أظهرت بيانات أمريكية معلومات مثيرة عن وزير الداخلية الأفغاني الذي عينته حركة طالبان ضمن تشكيلة الحكومة الأفغانية لتصريف الأعمال.
وعينت حركة طالبان، الثلاثاء، سراج الدين حقاني، وزيرا للداخلية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال وذلك حتى تشكيل حكومة تمثل أطياف الشعب الأفغاني.
وبحسب بيانات منشورة على الموقع الإلكتروني لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "أف بي أي"، فإن حقاني (زعيم شبكة حقاني)، يعد أبرز المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي".
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، قد أعلن عبر موقعه الرسمي عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد بمكان حقاني.
وتعتبر واشنطن شبكة حقاني، التي أسسها والده، إرهابية، وواحدة من أخطر الفصائل التي قاتلت القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي خلال العقدين الماضيين في أفغانستان.
موقف واشنطن
وفي أول رد فعل للموقف الأمريكي من حكومة طالبان الجديدة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها ستحكم على الحكومة الأفغانية الجديدة بناء على "أفعالها"، رغم ضمها وزراء مدرجين في قوائم "الإرهاب" الأمريكية.
وأعرب بيان للوزارة، الثلاثاء، عن قلق واشنطن بشأن التشكيلة الحكومية، خاصة "انتماءات بعضهم وسوابقهم"، فضلا عن استفراد طالبان ومقربين منها، وغياب أي تمثيل للنساء.
ولم يتطرق البيان بشكل مباشر إلى وجود أعضاء في الحكومة الأفغانية الجديدة على قوائم "الإرهاب" الأمريكية و"العقوبات" الأممية، فضلا عن وجود معتقلين سابقين في غوانتانامو تم الإفراج عنهم في إطار صفقة تبادل مع طالبان عام 2014.
وجدّد البيان مطالبة طالبان بتوفير ممر آمن للرعايا الأمريكيين والمواطنين الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، مشددا على ضرورة التزام الحركة بضمان عدم تحول البلاد إلى منطلق لتهديدات ضد أي دولة أخرى.
"اتهامات أمريكية"
وسراج الدين حقاني مطلوب للاستجواب على ذمة قضية تتعلق بهجوم وقع في كانون الثاني/ يناير 2008 في العاصمة الأفغانية كابل، أسفر عن مقتل 6 أشخاص، بينهم مواطن أمريكي.
ويعتقد أن حقاني متورط بهجمات استهدفت القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان، كما أنه متهم في التخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرازي عام 2008.
وتعرف شبكة حقاني بقربها من "تنظيم القاعدة" وتنفيذ عمليات انتحارية عدة، ونسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة.
واتهمت أيضا باغتيال مسؤولين أفغان بارزين، واحتجاز غربيين رهائن، قبل الإفراج عنهم مقابل فدية، أو سجناء، مثل الجندي الأمريكي بو برغدال، الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل 5 معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو.
ومقاتلو حقاني، معروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، وهم مسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.
وعقب الانسحاب السوفياتي من أفغانستان، أقام جلال الدين حقاني علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن، ثم تحالف مع طالبان التي سيطرت على البلاد في عام 1996 وشغل منصب وزير في نظام طالبان حتى الإطاحة بالحركة مع التدخل الأمريكي في 2001.
وأعلنت طالبان عام 2018 عن وفاة جلال الدين حقاني بعد صراع طويل مع المرض، ليتولى نجله سراج الدين قيادة الشبكة.
ومع قواعد مفترضة للشبكة على طول الحدود في شمال غرب باكستان، ظهرت الشبكة بشكل أكبر ضمن قيادة طالبان خلال السنوات الماضية، وعين سراج الدين نائبا لزعيم الحركة في 2015.
أما أنس، الشقيق الأصغر لسراج الدين، فقد أمضى بالفعل عقوبة في السجن، وأجرى مؤخرا محادثات مع كرزاي، ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله، في أعقاب سقوط كابل.