ملفات وتقارير

لجنة "5+5" تنسق لفتح طريق الساحل وتخوف من عرقلة حفتر

قوات حفتر قالت إنها لم تتلق أوامر لفتح الطريق- قناة ليبيا الأحرار

تتواصل أزمة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراته، وسط تخوفات من استمرار إغلاقه بفعل تعنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وعدم استجابتها لأوامر فتحه.


ففي حين أعلن رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد دبيبة فتح الطريق أمام حركة المواطنين، قالت قوات حفتر إن الطريق لم يفتح بعد، متذرعة بأن الطريق غير آمن، ويحتاج لترتيبات مسبقة.

 

وأعلنت غرفة عمليات غرب مدينة سرت، التابعة لقوات حفتر، الأحد، أنها لم تتلق أي تعليمات بفتح الطريق المذكور، وقالت إنها تنتظر تعليمات من اللجنة العسكرية.


وأعلن المجلس الرئاسي الليبي، تكليف اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بالتنسيق بين طرفي النزاع لضمان تنفيذ كامل لفتح الطريق الساحلي الرابط بين شرقي وغربي البلاد.


وقالت المتحدثة باسم المجلس، نجوى وهيبة، "نعلن لكل الليبيين إعادة فتح الطريق الساحلي بعد سنوات من الإغلاق لرفع المعاناة عن المواطن شرقا وغربا".


وتابعت: "على أن تتولى 5+5 مسؤولية التنسيق بين الأطراف لضمان التنفيذ الكامل لفتح الطريق الساحلي ومتابعة الترتيبات الأمنية".


وفي تصريحات له الأحد، قال الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة، الهادي دراه، إن "فتح الطريق تم من طرف الغرفة وقوات الجيش الليبي فقط، ولم تقم قوات حفتر بفتحه بعد".


والطريق الساحلي "مصراتة - سرت" هو طريق مهم للتجارة، ومغلق منذ أن شن حفتر، عام 2019، هجوما فاشلا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.


ويتمركز في مدينة سرت ومطارها مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية، الداعمة لقوات حفتر.


وفي 23 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة، ينص على انسحاب كل المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 3 أشهر من تاريخ توقيعه، وهو ما لم يتم على أرض الواقع.

 

تقويض نفوذ حفتر

 

ومعلقا على رفض حفتر فتح الطرق، قال المحلل السياسي، عبد الله الكبير، إن حفتر يرفض فتح الطريق لأن التقدم في العملية السياسية وعودة التواصل بين الشرق والغرب سيقوض نفوذه، بينما يراهن هو على قضم المزيد من المدن والقرى ليظهر للقوى الدولية قدراته وسيطرته، وأنه لا مجال لتجاوزه في أي تسوية سياسية.


وشدد الكبير في حديث خاص لـ"عربي21" على أن السلطات الليبية الجديدة حاولت تفادي الصدام مع حفتر وقدمت له بعض التنازلات، ولكن لحظة الصدام آتية ولا ريب، وننتظر الموقف الدولي الذي هدد بالعقوبات إزاء عمليات العرقلة التي ينفذها حفتر.


وحول مزاعم خطورة الطريق قال المحلل السياسي إنه "لا خطورة من فتح الطريق سوى فضح تواجد المرتزقة في سرت، كما أن مؤشرات توجيه ضربة لمرتزقة فاغنر لإضعاف نفوذهم في ليبيا تزيد من توجس حفتر وحلفائه".


ولفت إلى أن "لجنة 5+5 لا قدرة لها على اتخاذ أي خطوات جادة في طريق تنفيذ بنود الاتفاق بينهما، ولا تملك اللجنة سلطة اتخاذ القرار ولا القوة للتنفيذ".

واللجنة العسكرية المشتركة "5+5" تم الاتفاق على تشكيلها في مؤتمر برلين العام الماضي، وتضم خمسة عسكريين من قوات حفتر، وخمسة عسكريين آخرين من الحكومة في طرابلس، ومهمتها تثبيت وقف إطلاق النار.