قال دبلوماسي إسرائيلي إنه "من الخطأ أن تعتقد إسرائيل أن لديها الوقت للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، لأن طهران تعمل على جميع مكونات برنامجها النووي في نفس الوقت، وبات واضحا للمزيد والمزيد من الخبراء أن إيران وصلت المراحل النهائية من عملية إنتاج القنبلة".
وأضاف دوري غولد في
مقاله على موقع "القناة 12"، ترجمته "عربي21"، أن
"المعطيات الإسرائيلية المتوفرة تجسد المخاوف من أن إيران أصبحت دولة عتبة
نووية، مع أن هناك فرقاً بين دولة عتبة بالمعنى الكامل للكلمة، ودولة أصبحت نووية
فقط من حيث الكمية من اليورانيوم المخصب التي بحوزتها، ومرة أخرى
يطرح السؤال عن أي مدى تقترب إيران من إنجاز حيازة القنبلة".
وأوضح غولد، السفير
السابق في الأمم المتحدة، ووكيل وزارة الخارجية، أن "وضعية إسرائيل في مواجهة
إيران باتت تشكل تحديًا دبلوماسيًا معقدًا، هذه هي إسرائيل، التي تسعى لتشكيل تحالف
دولي ضد إصرار إيران على حيازة أسلحة نووية، لأنها تعرض أمن إسرائيل والشرق الأوسط
والعالم بأسره للخطر، ما يتطلب أن توضح إسرائيل لأعضاء التحالف المحتملين مدى
إلحاح القضية، وضرورة العمل معًا على الفور".
وأشار إلى أنه "مهم
أن تفهم إسرائيل ما يعنيه الخبراء عندما يتحدثون عن برنامج نووي تشغيلي في إيران،
وهذا الحديث له ثلاثة جوانب، أولها أن إيران تحتاج إلى نظام إطلاق للوصول إلى
وجهتها، ففي عام 1998 أجرت إيران لأول مرة تجارب على صاروخ شهاب 3 على أساس
التكنولوجيا الكورية الشمالية، وفي عام 2003، بدأ تشغيل هذا الصاروخ داخل الجيش
الإيراني، ويبلغ مداه 1300 كم، ما يسمح له بضرب أهداف في إسرائيل من قواعد
متمركزة داخل الأراضي الإيرانية".
وأكد أن "الجانب
الثاني حصل بين عامي 1998-2017، حين أجرت إيران 21 اختبارا لإطلاق صواريخ شهاب 3، وفي
عام 2015، نشر الإيرانيون مقاطع فيديو تظهر لأول مرة أن إيران أقامت شبكة تحت
الأرض من قواعد الصواريخ، بحيث يمكن إطلاق الصواريخ من منصات الإطلاق الحالية، أي
أن الحاجة لنظام إطلاق أسلحة نووية لن تؤخر إيران بعد الآن، وقد تحقق هذا الهدف
بالفعل، حيث كانت البيانات الذرية مقلقة منذ ذلك الحين 2011".
وأضاف أن "الجانب
الثالث يتعلق بوجود اليورانيوم المناسب لإنتاج القنبلة النووية، وقد تم تصميم
عملية التخصيب لرفع مستواه للأغراض المدنية وللأسلحة النووية، مع أن تخصيب
اليورانيوم أعقد خطوة للدول التي تسعى لحيازة أسلحة نووية، ما يعني توفر أهم مؤشر
على تصميم إيران على استكمال العملية وصولاً إلى القنبلة، كما أن بداية عملية
التخصيب ترتبط بحقن اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في حالة تراكم الغاز، مع أن
إنتاج رأس حربي نووي يتطلب اليورانيوم كمعدن".
وأكد أنه "في آب/ أغسطس 2021، وجدت هيئة الطاقة الذرية أن إيران تنتج اليورانيوم المعدني، وهذا يعني أنه من الواضح أن إيران في المراحل الأخيرة من عملية صنع القنبلة، ولم تعد مسألة سنوات أو شهور، بل مسألة زمنية أقل منها، ما يؤكد أن الإيرانيين كانوا يعملون على افتراض أنهم لا يستطيعون فصل العمل على المكونات، بل إجراءها بالتوازي".
وزعم أنه "بعد
الاتفاقات النووية الأولى بين إيران والاتحاد الأوروبي في 2005، أخفت طهران الأدلة
على وجود نشاط نووي في عدد من المنشآت التي كان من المفترض أن تكون تحت المراقبة، وهذا
هو نموذج العمل الإيراني منذ ذلك الحين، ولكن لسوء الحظ تتصرف الدول الغربية بدافع
السذاجة من ناحية، ومن منطلق الرغبة في الحفاظ على العلاقات التجارية مع إيران من
ناحية أخرى".
وختم بالقول إن "تقاعس الغرب سمح للبرنامج النووي الإيراني بالتطور والتكثيف والنجاح في العمل في وقت واحد على جميع مكونات هذا البرنامج النووي، وعلى مسافة قصيرة جدًا من القنبلة الأولى".