ملفات وتقارير

وزير إسرائيلي يصف مقاطعة بينيت لمبعوث بايدن بأنها "صبيانية"

بيلين: بينيت سيحول نفسه رويدا رويدا إلى صورة مشوهة من نتنياهو- جيتي
مع استمرار التوتر القائم بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال بشأن الملف النووي الإيراني، الذي وصل ذروته بمقاطعة رئيس الحكومة نفتالي بينيت للمبعوث الأمريكي للموضوع الإيراني روبرت مالي الذي زار تل أبيب، مما حمل رسائل سلبية عن وصول الجانبين، تل أبيب وواشنطن، إلى طريق مسدود، على الأقل مرحليا، بشأن العودة إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، على غرار اتفاق 2015، الذي تسبب بشرخ كبير في علاقتهما، إبان حقبتي بنيامين نتنياهو وباراك أوباما.

يوسي بيلين، وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، وصف في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "مقاطعة بينيت للمبعوث مالي بأنها "صبيانية"، ولو لم يكن الأمر حزينا، لكان مضحكا؛ لأن التفسيرات التي قدمها مكتب رئيس الوزراء حول سبب عدم لقائه مع الضيف الأمريكي الخاص غير مقنعة".

وأضاف أن "دوائر الحكومة في تل أبيب، من الواضح أنها لم تدرك، على الأقل حسب البروتوكول الظاهر، أنها أمام واحد من أهم صانعي القرار في واشنطن منذ أيام الرئيس الأسبق بيل كلينتون؛ لأن مالي خبير مخضرم، ولديه قدر كبير من المعرفة بقضايا الشرق الأوسط، خاصة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ودرس في شبابه في باريس في الفصل نفسه مع وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن، وفي دراساته للقانون بجامعة هارفارد كان زميلا للرئيس باراك أوباما".

لعل سبب الرفض الإسرائيلي لمقاطعة مالي تتعلق بنظرة الأخير للعلاقة مع النظام الإيراني، والتخوف من أن يؤدي الاتفاق الذي يقوده لإمكانية تحويل إيران إلى دولة نووية، رغم أن الانتقادات الإسرائيلية الموجهة لمسودة الاتفاق تتعلق بعدم وجود عناصر معينة فيه، مثل التعامل مع الصواريخ بعيدة المدى، وآلية الأنشطة المعادية الإيرانية، بعكس ما كان عليه الحال زمن الرئيس دونالد ترامب، حين تخلى عن الاتفاق النووي بسبب الضغوط الهائلة التي مارسها نتنياهو بنجاح.

في الوقت ذاته، تتهم الأوساط الإسرائيلية المبعوث مالي بأنه يدفع سياسة الرئيس جو بايدن لبذل مزيد من الجهود لإعادة أمريكا إلى الاتفاقية النووية، وإصلاح النقاط المهمة فيها، وفي هذه الحالة فإن مالي ليس مبعوثا أمريكيا عاديا، مما يعني أن من لا يريد لقاءه، فهو عمليا يرفض لقاء بايدن، وهذا خطأ سياسي إسرائيلي جسيم، فضلا عن كونه إساءة أدب، وفق حديث الوزير الإسرائيلي، فضلا عن كونه خرقا للبروتوكول الدبلوماسي.

في المقابل، فإن مؤيدي عقد الاجتماع مع مالي من الإسرائيليين، يرون أن اللقاء به كان يمكن أن يشكل فرصة للجلوس معه، والشرح له، بأقصى قدر من التفصيل، ما هي نقاط الضعف في الاتفاقية النووية المزمعة، وما هو المطلوب لمواجهة الإيرانيين.

هذا يعني أننا أمام سياسة متكررة لنتنياهو في منتصف العقد الماضي، التي لخصت معارضة شديدة للاتفاق مع إيران، والتخلي عن القدرة على التأثير على جوهر المفاوضات من الجانب الأمريكي، مما قد يلحق أضرارا شديدة بإسرائيل، رغم أن الانخراط في الاتفاق النووي يشكل فرصة لتعديله، بدلا من مشاهدته على المدرجات، وإلا فإن بينيت سيحول نفسه رويدا رويدا إلى صورة مشوهة من نتنياهو.