلفت مؤسسة تعليم مهارات الحياة بتطوير برنامج تعليم عن بعد لهؤلاء الطلاب.


ومكنت الخبرة التي كانت تتمتع بها المعلمة تايميلا في التدريس متعدد الثقافات، من اختيارها لتكون المرشحة المثالية لتلك المهمة.

 

وبعد موافقة أمهات 23 من الأطفال، تم إرسال الرسائل الأولى في أيار/ مايو من العام الماضي.


وكانت الرسالة الأولى: "صباح الخير! إنه يوم الخميس، السابع من شهر أيار/ مايو 2020. أول يوم في التعليم عن بعد!".


وساهمت مئات الرسائل النصية والصوتية في تطوير قدرات التلاميذ. ولأن الأمهات منعن من امتلاك هواتف محمولة، فقد كان لا بد من إبقاء هذه الرسائل سرية بعيدا عن أعين السلطات الكردية والشعب الفنلندي.

 

اقرأ أيضا: السويد تفرج عن 3 نساء ارتبطن بتنظيم الدولة في سوريا

ومع ذلك، فإن تايميلا تشك في أن الرسائل ربما كان يطلع عليها الحراس، لأنه في بعض الأحيان، لم ترد الأمهات على رسائلها لأسابيع، ما أثار مخاوف على سلامتهن.


وبحلول ربيع هذا العام، فقد فقدت تايميلا، الاتصال بمعظم العائلات، مع إعادة المزيد منها إلى أوطانها أو نقلها إلى مخيم روج في المنطقة، حيث المراقبة هناك أكثر صرامة، فتم تأجيل الدروس.