سياسة دولية

مجلة الجيش الجزائري تشن هجوما على ماكرون

اعتبرت المجلة أن الرئيس الفرنسي "لم يعد يفرّق بين الواقع والوهم وبين الحقيقة والإفك"- جيتي

شنت مجلة الجيش الجزائري، السبت، هجوما حادا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردا على تصريحات سابقة له، وصفت بالمسيئة للبلد العربي، لا سيما تشكيكه بوجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار.

 

واعتبرت المجلة، التي تتحدث باسم المؤسسة العسكرية في البلاد، أن الرئيس الفرنسي "لم يعد يفرق بين الواقع والوهم، وبين الحقيقة والإفك"، مضيفة: "لقد اختلط على الرئيس ماكرون فشل سياسته ونكسات تاريخ بلاده، فلم يعد يفرق بين الواقع والوهم، وبين الحقيقة والإفك، وبين المعرفة والجهل".


وأضافت: "نقول لمن يعادي الجزائر، إذا كنتم لا تستطيعون التخلص من ماضيكم الاستعماري الفظيع في بلادنا، فدواء هذا الداء هو الاعتذار، أو على الأقل الصمت، لأن بعضا من السكوت أفضل من تحريف التاريخ، إن لم نقل أفضل من الكذب والجهل".


وأشارت المجلة إلى أن فرنسا "لم تحفظ الدرس في بلادها، وقد أذل جنود جيش التحرير الوطني كبرياء وغطرسة الجنرالات والماريشالات، الذين طردوا جميعا شر طردة من بلد الشهداء (الجزائر)".


وعلقت بالقول: "ألم يكونوا جميعا ضباطا من ورق؟".

 

وتساءلت المجلة: "لماذا يقفز ماكرون على الحقائق، ويذهب إلى حد التشكيك في وجود أمة جزائرية قبل استعمار بلاده للجزائر؟".

 

اقرأ أيضا: 60 عاما على "مذبحة باريس" الأكثر وحشية في أوروبا (بورتريه)

 

وتابعت: "هناك من يرجع تصريحات ماكرون إلى المعضلات الداخلية التي يواجهها، وفشله في تحقيق ما وعد به الفرنسيين، ومن ثم تراه يسعى إلى مغازلة جمهور الناخبين بقضايا تدغدغ المشاعر".


وقالت المجلة: "يرى الكثير من المحللين أن ماكرون لم يقدر أبعاد تصريحاته، ويجهل فوق جهل الجاهلين".


وشددت على أن "الأمة الجزائرية تعي وتدرك جيدا أنه لا فرق بين ماكرون وماري لوبان وإريك زمور (مرشحون محتملون للرئاسة الفرنسية العام القادم)، ولا فرق بين يمينهم ويسارهم، فكلهم يرى في الجزائر بجيشها وشعبها وحكومتها عدوا لدودا".


وقبل أسابيع، اتهم ماكرون، في تصريحات، السلطات الجزائرية بأنها "تكنّ ضغينة لفرنسا"، وطعن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، حيث تساءل: "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".


ومنذ فترة، تشهد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس توترا وفتورا رافقهما نزيف اقتصادي لدى شركات فرنسية غادرت البلاد، ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها.


وقبل أيام، استدعت الجزائر سفير باريس لديها للاحتجاج على قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي المشارك في عمليات بشمالي مالي.