يواصل المستوطنون ارتكاب جرائمهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بصورة مستمرة، لاسيما في موسم قطف الزيتون، وما يتخلله من اعتداءات عليهم، وسرقة أشجارهم، وإحراق حقولهم، وصولا الى قتل مواشيهم، في ظل تواطؤ مكشوف من قبل جيش الاحتلال مع هؤلاء المستوطنين.
وصل الأمر في الآونة الأخيرة الى نشوب اشتباكات بالأيدي بين هؤلاء المستوطنين الذين يطلق عليهم اسم "فتيان التلال"، وجنود الاحتلال، الأمر الذي أشعل أضواء حمرا لدى المؤسسة العسكرية، ودفع أوساطا نافذة فيها الى التحذير من نتائج أفعال هؤلاء المستوطنين، فيما اعتبر آخرون أن هذا نتيجة طبيعية لانفلات عقالهم، وعدم كبح جماحهم منذ البداية من قبل مختلف مؤسسات الدولة.
الكاتب إيتاي لاندسبيرغ نيفو أكد بمقاله بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي يتحمل شخصيا مسئولية الأحداث الخطيرة التي قام بها هؤلاء المستوطنون، لأنه اكتفى فقط بتوجيه جنوده لقمع الشبان الفلسطينيين في المناطق المحتلة، وفضل تجاهل ما يرتكبه المستوطنون من انتهاكات ومخالفات، مكتفيا بالتفكير فقط في تنفيذ القصف التالي على سوريا، وتقديم منح مالية لجنرالاته المتقاعدين، لتقديره الخاطئ بأن هذه الاضطرابات سوف تزول مع مرور الوقت".
وأضاف نيفو، وهو محرر صحفي سابق في القناة الأولى الإسرائيلية، أن "ممارسات المستوطنين الجارية في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين سوف تبقى راسخة في أذهانهم لعقود طويلة قادمة، لأننا نحن الإسرائيليين من نتسبب فيها، ونرسل جنودنا للإساءة إليهم، ونغض الطرف عن المضايقات العنيفة اليومية ضدهم من قبل مجموعات المستوطنين، وكل هذا يحدث في غفلة من كوخافي".
اقرأ أيضا: "الذئب الأزرق".. أداة إسرائيلية لتعقب الفلسطينيين بالضفة
وما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في هذه الآونة ليست المرة الأولى، حيث يتم التخطيط لأحداث إجرامية عنيفة يمارسونها تضر بالممتلكات وأشجار الزيتون والأطفال المسنين والنساء، ولذلك يرتكب فتيان التلال هذه الفظائع الجرائم في الوقت الذي يقف فيه جنود الاحتلال جانباً، ويكتفون بالمشاهدة عن بعد، دون أي تدخل لمنع وقوعها، مما يدفع الى التقدير الأكيد أن هناك تواطؤا في ارتكابها.
وفي هذه الحالة يصعب على كوخافي أن يغسل يديه من هذه الجرائم، لأن موقعه كرئيس للأركان بإمكانه، لو أراد، أن يصدر أوامره لوقف هذه الأفعال الإجرامية، فتحت تصرفه ألوية عسكرية كاملة، وشرطة عسكرية، ووحدات حدودية، ومخابرات شرطية، وكلها تخضع للقانون العسكري الذي يحكم الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه بدلا من كل ذلك يتنكر لمسئولياته، ويفضل تجاهل هذه الجرائم، ويغمض عينيه عنها.
وهناك من الإسرائيليين من يزعم أن كوخافي ربما ينتظر توجيهات المستوى السياسي للتصدي لهؤلاء المستوطنين، وهناك من يرى أنه خائف من ردة فعل السياسيين، إن حاول قمع المستوطنين، ومنعهم من ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين، رغم أن الأمر قد لا يستدعي كل هذه المبررات الواهية، لأن ما يقوم به هؤلاء المستوطنون، وما يحظون به من رعاية عسكرية من الجيش إنما هو سقوط أخلاقي، ويجب أن تكون محاربته ووقفه بمنأى عن الاستقطابات السياسية داخل أوساط الاحتلال.
وتعيد ممارسات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية إلى أذهانهم مجازر كفر قاسم وصبرا وشاتيلا، وقتل أسرى حرب مصريين في سيناء، وكسر عظام الفتيان في الانتفاضة الأولى، وحرق فتى فلسطيني في القدس، وعائلة فلسطينية في منزلها بقرية دوما، وقد تم كل ذلك بتحريض سافر من المستوطنين مثيري الشغب العنيفين الذين يهاجمون الفلسطينيين في قراهم، ويقطعون أشجار الزيتون، وينزعون الأسلحة من الجنود لإطلاق النار على الفلسطينيين، والجنود لا يفعلون شيئا لحماية المدنيين الأبرياء.
تقدير إسرائيلي: باب العامود قد يشكل مهدا لهبّة جديدة
مستوطنون يسممون آبار مياه الشرب بالضفة المحتلة
تأهب إسرائيلي خشية اندلاع هبة شعبية جديدة بالداخل المحتل