ملفات وتقارير

تخوف إسرائيلي من نجاح حماس بتبديد الهدوء الهش بالقدس والضفة

ما زالت تبعات عملية القدس الفدائية تلقي بظلالها على الساحة الإسرائيلية، بشقيها الأمني والسياسي- جيتي
ما زالت تبعات عملية القدس الفدائية تلقي بظلالها على الساحة الإسرائيلية، بشقيها الأمني والسياسي، وسط تقديرات تفيد بأن إسرائيل وقعت في شرك نصبته لها حماس، التي تشعر بفرحة غامرة، لأنها حققت طموحها الأكبر، بتقويض الاستقرار الأمني للاحتلال في الضفة الغربية والقدس.

في الوقت ذاته، فإن حجم الكلمات والتصريحات والمنشورات التي بذلتها حماس للإشادة بعملية إطلاق النار في البلدة القديمة بالقدس، كانت كافية، من وجهة النظر الإسرائيلية، لإظهار حماس مزيدا من الفخر بأن منفذ العملية فادي أبو شخيدم من كبار أعضائها في مخيم شعفاط، رغم امتناعها عن التصريح بأنه نفذ هجومه بناء على تكليف رسمي منها.

أليئور ليفي، المراسل العسكري الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "حماس تعلم أن هجوماً مسلحاً على بوابات المسجد الأقصى لن يعد عملاً "إرهابياً" بنظر المجتمع الدولي لأنه استهداف لجنود إسرائيليين، وهذا السبب الذي جعل العملية تأخذ أصداء إعلامية عالية، بزعم أن مثل هذه العمليات تتسبب بازدياد الفوضى الأمنية في الضفة الغربية والقدس، وهو ما كان عليه الحال أيضًا خلال الموجة الطويلة من الهجمات المسلحة التي بدأت نهاية عام 2015".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تلك الهجمات بدأت بالهجوم الذي نفذه مهند حلبي في البلدة القديمة، وتبعه لاحقا عشرات العمليات المسلحة في غضون بضعة أشهر، ما يشير إلى أن حماس تمر حاليا بنقطة حساسة للغاية في الضفة الغربية، حيث شنت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عملية عسكرية للقضاء على سيطرة المجموعات المسلحة في جنين ومخيمها للاجئين".

بالتزامن مع القلق الذي تبديه أجهزة الأمن الإسرائيلية من اندلاع موجة جديدة من العمليات الفلسطينية المسلحة، فإنها في الوقت نفسه تسلط الضوء على ما تقوم به السلطة الفلسطينية من مواقف متشددة في الأيام الأخيرة ضد أي محاولة من حماس لإظهار قوتها بالضفة الغربية خلال احتفالات إطلاق سراح أسراها من السجون الإسرائيلية بعد قضاء محكومياتهم.

مع العلم أن إشعال الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية من قبل حماس، سيساعدها، ومرة أخرى وفق الرؤية الإسرائيلية، على إضعاف السلطة الفلسطينية، وإجبارها على تقليص إجراءاتها العدوانية ضد عناصرها وكبار مسؤوليها.

يبدي الإسرائيليون حالة من خيبة الأمل؛ لأن أجهزتهم الاستخبارية لم تعد تراقب بشكل جيد الفلسطينيين الذين تشير نواياهم لتنفيذ هجمات، واعتقالهم قبل تنفيذ عملياتهم، ولذلك يمكن الافتراض أن هذا هو ما سيحدث في الأيام المقبلة، رغم أنه لا توجد طريقة محددة بموجبها يمكنها إيقاف الهجمات الفردية تمامًا.

في هذه الأثناء تخرج توصية إسرائيلية تطالب الجهات السياسية بعدم القيام بما من شأنه إثارة مشاعر الفلسطينيين، من خلال وقف التصريحات، خاصة من قبل السياسيين الإسرائيليين، حول تغيير الوضع الراهن في القدس المحتلة، كما حصل إبان وضع البوابات المغناطيسية في المسجد الأقصى في 2017، أو عندما تم اتخاذ خطوات هامشية كوضع نقاط تفتيش عند باب العامود في مايو التي أشعلت المنطقة.

يعتقد الإسرائيليون أن التجارب السابقة تظهر أن هذه الإجراءات كان مصيرها الفشل، وهذا ما تريده حماس، لأنه في حال اندلاع أي حريق في المنطقة، فسيكون من السهل على الحركة تقويض الهدوء الهش السائد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.