صحافة إسرائيلية

تحديات أمام رئيس "الموساد" الجديد.. تعرف على أعماله السابقة

ديفيد بارنيع
سلطت صحيفة عبرية الضوء على أهم التحديات أمام رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي الجديد ديفيد بارنيع، الذي يقع على عاتقه كل إخفاق من قبل العاملين في الجهاز والبالغ عددهم 7000.

وذكرت "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها الصحفي رونين بيرغمان، أنه عندما أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعيين "دافيد بارنيع" في منصب رئيس "الموساد"، أكدنا سابقا أن "أحد التحديات لرئيس الموساد التالي، هو الحفاظ على شبكة علاقات الموساد في الشرق الأوسط، التي أدت للتوقيع على سلسلة اتفاقات تطبيع".

ونوهت أن "الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها شيء آخر، فهذه العلاقات هشة ويمكن أن تكون في خطر عميق بسبب انفجار العنف مع الفلسطينيين"، معتبرة أن أي عدوان إسرائيلي جديد على الشعب الفلسطيني "لن يغير شيئا في النهج تجاه إسرائيل في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة".

وأشارت إلى أن "بارنيع يتلقى هذا الإرث في حالة طازجة تماما ويوجد له الكثير جدا من العمل لإقناع الدول العربية بأن شيئا لم يتغير، ناهيك عن محاولة ضم دول أخرى لمسيرة التطبيع"، منوهة إلى أن "إحدى مزايا رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، هي معرفته كيفية التكيف مع الواقع المتغير أو الوضع الجديد".

وبينت أن "هناك من يقول، إن الإمكانية الهائلة الكامنة في نجاح كوهين، ليس فقط كجاسوس، كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي رأى فيه خطرا سياسيا، ولهذا مدد ولايته أكثر فأكثر".

وأفادت "يديعوت" أن "بارنيع خدم في وحدة سييرت متكال وهو رئيس الموساد الثاني الذي يأتي بعد أن قضى معظم حياته السياسية في قسم "تسوميت"؛ وهو قسم تجنيد وتفعيل العملاء، وهو المكان الذي يتعلم فيه المرء كيف يشخص محيطا متغيرا، ويجري التعديلات اللازمة".

وأضافت: "كانت محطته الأولى في أوروبا تحت قيادة كوهين، ومنذئذ والرجلان ينقلان الواحد للآخر دوره، علما بأن كوهين هو المعلم الأكبر، كما خدم كنائب رئيس قسم "كيشت" الذي يعنى بالملاحقات، الاقتحامات والعمليات في بلدان القاعدة، وهي الدول التي يوجد لإسرائيل معها علاقات دبلوماسية".

وزادت الصحيفة: "ولايته كنائب لكوهين، منحته دورة مليئة جدا بما يتضمنه المنصب، حيث تبنى كوهين تقاليد مئير داغان؛ والتي تتعلق بسلسلة عمليات تكتيكية تؤدي معا إلى تأثير استراتيجي، واستخدام كل البنى التحتية، الضغط على كل الأزرار التي أعدت على مدى السنين، بكل أساليب الاستخبارات، جمع المعلومات والعمليات المختلفة، شد كل خيط، فحص كل مبادرة وأخذ الموساد لفترة العمليات الأكثر تحميلا في تاريخه".

ونبهت أن "هذا النهج، الذي يتبنى أكبر عدد ممكن من العمليات التي توجد لها نهاية واضحة، وتنتهي بإلحقاق ضرر كبير بالخصم يتميز أيضا به بارنيع، ولكن يجب أن نتذكر، أن العالم يعطي رئيس الموساد دورا مختلفا جدا عن كل منصب آخر في الجهاز".

وقال مسؤول سابق في الجهاز: "هذا منصب كل واحد من الـ 7000 موظف يمكنه أن يفشلك في كل لحظة معينة"، مضيفا: "كل عامل في الجهاز يمكن أن يحدث خللا دراماتيكيا، وكل خلل كهذا يقع مباشرة على رأس الرئيس، وهناك رؤساء للجهاز انتظروا فقط كي يصبحوا رؤساء سابقين للموساد".

ومن بين التحديات التي تتعلق بإيران، أن "بارنيع يتلقى في أغلب الظن، اتفاقا نوويا مشابها جدا لذاك الذي قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجره، وهذا الاتفاق معناه من ناحية العالم، أن الموضوع (النووي الإيراني) يشطب على جدول الأعمال إلى هذا الحد أو ذاك".

وتابعت: "هذا يبقي إسرائيل وحدها مرتين؛ مرة في الحاجة لتكريس مقدرات هائلة لجمع المعلومات من داخل إيران، ومرة ثانية لتأكيد مخزون العمليات التي توجد لها نهاية صاخبة، وفي هذه العمليات بطبيعة الأحوال لا يمكن بالطبع الضغط على الزر ذاته مرتين".

وأكدت أن "لرئيس الموساد الجديد يوجد تحد كبير آخر؛ هو مواصلة سياقات دراماتيكية لبناء القوة في الموساد، في عالم يوجد فيه الكثير من المعلومات التي يمكن أن تصل بوسائل إلكترونية أو سايبرية، يخيل أنه مع هذه يمكن أيضا تفجير منشآت نووية وتصفية علماء، ولكن لا".

ومن جهة أخرى، "الوحدات التي عملت في الماضي في مهمات جمع المعلومات والحملات في أعمال أراضي العدو، يكون على سييرت متكال وقسم قيساريا في الموساد، ما يكفي من تحديات جديدة، فالمنظومات الهائلة، الهامة والغالية جدا من الجيل الجديد، في الجيش وفي الموساد، تحتاج إنعاشا عاجلا، والتفكير في كيفية استغلالها بشكل أفضل أو تقليصها في صالح منظومات أخرى".

وعن "الموساد" قالت "يديعوت": "هذا قدس أقداس الاستخبارات الإسرائيلية، ولا مجال لحسد رئيس الموساد الجديد، لأنه يحتاج لاتخاذ قرارات أليمة"، بحسب وصفها.