أصيب 23 شخصا على الأقل برصاص الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، السبت.
وأطلقت قوات الاحتلال النار على المشاركين في مهرجان أقامته الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، دعما لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى في ذكرى إحراقه الـ52.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية في تصريح خاص لـ"عربي21"، وصول 20 إصابة بجراح مختلفة جراء إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة منها إصابة خطيرة لطفل في الرقبة".
في حين قالت وزارة الصحة إن عدد الإصابات ارتفع إلى 23 بينها حالتين حرجة إحداها لطفل يبلغ من العمر 13 عاما وأخرى بالرأس.
وتمر اليوم الذكرى الـ52 على جريمة إحراق المسجد الأقصى
المبارك؛ في ظل استمرار وتصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس والأقصى،
ومحاولة فرض سياساتها الاحتلالية.
ودعت الفصائل في القطاع أبناء الشعب الفلسطيني إلى المشاركة
في المهرجان الجماهيري الكبير والحاشد بعنوان "سيف القدس لن يغمد"، اليوم
الساعة الخامسة والنصف مساء في مخيم العودة "ملكة" شرق مدينة غزة بالقرب
من السياج الفاصل.
تفاصيل المهرجان
وعن تفاصيل المهرجان، أوضح عضو لجنة الفعاليات في القوى
الوطنية والإسلامية، زكي دبابش، لـ"عربي21" أن هناك كلمة للشيخ عكرمة صبري
وكلمة الفصائل الفلسطينية (يرجح أن يلقيها القيادي البارز في الجبهة الشعبية جميل مزهر)،
إضافة للعديد من الفقرات الفنية.
وأوضح أن هذا المهرجان يأتي ضمن سلسلة فعاليات شعبية
أقرتها القوى الوطنية والإسلامية في اجتماعها الأخير بالقطاع، والذي لم تشارك فيه
حركة "فتح"، ومن الممكن أن تنظم تلك الفعاليات في مخيمات العودة الخمس المنتشرة
شرق القطاع على مقربة من السلك الفاصل.
وعلمت "عربي21" من جهات ذات علاقة بالمهرجان، أن قوى الأمن الفلسطينية في القطاع، التي تعمل على تأمين المهرجان، تسعى لمنع وصول أو اقتراب الشبان الفلسطينيين من السلك الفاصل في قطاع غزة، تفاديا لاستهدافهم من قبل قناصة الاحتلال المتمركزين شرقي السلك الفاصل.
وعن أهمية ورسالة المهرجان، أوضح المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن "هذا المهرجان الشعبي الوطني في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، يأتي وما زال الأقصى يتعرض لمؤامرة وحرق واقتحام مستمر من قبل المستوطنين".
اقرأ أيضا: بذكرى إحراقه.. عكرمة صبري يتحدث لـ"عربي21" عن واقع الأقصى
ولفت
في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن رسالة هذا المهرجان، تأتي "للتأكيد على
أن شعبنا الفلسطيني، هو الدرع الحامي للمسجد الأقصى، ولن يسمح للاحتلال بالانفراد به
وتقسيمه".
وأكد
القانوع، أن "المسجد الأقصى المبارك، سيظل حاضرا على الطاولة، وكل شعبنا سيدافع
ويذود عن حياضه"، منوها إلى أن هذه الفعالية الشعبية "تأتي أيضا في إطار المطالبة
بكسر الحصار عن قطاع غزة، وإفشال كل محاولات الاحتلال من الضغط على شعبنا وتضييق الخناق
عليه".
الهدود لم يعد ممكنا
قالت الفصائل الفلسطينية، السبت، إن الهدوء مع الاحتلال الإسرائيلي لم يعد ممكنا في ظل ما تفرضه من عدوان اقتصادي ومعيشي مستمر على قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خلال المهرجان.
وتابع مزهر: "لم يعد ممكنا الاستمرار في الهدوء مقابل عدوان اقتصادي ومعيشي وحياتي مستمر من قبل العدو الصهيوني وتساوق من المجتمع الدولي".
وأضاف: "نحمّل العدو الصهيوني والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة شعبنا بالإغلاق والتجويع والحصار".
وتابع: "غزة لا تقبل الابتزاز ولم يعد ممكناً استمرار هذا الوضع، وهذه السياسة لن تكسر إرادتنا، ولن تحقق أهدافها".
ولفت إلى أن "أي اعتداء على أي بقعة من فلسطين في القدس والضفة والداخل المحتل (أراضي عام 1948) هو اعتداء على الكل الفلسطيني، ويعطي المقاومة الحق في الرد عليها".
إحراق الأقصى
ويعاني قطاع غزة المحاصر للعام الـ15 على التوالي -ويعيش
فيه أكثر من مليوني فلسطيني- من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء
حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، ومما ساهم في زيادة معاناة أهالي القطاع العدوان الإسرائيلي
الأخير الذي استمر 11 يوما.
وبتاريخ 21 آب/ أغسطس 1969م، أقدم اليهودي الأسترالي
المتطرف مايكل دينس روهان؛ على اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وقام بإضرام
النيران في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، حيث التهمت قسما كبيرا من المصلى القبلي،
وأتت النيران على المنبر التاريخي المعروف باسم منبر صلاح الدين.
وتمكن الفلسطينيون من إخماد النيران، رغم محاولات الاحتلال
منع وصول عربات الإطفاء وقطع المياه عن المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ احتلال القدس عام 1948 واستكمال سيطرة الاحتلال
عليها عام 1967، لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، التي كان من أبرزها
وأخطرها جريمة الحرق، التي أدت إلى إحداث خراب ودمار كبيرين في العديد من جنبات المسجد
الأقصى ونواحيه.