كشفت صحفية بريطانية، عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة السورية دمشق، تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المملكة السعودية والنظام السوري، وفق مصادرها.
اقرأ أيضا: أبو الغيط: الجزائر ودول أخرى تريد عودة سوريا للجامعة العربية
وقالت صحيفة "الغارديان"، وفق التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "رئيس المخابرات السعودية سافر إلى دمشق للقاء نظيره السوري في أول اجتماع معلن بين الجانبين منذ اندلاع الثورة السورية".
وبحسب الصحيفة، فإنه يُنظر إلى الاجتماع في العاصمة السورية دمشق، أمس الاثنين، على أنه "مقدمة لانفراج وشيك بين خصمين إقليميين، كانا على خلاف طوال معظم الأزمة السورية".
وانقطعت العلاقات بين البلدين منذ 2011، لكن مسؤولين في الرياض قالوا للصحيفة، إن "تطبيع العلاقات يمكن أن يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر، الذي يستمر ثلاثة أيام الأسبوع المقبل، ويصادف نهاية شهر رمضان المبارك".
وقال مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: "لقد تم التخطيط لإعادة تطبيع العلاقات منذ فترة، لكن لم يتحرك شيء حينها. لقد تغيرت الأحداث إقليميا، وكان ذلك بمثابة الانفتاح" بينهما.
وأضافت أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة دفعة كبيرة للأسد، الذي تشبث بالسلطة بدعم من الحليفين روسيا وإيران مع انهيار سوريا من حوله.
واعتبرت الصحيفة، أن عودة العلاقات بين الرياض ودمشق، ستكون أيضا "لحظة تاريخية في الدبلوماسية الإقليمية"، حيث تتحالف الرياض مع طهران في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها بمرارة في المنطقة، حيث اشتبك البلدان مع بعضهما البعض من خلال استخدام قوات بالوكالة في سوريا.
وكان الوفد السعودي بقيادة اللواء خالد حميدان، رئيس إدارة المخابرات العامة في البلاد. واستقبله الجنرال السوري علي مملوك، المحاور الرئيس مع القوات الروسية.
وقبل ذلك بعامين، كانت الرياض داعمة للإطاحة بالأسد، من خلال تسليح القوات المناهضة له، بالقرب من دمشق، حيث توقعت القيادة السعودية من باراك أوباما أن يطلق حملة من وكلاء الولايات المتحدة للاستيلاء على العاصمة السورية.
ولم تتحقق مثل هذه الخطة أبدا، وعندما اختار الرئيس الأمريكي حينها، عدم السماح بضربات جوية بعد الهجوم بغاز السارين على المناطق الخارجية لدمشق في عام 2013، حولت الرياض تركيز مشاركتها في الصراع من استخدام مجموعات تعمل بالوكالة إلى توفير صواريخ موجهة للمعارضة المحسوبة عليها.
اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن إنشاء الجامعة العربية.. إنها فكرة هذه الدولة
وتراجعت الرياض في الصراع داخل سوريا بعدها، حيث تحرك حليفاها الإقليميان، مصر والإمارات، لتوطيد العلاقات مع دمشق. وأعادت أبو ظبي فتح سفارتها في العاصمة السورية العام الماضي.
ويرى المسؤولون السعوديون أن الأسد داعم رئيس لحزب الله الذي تديره إيران العدو الإقليمي اللدود.
وفي أواخر آذار/ مارس، أرسل المسؤولون الإيرانيون رسالة إلى القيادة السعودية من خلال مبعوث عراقي، يشيرون فيها إلى أن بلادهم تريد إنهاء الاحتكاك مع المملكة، بدءا من اليمن، حيث أدت الحرب التي شنتها الرياض ضد الحوثيين إلى تعثرها في مستنقع لم تخرج منه حتى الآن.
كما تم مناقشة خفض تصعيد التوترات في العراق وسوريا خلال المحادثات بين الجانبين، بحسب الصحيفة.