قال كاتب إسرائيلي إن "المطلوب اليوم في إسرائيل أكثر من أي وقت مضى تشكيل حكومة طوارئ وطنية لوقف التهديد النووي من طهران، لأنه عندما تقترب إيران من كونها دولة نووية، فلم تعد إسرائيل قادرة على التمسك بسياسة دفن رأسها في الرمال، وهنا يتطلب الأمر إعلان حكومة طوارئ يكون طرفاها بنيامين نتنياهو وإيهود باراك، بجانب غابي أشكنازي وشاؤول موفاز وتسيبي ليفني وموشيه يعلون ودان ميريدور، يجب أن يكونوا وآخرون جزءًا من ائتلاف الطوارئ الموحد".
وأضاف أريئيل كهانا في
مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أنه
"لا يوجد خلاف إسرائيلي حول تشخيص الحالة القائمة أمام إيران، فوزيرا الحرب
الحالي بيني غانتس والسابق إيهود باراك، ومستشارو نتنياهو السابقون مائير بن شبات
ورون درامر والمعلقون العسكريون، كلهم يتفقون
حتى النهاية أن إيران قريبة جدًا من إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة
نووية".
وأكد أن "هذه
حقيقة يتفق جميع الإسرائيليين على أنها الآن قائمة بالفعل، أو على الأكثر في غضون
أسابيع قليلة، ويعتمد ذلك فقط على إرادتها ستصبح دولة عتبة نووية، هذه هي اللحظة
التي فعلت فيها إسرائيل كل شيء حتى لا تصل إليها، وفي حين أنه من المهم توضيح أن
إيران لن تمتلك قنبلة نووية نشطة غدًا، لكن ذات الأهمية تتعلق بقدرة أنها ستصل إلى
تلك القدرة في غضون بضعة أشهر، على أقرب تقدير".
وأشار إلى أنه "بطريقة
أو بأخرى، فإن التقدم أو التوقف يعتمد فقط على قرار إيراني، حتى أن المجتمع الدولي،
بما في ذلك إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة، ليس لديهما أي نفوذ على النظام
الإيراني، في حين أن "السكين باتت على العنق"، حتى أن مؤيدي خطابات
نتنياهو في الكونغرس وخصومه يلومون بعضهم البعض على اتهامات خطيرة، ويخوضون الآن
معارك شخصية، لكن التاريخ وحده من سيحدد من كان على حق ومن كان على خطأ".
وأوضح أن "إيران
كدولة عتبة نووية قد لا تقتل فقط عشرات الآلاف من الإسرائيليين بقنبلة واحدة، لكنها
ستهدد بشكل أساسي حرية العمل للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهذا واحد من الأسباب
الرئيسية التي دفعت كل المعنيين للاتفاق على مدار السنين على أنه يجب على إسرائيل
منع إيران، ليس فقط من حيازة القنبلة نفسها، لكن أيضًا القدرة على الحد من ذلك، ما
يعني أن الخط الأحمر بات موجودا بالفعل".
وأشار إلى أن "دخول
إيران إلى النادي النووي سوف يغير التاريخ بشكل لا يمكن التعرف عليه، ولمنع هذا
التطور الرهيب لا بد من تنحية النقاشات الإسرائيلية السابقة جانبا، وتنحية كل
الحسابات السياسية جانبا آخر، ونسيان خلافات السنوات الأخيرة، وحشد كل قواتنا لوقف
إيران، والقيام بذلك على الفور، فيما يتعلق باحتواء إيران".
وختم بالقول إن
"تشكيل حكومة الطوارئ ليست دعوة سياسية، بل وجودية، لأن أعداءنا يستغلون
انقسامات الإسرائيليين، ولذلك يجب أن تكون إجابتهم هي الائتلاف، هناك حاجة لحكومة
طوارئ موحدة لكبح جماح إيران، ليس فقط لأن هناك حاجة للعمل العسكري، ولكن أيضًا
لتحفيز المجتمع الدولي، وفي حال لم تنشأ هذه الحكومة في فترة زمنية قصيرة، فمن
الأفضل أن نتحضر لوقف إيران بثمن باهظ، قبل أن تصبح دولة نووية، وحينها ستحوز على سلاح
يوم القيامة".