سلطت صحيفة عبرية الضوء على فحوى "الرسالة التصالحية" من رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوبين ريفلين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي هاجمه في ذات الوقت السفير الإسرائيلي في واشنطن.
وأكدت صحيفة "هآرتس" في مقال كتبه يونتان ليس، أن "ريفلين" أرسل مساء أمس "رسالة تصالحية" لعباس جاء فيها: "أريد القول لجاري وشريكي محمود عباس، بأنه يوجد لدينا صراع استمر 120 عاما، يجب علينا نسيان الماضي، لم يُحكم علينا العيش معا بين النهر والبحر، بل كان من المفروض أن نعيش معا"، بحسب قوله.
وذكر رئيس الاحتلال الذي من المفترض أن يغادر منصبه بعد أيام، على مأدبة غداء في نيويورك مع سفراء في الأمم المتحدة، من بين المشاركين، سفراء الولايات المتحدة، روسيا، المغرب، البحرين وسفير بوتان، أن "هذه الأقوال لم يكن مخططا لها".
وأضاف زاعما في رسالته: "أنت تعرف أن مهمتنا هي حل الصراع..، أيها الرئيس عباس، إسرائيل ستتواجد دائما كدولة يهودية طالما أنها ديمقراطية، ونحن يمكننا التوصل لكيفية العيش معا، هيا نقوم ببناء الأمن ومناقشة المستقبل، يمكن أن نصل لمستقبل زاهر للشعبين"، بحسب قوله.
ونوهت الصحيفة إلى أن خطاب ريفلين كان "مفاجئا"، وعقبه تحدث كل من السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وسفير المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال الذي قال: "أرى الشرق الأوسط يتغير، وأنا لا أنفي الأخطار والصعوبات، لكني متفائل جدا، وما حدث قبل بضعة أشهر ليس أقل من حدث تاريخي، لم يتوقع أي أحد بأن إسرائيل ستتوصل إلى اتفاقات كهذه (تطبيع مع المغرب والسودان والإمارات والبحرين)".
وأضاف: "توجد فرصة للتقدم والدفع قدما بالحوار والحفاظ على الأمن، ولا يوجد لدينا خيار عدا عن السلام"، داعيا رئيس الاحتلال الإسرائيلي لزيارة المغرب بقوله: "سيدي الرئيس، عندما يتاح لك الآن وقت أطول بقليل، تعال لزيارتنا في المغرب، من فضلك".
وذكرت الصحيفة أنه "خلافا لتصريحاته المتفائلة، اختار السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، جلعاد أردان مهاجمة عباس في خطابه".
وقال: "فقط في هذا الصباح ألقى عباس خطابا مخجلا قال فيه إن إسرائيل زرعها المستعمرون في الشرق الأوسط بهدف تقسيم المنطقة وإضعافها"، مضيفا: "أعداء إسرائيل يقومون باستخدام التصريحات التي لا أساس لها والتي تصدر عن الأمم المتحدة لنزع الشرعية عن إسرائيل، وهذا يحدث بسبب المواقف التي يتم سماعها في الأمم المتحدة".
وتوجه السفير أردان للسفراء وقال لهم: "في إسرائيل الأمم المتحدة تشبه اللغز، فمن جهة الأمم المتحدة تتكون من دول كثيرة توجد لنا معها علاقات مقربة جدا، ومن جهة أخرى، لا يمكن تجاهل التعامل المميز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وهذا ينعكس في عدد من القرارات والتصريحات ضد إسرائيل".
جدير بالذكر، أن ريفلين سينهي هذا المساء زيارته في الولايات المتحدة التي استمرت ثلاثة أيام، وقد التقى في هذه الزيارة مع الرئيس جو بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي، والسكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش ومع أعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري.
ومن المنتظر أن ينهي ريفلين مهام منصبه يوم الأربعاء القادم كرئيس عاشر للاحتلال بعد سبع سنوات على تولي المنصب، وبدلا منه سيتسلم المنصب الرئيس المنتخب إسحاق هرتسوغ.