نشرت صحيفة الفايننشال تايمز، تقريرا لمراسلتها في بيروت، كلوي كورنيش، عن جريمة قتل أحد المصرفيين العام الماضي، دون الكشف عن تفاصيلها حتى الآن، ما أثار المخاوف من تكرارها.
ويذكّر التقرير بجريمة قتل "المصرفي المخضرم" أنطوان داغر في حزيران/ يونيو من العام الماضي، حيث غادر منزله في صباح أحد الأيام إلى مكان عمله في أحد أكبر المصارف في لبنان، والذي يعمل فيه منذ 20 عاما، ولم يعد إليه أبدا.
وداغر هو رئيس قسم الأخلاقيات ومكافحة الاحتيال في بنك بيبلوس، وعثرت عليه زوجته جثة هامدة على الأرض بجوار سيارته بالقرب من منزلهم، وكان قد طعن خمس مرات، بحسب الصحيفة.
وفي تقرير للشرطة اطلعت عليه الفايننشيال تايمز، قال المحققون إن شيئا لم يُسرق من الضحية، لكنهم لم يحددوا أي دافع ولم يوجهوا اتهامات إلى أحد.
ومع عدم توفر إجابات واضحة، توصل العديد من المصرفيين بحسب الصحيفة إلى ما يرون أنه نتيجة حتمية: مقتله يتعلق بعمله.
وأشار التقرير إلى أن داغر وقبل أن يدير قسم الأخلاقيات ومكافحة الاحتيال في المصرف، كان رئيسا لوحدة الامتثال في بنك بيبلوس لمدة عشر سنوات.
وتتمثل مهمة المصرفيين في هذه الوحدة في ضمان التزام المصرف والذين يعملون فيه بالقواعد المحلية والدولية المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال أحد المصرفيين السابقين للصحيفة إن هذا النوع من العمل في لبنان، "هو عمل محفوف بالمخاطر، إذا قمت به بشكل صحيح"، وذلك لأن المخاطر كبيرة: "لديك حزب الله [جماعة شبه عسكرية وحزب سياسي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية]، لديك [سياسيون وعائلاتهم] ولديكم إدارة مصارف فاسدة".
وقالت آية مجذوب، الباحثة المختصة بلبنان في هيومن رايتس ووتش، للفايننشال تايمز، إن "عدم قدرة القضاء والأمن على حل جرائم القتل أدى حقا إلى فقدان ثقة الناس بقدرتهم على حمايتهم".
كما ذكّر التقرير بفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مصرف جمال ترست بنك في عام 2019، بزعم مساعدة حزب الله - وهو الآن قيد التصفية. وأضاف أن محافظ مصرف لبنان المركزي يخضع حاليا لتحقيقين أوروبيين بشأن غسيل الأموال والاختلاس.
اقرأ أيضا : FT: هل فرض عقوبات على "النخبة الفاسدة" سيوقف انهيار لبنان؟
وسهّل النقص الحاد في الدولار على المجرمين، بحسب التقرير، غسيل الأموال من خلال البنوك اليائسة للحصول على السيولة.
وقال أحد المتخصصين في الامتثال للصحيفة: "من الصعب للغاية تتبع والتحقق من المصدر الحقيقي" للأموال.
وأضاف أنه منذ أن بدأت الأزمة، "لم يعد الامتثال الأولوية الأولى، البقاء على قيد الحياة هو الأولوية الأولى".
وقال بنك بيبلوس للصحيفة إنه "تعاون مع التحقيق الرسمي في وفاة داغر"، لكنه امتنع عن الإجابة على أسئلة أخرى.
وقال أربعة مصرفيين للفايننشال تايمز إن "داغر كان ذا شعبية معروفا باجتهاده في عمله". وقال زميل سابق: "لقد كان الشخص الأكثر نزاهة في المصرف"، مضيفا: "إذا كان بإمكانه رؤية ما يحدث الآن في القطاع، فأنا متأكد من أنه كان سيستقيل". وقال نجله إيلي للصحيفة: "لم ندرك أبدا مدى خطورة وظيفته".
صحيفة روسية: لبنان يتجه بخطى ثابتة نحو الانهيار