يستعد نحو 300 مرشح يمثلون 20 فصيلا مسلحا لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، الأمر الذي أثار تساؤلات حول حظوظ هذه الفصائل، وما السيناريوهات الواردة في حال لم يحقق هؤلاء المرشحون الفوز.
ووفق أرقام نشرتها المفوضية العليا للانتخابات بالعراق، في 31 يوليو/ تموز الماضي، فإن 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، سيخوضون سباق الانتخابات للفوز بـ 329 مقعدا في البرلمان.
حظوظ كبيرة
وتعليقا على الموضوع، قال الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي، مؤيد الجحيشي لـ"عربي21" إن "السياسيين العراقيين يتمسكون بدستور ثم يخرقونه، لأن المادة 9 من الدستور تقول إنه لا يجوز لأي حزب أن يمتلك فصيلا مسلحا، فلماذا لا يجري محاسبة الأحزاب التابعة لفصائل مسلحة، أليس هذا خرقا واضحا؟".
وأوضح الجحيشي أن "90 بالمئة من مرشحي الفصائل دخلوا الانتخابات بصفة مستقلين، وهؤلاء الـ300 مرشح لديهم حظوظ في الانتخابات، فالحشد الشعبي يسيطر على نواحي وأقضية عدد من المحافظات، ولا سيما في نينوى، حيث أبلغ أهالي بعض القرى بوجوب انتخاب عدد من الأشخاص، وفي حال لم ينفذوا فمصيرهم التهجير".
وأعرب الخبير العراقي عن اعتقاده بتكرار سيناريو التزوير وحرق مراكز العد والفرز الذي حصل في انتخابات عام 2018، وبشكل أكبر هذه المرة، وأن نحو 75 من مرشحي المليشيات سيحصلون على مقاعد، ناهيك عن باقي الأحزاب الشيعية.
وتوقع الجحيشي أن تتشكل كتلة برلمانية من الفصائل المسلحة والأحزاب الشيعية تصل إلى نحو 160 مقعدا على غرار ما حصل في انتخابات عام 2006 عندما تم تشكيل الائتلاف الشيعي الموحد.
ولفت إلى أن "القوى المدنية ليس لها حظوظ كبيرة في الانتخابات، لأن أرض الواقع يقول إن السطوة للمليشيات، وهؤلاء يهددون كل من لا يكون في صفهم، فالمرشحون المدنيون مهددون كما كان يجري عندما كان تنظيما الدولة والقاعدة يهددان ويغتالان المرشحين في الأعوام السابقة".
"لا تأثير للسلاح"
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أياد العنبر لـ"عربي21" إن "الموضوع يبقى مطروحا للتنافس، فهذه الفصائل إذا دخلت بعنوانها فهو مخالف لقانون الأحزاب، لكن إذا طرحت نفسها بعنوان حزب سياسي فأعتقد أن الموضوع سيختلف".
وأوضح العنبر أن "التداخل بين الاثنين (الفصيل، والحزب السياسي) قد يكون غير واضح في العراق. وهذا الموضوع يتعلق بالمتابعة القانونية في حال كان هناك خرق أم لا".
أما موضوع الحظوظ، فيرى العنبر أنه "خاضع لقواعدها الشعبية وقدرتها على التنافس وطبيعة المرشحين الذين يقدمونهم، وهذا كله مقترن بقانون الانتخابات الذي هو أكثر تعقيدا على اعتبار أن الدوائر الانتخابية بحاجة إلى الكثير من الأصوات حتى يفوز المرشح في دائرته الانتخابية".
ورأى المحلل أن "السلاح لا يؤثر في إرادة الناخب، وإنما هناك جماعات تسيطر على مؤسسات الدولة ولديها وظائف وأموال، وهو ما يؤثر في الناخبين. أيضا قضية التيارات المدنية يمكن أن تنافس بشكل واضح وصريح باعتبار أنها تستقطب الجمهور على أساس البرنامج، وليست لديها قدرة أكثر من هذا، فالتنافس بين الاثنين مختلف تماما".
ولفت إلى أن "تكرار سيناريو 2018 مقترن بالدرجة الأولى بقدرة الحكومة على فرض الأمن الانتخابي وحماية الانتخابات، وهذه الخروقات قد تسعى لها الكثير من الجماعات التي تحمل السلاح".
الفصائل بالأرقام
والفصائل التي تشارك في الانتخابات معظمها منضوية في هيئة الحشد الشعبي، في مقدمتها التي تتبع تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري المسؤول عن مليشيا "بدر"، وهي أحد أكبر الفصائل المسلحة داخل "الحشد". ويقدم التحالف الذي يخوض التنافس في أغلب المحافظات 73 مرشحا.
تمتلك "بدر" 13 لواء داخل الحشد وهي ألوية رقم (1، 3، 4، 5، 9، 10، 21، 22، 23، 24، 27، 53، 55)، ويقدر عدد عناصر هذه الألوية بنحو 24 ألف عنصر.
ويضم تحالف "الفتح" 6 تيارات داخله، أبرزها حركة "صادقون" وهي الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي. وتمتلك "العصائب" لواءين في الحشد الشعبي هما 41 و42، ويقدر عدد عناصرها بنحو 10 آلاف، وتنتشر في صلاح الدين، بغداد، ديالى، كركوك.
