يترقب الإثيوبيون نتائج انتخابات تشريعية شهدتها سبعة أقاليم من أصل عشرة، في 21 حزيران/ يونيو الجاري، على أن تجري في إقليمي هراري والمنطقة الصومالية في 6 أيلول/ سبتمبر المقبل، وسط توقعات بأن يحصد حزب رئيس الوزراء، آبي أحمد، أغلبية مريحة.
وفي حديث لـ"عربي21"، توقع الخبير بالشأن الأفريقي، محمد صالح، أن يضمن حزب "أحمد" أغلبية تمكنه من البقاء في الحكم، لكنه استبعد أن تفرز الانتخابات بيئة سياسية واجتماعية أكثر استقرارا في البلد المضطرب.
وأوضح صالح، مدير وحدة الدراسات في المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)، أن إجراء الانتخابات أعقب حملة ضد معارضي آبي أحمد من عرقية الأورومو، الأكبر في البلاد، وحربا طاحنة في إقليم التيغراي، فضلا عن اضطرابات في مناطق أخرى مختلفة.
وأعرب الخبير الأفريقي عن اعتقاده بأن تلك الاضطرابات ستتواصل في مرحلة ما بعد الانتخابات، بغض النظر عن نتائجها، لا سيما أن دعوة الناخبين إلى الصناديق جرت دون محاولة لتحقيق توافق وطني جامع بشأنها، ودون حسم للحرب في إقليم تيغراي.
اقرأ أيضا: خبير أفريقي لـ"عربي21": سد النهضة مشروع مصيري لآبي أحمد
وبشأن إقليم تيغراي تحديدا، الذي يضم عرقية قوية متمرسة على القتال، وتشكل 6 بالمئة من السكان؛ لفت "صالح" إلى أن المعارك لا تزال جارية، بل إن جبهة تحرير تيغراي تمكنت في الآونة الأخيرة من تحقيق تقدم على الأرض، بعد أن كانت القوات الحكومية قد بسطت سيطرتها على المدن الرئيسية.
وعلى المستوى الدبلوماسي، وفق تعبير صالح، فقد أكدت أديس أبابا عزمها على إجراء الانتخابات في الإقليم، لكنه "صالح" شكك بذلك، وسط رفض شديد من قبل التيغراي.
ماذا يريد آبي أحمد؟
وحول المكاسب التي يرجو آبي أحمد تحقيقها من خلال الانتخابات، لفت صالح إلى أن الرجل القوي يريد إنهاء كونه رئيسا لحكومة "انتقالية".
ووصل أحمد إلى الحكم عام 2018 في إطار تسوية لإنهاء اضطرابات شهدتها البلاد منذ عام 2014، إبان حكم جبهة التيغراي من خلال تحالف "الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية".
وبات التيغراي خارج الحكم لأول مرة منذ مطلع التسعينيات برفضهم الانضمام لتحالف "الازدهار" الانتقالي، بقيادة آبي أحمد.
وأوضح الخبير الأفريقي أن "أحمد" يريد تثبيت شرعيته رئيسا للحكومة، وترسيخ "الازدهار" كحزب سياسي متجانس، بعد أن تعرض لضربة قوية في حرب تيغراي، وما أعقبها من ارتدادات في أقاليم أخرى وعلى الساحة الدولية.
اقرأ أيضا: NYT: آبي أحمد حامل نوبل للسلام يدفع بلاده نحو الحرب
واشتعلت حرب تيغراي العام الماضي، بعد سلسلة أحداث وخلافات انفجرت إثر تأجيل أديس أبابا الانتخابات التي كانت مقررة أصلا في 29 آب/ أغسطس 2020.
وقررت حكومة آبي أحمد تأجيل الانتخابات؛ بحجة مواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن جبهة تحرير تيغراي رفضت ذلك، واتهمته بمحاولة كسب المزيد من الوقت للحد من حظوظ معارضيه.
وأجرى الإقليم انتخابات أحادية، ما دفع أديس أبابا إلى إعلان الحرب لإنهاء "التمرد"، والاستعانة بالجارة الشمالية، إريتريا، ما أثار غضب مكونات إثيوبية أخرى.
ورغم الانتقادات الحقوقية الواسعة لـ"جرائم" شهدها الإقليم، إلا أن آبي أحمد تمكن من الحفاظ على توازن حكمه، مستفيدا من الدعم الدولي الكبير الذي حظي به على مدار العامين الماضيين، والزخم المحلي إزاء جهوده في تحقيق السلام مع فصائل مسلحة، وجهود التنمية الاقتصادية.
ولفت "محمد صالح" إلى أن الائتلاف الحزبي الذي قاده آبي أحمد منذ عام 2018، ويضم قوى شاركت في الحكم سابقا، وأخرى ثارت على حكم التيغراي؛ تحول بالفعل إلى حزب يضم طيفا واسعا من التيارات ذات الشعبية الكبيرة.
وتمكن "حزب الازدهار" منذ عام 2018 من السيطرة على الموارد المالية ووسائل الإعلام وخيوط العلاقات الإقليمية والدولية، وفق صالح.
ويمنح كل ذلك أحمد فرصة الفوز بالانتخابات، والبقاء في الحكم بشكل شرعي لأربع سنوات مقبلة، وخاصة في ظل تفرق معارضيه.
لكن صالح جدد التأكيد على أن شيئا لن يتغير بخصوص بؤر الصراع، وأهمها الوضع في إقليم تيغراي، التي ظهر خلال الأشهر الماضية خطر انتقال نيرانها إلى أقاليم أخرى، في بلد يزخر بالتنوع العرقي.
سد جديد في جنوب السودان ينذر بأزمة جديدة بحوض النيل
هل تنتهي أزمة سد النهضة بعد فشل إثيوبيا بإتمام الملء الثاني؟
انتخابات تشريعية مبكرة في الجزائر ومخاوف من مشاركة ضعيفة