ملفات وتقارير

كاتب إسرائيلي: فشل صارخ لبينيت في خطابه الأول بالأمم المتحدة

هوروفيتس: بينيت في خطابه الأول في الأمم المتحدة لم يكن في حالة مزاجية لتلقي الإلهام من نتنياهو- الأناضول

سلط كاتب إسرائيلي الضوء على الخطاب الأول لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اليميني نفتالي بينيت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال الكاتب دافيد هوروفيتس في مقال نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل": "كان هناك إغفالان صارخان؛ ففي سياق أكثر من 2000 كلمة اختار عدم ذكر سلفه بنيامين نتنياهو، أو الخلاف الرئيسي الذي يشغل الاجتماع العالمي والمتمثل بالصراع مع الفلسطينيين".

وأضاف: "نتنياهو، الذي رأى نفسه على أنه سيد الاجتماع السنوي للجمعية العامة، كان غيابه واضحا للغاية عن عرض بينيت؛ الفيل العملاق في الغرفة الشاسعة الخالية إلى حد كبير"، منوها إلى أنه "وجه جزءا كبيرا من الخطاب للجمهور الإسرائيلي وليس إلى زعماء العالم".

واستبعد هوروفيتس أن "يهتم الكثير من الإسرائيليين بهذه الرسالة السياسية الداخلية، فهي مفهومة ولكنها غير مناسبة إلى حد ما، لتكون تصفية حسابات ضد زعيم المعارضة (نتنياهو) الذي يخطط بلا هوادة للإطاحة به".

وبالانتقال إلى القضايا الدولية في النصف الثاني من خطابه، سلط بينيت الضوء على "تقدم إيران نحو القدرة النووية، مشروع طهران الخبيث الذي يشمل أسرابا من الطائرات بدون طيار القاتلة والمسلحة بأسلحة فتاكة يمكنها مهاجمة أي مكان في أي وقت".

ولفت الكاتب إلى أن بينيت الذي تعهد بأن "تضمن إسرائيل إحباط طموحات النظام الإيراني"، ردد خطاب نتنياهو على مدى سنوات عديدة في هذا الاجتماع، وإن كان ذلك بدون التعزيزات التصويرية لسلفه"، مضيفا أنه "لن تسمح إسرائيل لإيران بامتلاك سلاح نووي".

وأشار إلى أن "بينيت بذل قصارى جهده للإشادة بالحليف الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة، التي مرت الأسبوع الماضي بعد زوبعة "تقدمية" بتمويل مليار دولار لنظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي، كما أنه أشاد بالتطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب، ووعد بالمزيد في المستقبل".

واللافت بحسب الكاتب في خطاب بينيت، أنه "اختار عدم الإشارة إلى الصراع الفلسطيني على الإطلاق، وهذا إغفال ثان كرس له بلا شك تفكيرا كبيرا، وسيلاحظ بوضوح دولي".

وقال: "لقد ابتعد بينيت عن القضية تماما، على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في خطاب فيديو الأسبوع الماضي، استخدم نفس الجمعية العامة لتوجيه إنذار نهائي لانسحاب إسرائيلي إلى خطوط ما قبل 1967 في غضون عام".

ونبه إلى أنه "في حال كانت سياسته الشخصية لها مكان في حكومته، فسيسعى بينيت لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وإذا حددت أيديولوجيات بعض شركائه السياسة، فإن التحالف سيدعم الدولة الفلسطينية".

وتابع: "ولكن بما أن تحالفه غير المحتمل المكون من ثمانية أحزاب واليسار واليمين والوسط والعرب لا يمكنه أن يحكم إلا بالإجماع، فإن المواقف الواضحة على الجبهة الفلسطينية والمقبولة من جميع شركائه في التحالف من الصعب صياغتها، ولكن ذلك لم يتطلب تجاهل القضية الخلافية برمتها وترك فراغ يملؤه منتقدو إسرائيل".

وقارن هوروفيتس، بين خطاب نتنياهو وبينيت في ما يخص القضية الفلسطينية، وقال: "في الواقع، وجد سلفه على الدوام لغة للتعبير عن الرغبة في السلام، حتى عند انتقاد الرفض الفلسطيني وتجنب دعم حل الدولتين، وحتى إذا كانت تأكيداته غالبا ما تقابل بالتشكيك"، مؤكدا أن "بينيت في خطابه الأول في الأمم المتحدة، لم يكن في حالة مزاجية لتلقي الإلهام من نتنياهو".

 

اقرأ أيضا: بينيت يهاجم إيران ويتجاهل فلسطين ويعد بمزيد من التطبيع