علوم وتكنولوجيا

"فيسبوك" تعتزم تغيير اسمها الأسبوع المقبل.. ما دوافع ذلك؟

زكربيرغ رئيس فيسبوك التنفيذي يعتزم التحدث عن تغيير الاسم في مؤتمر (كونيكت) السنوي- جيتي

قال موقع "ذا فيرج" الأمريكي، إن شركة فيسبوك، عملاق شركات التواصل الاجتماعي، تعتزم تغيير اسمها باسم جديد الأسبوع المقبل.

 

وقال الموقع، إن مارك زكربيرغ، رئيس فيسبوك التنفيذي، يعتزم التحدث عن تغيير الاسم في مؤتمر (كونيكت) السنوي الذي تقيمه الشركة في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، وإن ظل هناك احتمال للكشف عن المسألة في موعد أقرب.

وأضاف الموقع أن إعادة التسمية ستضع تطبيق فيسبوك على الأرجح كواحد من منتجات عديدة لشركة أم ستشرف على مجموعات مثل إنستجرام وواتساب وأوكيولاس وغيرها.


وأوضح الموقع أن الاسم الجديد سيعكس طموح فيسبوك في بناء ميتافيرس، وهو الإصدار الأحدث للإنترنت، بدلاً من مواقع التواصل الاجتماعي التقليدية.

قد يبدو الميتافيرس وكأنه نسخة منقحة من الواقع الافتراضي، لكن البعض يعتقدون أنه قد يصبح مستقبل الإنترنت، بل إن ثمة اعتقاداً بأن مقارنته بالواقع الافتراضي ربما ستشبه مقارنة الهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.

فبدلاً من الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، ربما كل ما ستحتاج إليه عند الاتصال بالميتافيرس، وهو نظارة أو جهاز يوضع على الرأس لكي تتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية.

ولتحقيق هذه الغاية، أعلنت الشركة هذا الأسبوع، أنها تخطط لتوظيف 10 آلاف موظف في دول الاتحاد الأوروبي. وقد يسهم انعقاد مؤتمر Connect السنوي للشركة، المقرر عقده في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، في إيجاد فرصة ذهبية لمثل هذا الإعلان.

 

اقرأ أيضا: "فيسبوك" تسمح بالتحقيق في قمع المحتوى المؤيد لفلسطين

ويأتي الإعلان من قبل فيسبوك بعد أسابيع من ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن ما وصفته بوجود "أوجه قصور" في فيسبوك، والتي غذَتها التسريبات الداخلية من قبل فرانسيس هوغنر، التي أشارت إلى حدوث مخالفات في موقع فيسبوك، والتي قدمت أدلة على ذلك إلى الكونغرس الأمريكي.

وردا على سؤال حول احتمال تغيير اسم شركة فيسبوك، قال متحدث باسم الشركة: "نحن لا نعلق على الشائعات أو التكهنات".

وفي الحقيقة، فإن تغيير اسم فيسبوك سيُحدث انعكاسات كبيرة على أرض الواقع؛ ففي بواكير بدء استخدام اسم فيسبوك، لم يكن من السهل التفريق بشكل واضح وحقيقي بين كل من فيسبوك المنصة، وفيسبوك الشركة.

ومع انخفاض عدد الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك بالفعل في العديد من البلدان في الغرب، فمن المحتمل أن يصبح الاسم منفصلاً بشكل متزايد عن قطاعات نمو الشركة.

من الصعب فهم السبب الذي يجعل فيسبوك يعتقد أن هذا الآن هو الوقت المناسب لتغيير اسمه.

وما زال موقع فيسبوك يواجه الزوبعة التي أثارها تسليط وسائل الإعلام بطريقة سلبية نتيجة تسريبات من قبل فرانسيس هوغن التي أبلغت عن وجود تجاوزات.

 

ووفقا لبي بي سي، فرضت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية على شركة فيسبوك غرامة بمبلغ 50.5 مليون جنيه إسترليني "70 مليون دولار"، بتهمة خرق القواعد المنظَمة لعمل قطاع الاتصالات عمداً.


وتتعلق القضية باستحواذ فيسبوك عام 2020 على خدمة Gif-Sharing Giphy، وهي مسألة تخضع للتحقيق.

وقالت هيئة أسواق المال إن فيسبوك لم تقدَم معلومات عن تفاصيل هذه الصفقة، وإنها تجاهلت العديد من التحذيرات التي وجهتها إليها، كما أنها ارتكبت "خرقًا كبيرًا"، وهي تهم تنفيها الشركة.

والغرامة الجديدة التي فرضتها هيئة الأسواق على فيسبوك، البالغة 50 مليون جنيه إسترليني، هي أعلى بأكثر من 150 مرة من الرقم القياسي السابق الذي دفعته الشركة نتيجة تجاوزات مماثلة، وهو 325 ألف جنيه إسترليني.

ويُستخدم Giphy على نطاق واسع من قبل منافسي فيسبوك لتشغيل صور Gif المتحركة المستخدمة في تطبيقات الوسائط الاجتماعية، وعلى لوحات المفاتيح المحمولة، وعبر الإنترنت بشكل عام، وأثارت الطريقة التي أبرمت بها فيسبوك الصفقة مخاوف فيما يتعلق بقضية المنافسة العادلة.

وما زالت طريقة استحواذ فيسبوك على Giphy قيد التحقيق.

وأصدرت هيئة أسواق المال أمراً تنفيذياً أولياً، يحد من كيفية عمل الشركات المندمجة، التي تخضع للتحقيق، والغرض منه إبقاء هذه الكيانات شبه منفصلة، وفي حالة منافسة مع بعضها البعض؛ حتى انتهاء إجراءات التحقيق.

وتُلزم الضوابط فيسبوك بتقديم معلومات توضَح كيفية امتثالها للأمر.

وقالت هيئة أسواق المال: "بالنظر إلى التحذيرات المتعددة التي كنا قد وجهناها إلى فيسبوك، فإننا نعتبر أن عدم امتثال شركة فيسبوك كان متعمدًا، الأمر الذي يقوَض بشكل أساسي قدرتها على منع حدوث أي مشاكل، أو مراقبتها، أو تصحيحها".

وتدحض شركة فيسبوك الاتهامات بأنها انتهكت القواعد الناظمة عمدًا، قائلة إنها امتثلت للالتزامات الرئيسية، وإن الخلاف يتعلق بتفاصيل كيفية قيامها بذلك.