مدونات
هل أنت ذكي؟
هيا بنا نجيب على هذه التساؤلات، وقبل
أن نتعرف على الذكاء الوجداني، نذكر أنواع الذكاء:
الذكاء اللغوي: وهو الإبداع في الحديث والخطابة
والكتابة.
الذكاء الشخصي الداخلي الذي يمكن الشخص
من تنظيم حياته وحل مشكلاته.
ونريد أن ننوه - عزيزي القارئ - إلى أن
المفهوم السائد عند الناس يجعل الذكاء مرتبطا بقوة سلوكية، أما علم النفس فيتعامل
مع الذكاء كميزة سلوكية مستقلة في البداية.
الذكاء الوجداني هو الذكاء الذي يتعلق ويختص
بالعلاقة مع الآخرين، وحامل هذا النوع من الذكاء له القدرة على فهم دوافع ورغبات
الآخرين مما يمكنه من التعاون مع غيره، ويشمل العديد من المهارات منها الوعي والتحكم
في الاندفاعات والمثابرة والحماس والمشاركة العاطفية.
من الملاحظ أنه عندما تكون الخبرة
مصحوبة بانفعال إيجابي كالفرح أو الإنجاز يزداد إتقان المعلومة وحفظها وتخزينها
بصورة أسهل، كأن الدماغ يقول لنفسه "هذه المعلومة مهمة.. احفظها"، أما إذا كانت
الانفعالات المصاحبة سلبية ومؤلمة كالتهديد والقلق والتوتر، فهذا يؤدي إلى تدني
الانتباه والتركيز.
عزيزي القارئ:
تكمن أهمية الذكاء الوجداني في أن الصحة
الوجدانية تنبئ بالنجاح في الدراسة والعمل والحياة، وتساعدنا في تجاوز الأزمات، لو توقفنا
قليلا وسألنا أنفسنا: ما
الذي تنتجه هذه المهارات الوجدانية؟
فالجواب أن تنمية مهارات الذكاء
الوجداني تسفر عن شخصية متزنة قادرة على تحمل المسؤولية، وتأكيد الذات المتفتحة والمتعاونة
والقادرة على التفاعل مع الآخرين، كما تساهم المهارات الوجدانية في امتلاك القدرة
على ضبط النفس في مواقف الصراع امتثالا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليس
الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. وعند العرب ليست الأحلام في
حال الرضا، إنما الأحلام في حال الغضب.
وبالعودة إلى "هل أنت ذكي؟"، وقبل
الإجابة سنتعرف على علامات الذكاء الوجداني:
1-
تحديد المشاعر السلبية والتخلص منها، ويقصد بها تلك المشاعر التي تسبب الإحباط والتحكم
بها جيدا بالشكل الذي يسهل التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة.
2- التقييم الذاتي، فمن الضروري لتطوير
الذكاء العاطفي أن يتعلم الشخص كيف يقيم نفسه بموضوعية لأن تقييم الذات يعزز
الإدراك.
3- التعبير عن الذات وعن أفكاره ومشاعره،
حيث يمتلك الشخص الذكي عاطفيا القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين.
4- النزاهة، فالشخص الذي يتمتع بذكاء
عاطفي يتمسك بمبادئه وقيمه مهما كانت الظروف.
5- التواضع وتقبل النقد البناء لإعادة
تقييم الذات وتطويرها، فمن تواضع لله رفعه.
6- التعاطف والحرص على مراعاة مشاعر
الآخرين واحترام أفكارهم، وهذا بدوره يطور الذكاء العاطفي للشخص.
7- التروي واختيار الكلمات بعناية.
8- تطوير الذات باستمرار.
9- الانتباه والتركيز، فالأشخاص
الأذكياء عاطفيا يحسنون الاستماع للآخرين خلال الحديث معهم.
10- إدارة القلق والتوتر بشكل جيد، وهذا
يجعل هؤلاء الأشخاص الأذكياء عاطفيا ينجحون في حياتهم بشكل عام.
في الختام أترك لك - عزيزي القارئ -
المجال لتجيب على سؤالنا: "هل أنت ذكي؟".
* مدربة تنمية بشرية
