الشيخ إمام في ذكرى الرحيل الـ26.. فنان الغلابى والكادحين

لا يفوت عشاق الشيخ إمام سنويا، ذكرى وفاته التي تصادف 7 حزيران/ يونيو من كل عام، حيث يعيدون مع حلول الذكرى داخل مصر وخارجها، الكثير من مقتطفاته وأشعاره وغنائه.

والشيخ إمام الذي وافته المنيه عن عمر يناهز الـ77 عاما، واسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى (2 تموز/ يوليو 1918- 7 حزيران/ يونيو 1995)، له من المريدين المتعددين الكثير، فهو يلبي رغبات محبي الغناء الثوري المعارض، وكذا محبي القرآن والابتهالات والتواشيح، ومعهم أيضا عشاق الأغاني العاطفية والاجتماعية والشعبية البسيطة، بأسلوب تميز به على طريقته الخاصة.

مولده ونشأته

 
وُلِدَ إمام محمد أحمد عيسى في 2 تموز/ يوليو عام 1918 ببلدة أبي النمرس بمحافظة الجيزة، وفقد بصره وعمره سنة واحدة، وحفظ القرآن الكريم صغيرا، وتعلم الموسيقى والغناء على يد الشيخ درويش شعراوي، كما أنه تعلم عزف العود على يد كامل أحمد الحمصاني الذي كان كفيفا أيضا، وبعد أن جاوز السبعين من عمره، فضل الشيخ إمام العزلة في غرفته بحي الغورية إلى أن توفي في 7 حزيران/ يونيو 1995.

وارتبط اسم الشيخ إمام برفيق دربه في الحياة والفن والسجن الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم. وكان أول لقاء يجمع بينهما في عام 1962.

وكانت أول أغنية اشترك فيها الثنائي (إمام-نجم) هي أغنية "أنا أتوب عن حبك أنا"، وبعدها بدأوا في إنشاد العشرات من الأغاني، وكان الثنائي (إمام-نجم) يرى أن الأغاني التي تذاع في محطات الإذاعة مجرد «سفسطة»، ولا تعبر عن آلام ومشاكل الشعب المصري.

وقدم الثنائي (إمام-نجم) عددًا من الأغاني كان أشهرها أغنية "مصر يمّا يا بهية"، وأغنية "شيد قصورك على المزارع"، والتي كان ينشدها في كل مرة يتم فيها اعتقاله. 

ووفقا للناشط المصري أحمد بهاء الدين، فقد كان الشيخ إمام أول من اعتقل في تاريخ الثقافة العربية بسبب الغناء، حيث غنى بعد هزيمة يونيو 1967، عددا من الأغاني الساخطة والساخرة من الهزيمة، أبرزها "بقرة حاحا" و"الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا"، ما أدى لاعتقاله أكثر من مرة.

حمل عبر صوته آمال الأمة في التحرر.. تحل اليوم الذكرى الـ26 لرحيل الموسيقار والمطرب المصري الشيخ إمام، الضرير الذي أبصر الحرية فغنى لها والصوت الذي انحاز إلى المهمشين متنبئا بثورات الشعوب على الطغيان، فسجن ليصبح أول سجين بسبب الغناء في الثقافة العربية، ماذا تتذكر من أغانيه؟