يلتقي ليونيل ميسي مع مواطنه الثائر الأرجنتيني والأممي تشي غيفارا بنفس مسقط الرأس مدينة روساريو.
ليونيل ميسي المولود عام 1987 جنوب مدينة روساريو بالأرجنتين، لوالدين عامل في أحد المصانع، وأم عاملة نظافة، تنحدر عائلة والده من أصول إيطالية التي هاجر منها جده أنجيلو ميسي عام 1883.
في سن الخامسة، بدأ ميسي لعب كرة القدم لناد محلي يدربه والده خورخي يسمى "غراندولي".
وفي عام 1995 انتقل ميسي إلى "نيولز أولد بويز" في مدينة روساريو مسقط رأسه. اكتشف وله من العمر 11 أنه يعاني من نقص هرمونات النمو، فقد كان أقصر قامة بشكلٍ ملحوظ من معظم اللاعبين الذين كانوا معه في نفس الفئة العمرية، وشخصت حالته من قبل الأطباء بأنه يعاني من نقص هرموني أدى إلى حد نموه.
وأظهر نادي "ريفر بليت" الأرجنتيني رغبته في ضم ميسي، لكن نقص التمويل الكافي لدفع تكاليف علاجه منع توقيع عقد معه.
استقطب ميسي انتباه كارلوس ريكساش، المدير الرياضي لنادي برشلونة، الذي سمع بموهبته عبر اتصال من أقارب ميسي فحصلت عائلة ميسي على فرصة لتعرضه على نادي برشلونة، فانتقل مع والده إلى إسبانيا، فأذهلهم إلى درجة أنهم عرضوا على عائلة ميسي الانتقال إلى إسبانيا مقابل التكفل بمصاريف علاجه. بناء على هذا، انتقلت العائلة إلى أوروبا وبدأ ميسي يلعب في فرق الشباب في النادي.
كان عام 2000 حدثا تاريخيا في تاريخ نادي برشلونة؛ ففي هذا اليوم نجح السكرتير الفني للنادي في توقيع أول عقد مع الفتى الأرجنتيني البالغ من العمر 12 عاما، حيث تم الاتفاق المبدئي بينهما ودون العقد على منديل طعام، ولعب ميسي أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في مباراة ودية ضد مدرب روما حاليا جوزيه مورينيو عندما كان يدرب "بورتو" البرتغالي عام 2003.
بعد أقل من عام، استدعاه المدرب فرانك ريكارد ليلعب لأول مرة في الدوري ضد "إسبانيول" عام 2004 بعمر 17 عاما. ويرجح الكثيرون أن بداية ميسي الحقيقية كانت عندما سجل هدفه الأول أمام "ألباسيتي"، وذلك بعد تمريرة من قبل اللاعب رونالدينيو ليسددها ميسي كرة ساقطة فوق حارس المرمى، وقال ميسي عن مدربه السابق ريكارد: "لن أنسى أبدا حقيقة أنه وراء بدء مسيرتي، وأنه وضع ثقته بي حين كنت في السابعة أو السادسة عشرة فقط".
ومنذ الركلة الأولى وجد ميسي لنفسه موقعا كلاعب أساسي للنادي خلال السنوات الثلاث المقبلة، وفي أول موسم له كأساسي في 2008/2009 ساعد برشلونة على تحقيق أول ثلاثية في كرة القدم الإسبانية. وفي ذلك العام، وحينما كان يبلغ من العمر 22 عاما، فاز أيضا بأول كرة ذهبية له. تبع ذلك ثلاثة مواسم ناجحة، حيث فاز ميسي بأربعة كرات ذهبية متتالية. وخلال موسم 2011/2012، وضع نفسه كأفضل هداف لبرشلونة في التاريخ.
في الموسمين التاليين، احتل ميسي المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية وراء كريستيانو رونالدو، منافسه اللدود، قبل أن يستعيد أفضل مستوياته خلال موسم 2014/2015 ليصبح هداف الدوري الإسباني التاريخي ويقود برشلونة إلى ثلاثية تاريخية أخرى، وحمل ميسي شارة قيادة برشلونة عام 2018، وفي العام التالي حصل على الكرة الذهبية السادسة له.
على المستوى الدولي مع الأرجنتين، ميسي هو أفضل هداف تاريخي لمنتخب بلاده على مستوى الشباب، فاز ببطولة العالم للشباب لعام 2005، وأنهى البطولة بحصوله على كل من الكرة الذهبية والحذاء الذهبي، وفاز بالميدالية الذهبية الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008.
وأخيرا بعد فترة غياب طويلة عن التتويج فاز ميسي مع الأرجنتين بكأس "كوبا أمريكا" بعد تغلبه على البرازيل في المباراة النهائية، مما منح ميسي أول لقب دولي كبير له والأول للأرجنتين منذ عام 1993.
كان ما بين عامي 2000 و2021 أبرز لاعب في نادي برشلونة إلى أن أعلنت إدارة النادي رحيل نجمها بعد أن تعذر تجديد عقده رغم أنه وافق على تخفيض راتبه بنسبة 50%.
رحل بعد أن حقق مع برشلونة 35 لقبا كرويا، بما في ذلك 10 ألقاب في الدوري الإسباني، وأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وسبعة ألقاب في كأس الملك.
كثيرا ما يوصف بأنه أفضل لاعب في العالم ويعتبره الكثيرون من أعظم 10 لاعبين في تاريخ كرة القدم، بعد أن فاز بست جوائز من الكرة الذهبية، وهو صاحب الرقم القياسي بستة أحذية ذهبية أوروبية. يعتبر ميسي هدافا وصانع ألعاب إبداعي، ويحمل الأرقام القياسية لأكثر عدد من الأهداف في الدوري الإسباني، وأكثر لاعب سجل في موسم الدوري الإسباني وأي دوري أوروبي آخر، ويفيض سجله بالأرقام الكروية النادرة. والتي تحققت للمرة الأولى ويطول الحديث حولها إلى جانب منافسه طيلة سنواته الاحترافية كريستيانو رونالدو.
وإن بدا للكثيرين أن رونالدو يبدو أكثر بروزا من ميسي كنجم يروج نفسه بذكاء، وصاحب شخصية واضحة، وفي المجال الإنساني أيضا.
ميسي حديث العالم الآن فهو سيرتدي قميص فريق باريس سان جيرمان الفرنسي المتخم والمدجج بالنجوم، ويبدو أن ناصر الخليفي رجل الأعمال القطري ورئيس شبكة بي إن سبورت ورئيس نادي باريس سان جيرمان، قد حصل على خدمات ميسي مقابل ثمن زهيد إذا ما قورن بحجم الأرباح التي سيحققها النادي بوجود "ماركة تجارية" باسم "ميسي".
ميسي كما قال المدرب الشهير والأسطورة أرسين فينغر: "لا يمكن إيقافه بمجرد أن يبدأ انطلاقته. إنه اللاعب الوحيد الذي يستطيع تغيير اتجاهه وهو ينطلق بنفس السرعة. إنه أفضل لاعب في العالم بفارق جيد. إنه مثل البلاي ستيشن. يمكنه الاستفادة من كل خطأ نرتكبه".
ميسي لم يخطئ لكن إدارة برشلونة فرطت على نحو غريب بـ"جوهرتها الثمينة" ميسي.