ويضم "الفتح" أيضا تجمع "السند" بزعامة النائب أحمد الأسدي المسؤول عن كتائب "جند الإمام"، وتملك لواء واحدا وهو لواء 6 في الحشد. كذلك يضم التحالف حركة "الجهاد والبناء" بزعامة حسن راضي المسؤول عن "سرايا الجهاد" وهو لواء 17 في الحشد الشعبي.
وعلى الصعيد ذاته، فإن التيار الصدري يمتلك لواء واحدا في الحشد الشعبي وهو "سرايا السلام" ورقمه في هيئة الحشد 313، وعناصره يقدرون بنحو 15 ألفا. وقدم التيار الصدري 95 مرشحا للانتخابات، حيث يعتبر أبرز مناطق انتشار "سرايا السلام" هي مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين.
ومن الأحزاب الجديدة المشاركة في الانتخابات حركة "حقوق" التابعة لـ"كتائب حزب الله" بزعامة حسين مؤنس المرشح عن بغداد، والذي يعتقد بأنه هو نفسه أبو علي العسكري المسؤول الأمني للكتائب وصاحب التغريدات النارية على "تويتر".
وقدمت "حقوق" 40 مرشحا في الانتخابات، وجناحها العسكري "الكتائب" هو الذي يحمل اسم اللواء رقم 45 ويضم نحو 8 آلاف عنصر. وأكثر المناطق التي تنتشر فيها كتائب "حزب الله" هي جرف الصخر في محافظة بابل.
كذلك من الأحزاب الجديدة المشاركة في الانتخابات حركة "العراق الوطنية" التي يرأسها محمد شاكر الشمري القيادي في "كتائب الأمام علي". "الكتائب" تحمل اسم اللواء 40 ضمن تسلسل الفصائل في هيئة الحشد الشعبي، وجناحها السياسي قدم 24 مرشحا للانتخابات.
أما "تيار التحدي" الذي يشارك لأول مرة في الانتخابات، ويرأسه أبو علي الدراجي (اسمه الصريح غير معروف)، فيقدم 6 مرشحين. والدراجي هو مسؤول "كتائب أبي الفضل العباس" وهو فصيل مسلح غير تابع للحشد، لكنه شارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة.
كما يشارك ائتلاف "قادرون" برئاسة حسن الحسناوي أمين عام قوات "الإمام"، وهو أيضا فصيل غير تابع للحشد، لكنه شارك في قتال تنظيم الدولة. ويضم الائتلاف تيارين اثنين هما: "الثقة، والأبرار الوطني" ولديه 26 مرشحا.
كذلك يتزعم المرشح يوسف السناوي حزب "ثار الله الإسلامي"، وهو حزب متهم بملاحقة واستهداف ناشطين في محافظة البصرة. وحزب السناوي لديه 3 مرشحين فقط.
كما يترشح النائب فالح الخزاعي المعاون الجهادي لكتائب "سيد الشهداء" ضمن حركة جديدة تحت اسم "قادمون". والكتائب كانت قد اتهمت قبل عدة أشهر بالضلوع في مهاجمة مطار أربيل.
إلى جانب ذلك، تشارك في الانتخابات تيارات وشخصيات سنية تمتلك فصائل مسلحة وحشودا عشائرية بعضها تابع للحشد الشعبي. مثل "المحافظون" وهو تيار جديد يشارك لأول مرة، يرأسه قائد "حشد الدفاع" وائل الشمري، ويقدم 12 مرشحا في الأنبار.
وتشارك في الأنبار 3 شخصيات تملك حشودا وهم: عيسى الساير قائد لواء "درع الفلوجة"، رافع الفهداوي المسؤول عن حشد "نخوة النشامى"، والنائب نعيم الكعود الذي يرأس حشد "البو نمر". أما عبد الله الجغيفي، وهو المسؤول عن قوات أحرار الفرات في غربي الأنبار، فيترشح عن تحالف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
ويرشح عن حزب "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، النائب فلاح زيدان في نينوى، وهو المسؤول عن حشد "اللهيب" (قبيلة سنية) في جنوب الموصل. كذلك يرشح النائب عبد الرحيم الشمري المسؤول عن حشد "النوادر" في غرب الموصل. إلى جانب أحمد الجبوري النائب عن نينوى الذي يرأس حركة جديدة تحت اسم حركة "حسم"، وهو المشرف على حشد "فرسان الجبور" جنوب الموصل.
أما "كوتا" المكونات فإن أحد المنافسين البارزين على مقاعد المسيحيين هو ريان الكلداني، القيادي في الحشد الشعبي. الكلداني هو المسؤول عن فصيل "بابليون" الذي يحمل الرقم 50 في هيئة الحشد، ويقدم 5 مرشحين، أبرزهم وزيرة الهجرة إيفان يعقوب. والمنافس الآخر على كوتا مكون "الشبك" هو وعد القدو ضمن الترشيحات الفردية، والمتهم باستهداف مطار أربيل أكثر من مرة. القدو كان يرأس لواء 30 (حشد الشبك) في سهل نينوى، شمال شرق الموصل، قبل أن يقوم الكاظمي العام الماضي بإبعاده عن الفصيل على إثر تلك الاتهامات.