ملفات وتقارير

تعرّف إلى أسرة الحكم بالأردن.. مواقف مثيرة سبقت قضية حمزة

لا تزال قضية الأمير حمزة تثير جدلا رغم صدور بيان موقع باسمه يعلن انتهاء الأزمة- حساب الملك عبد الله بتويتر

تفجرت في الأردن خلال الأيام الماضية أزمة داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة، طرفها الرئيسي الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، والذي اتهمه الملك صراحة بأنه أراد إحداث "فتنة" في المملكة.

الخلاف العلني الذي طفا إلى السطح لأول مرة بعد سنوات من بروز ملامحه، تفاقم برفض الأمير حمزة طلب قائد الجيش يوسف الحنيطي وقف نشاطاته التي لوحظ ازديادها مؤخرا.

وبرغم صدور عدة بيانات من الديوان الملكي، إحداها من الملك نفسه نحو احتواء الأزمة، إلا أن التسجيلات التي توعد الأمير حمزة بنشرها في حال اختفائه لا تزال تُنشر بشكل شبه يومي.

وانتشرت عدة تسجيلات بعد البيان المكتوب الصادر عن الأمير حمزة من قبل الديوان الملكي والذي يلتزم فيه بالامتثال لشقيقه الملك، وهو ما دفع ناشطين للتشكيك في صحته، لا سيما أن الأمير لا يملك أي وسيلة تواصل مع الإعلام.

تقسيمة الأسرة

 

للملك الراحل الحسين بن طلال، شقيقان هما وليا العهد السابقين الأمير محمد، والأمير حسن، والأميرة بسمة.
 
وتزوج الملك حسين أربع مرات، وأنجب 11 ابنا (6 إناث و5 ذكور).

لم تنجب زوجة الملك حسين الأولى الشريفة دينا بنت عبد الحميد، سوى الأميرة عالية (65 سنة)، وهي بعيدة عن السياسة، وتنشط في المجال الخيري والمجتمعي، بالإضافة إلى شغفها بالخيول.

الزوجة الثانية، هي البريطانية توني غاردنر (اسمها الحالي منى الحسين)، هي والدة كل من الملك عبد الله، والأمير فيصل، والأميرة عائشة، والأميرة زين.

لم تظهر منى الحسين بشكل كبير بحكم أنها تطلّقت مبكرا من الملك حسين في عام 1971، ولا يُشاع عنها تدخلها بالسياسة.

الأمير فيصل بدوره، هو الأخ الشقيق الوحيد للملك عبد الله يبلغ من العمر 57 عاما، وهو قائد سابق لسلاح الجو، ونائب سابق لقائد القوات المسلحة (الجيش)، قبل أن يعفى من جميع مناصبه في العام 2017 بعد إحالته إلى التقاعد.

 أما الأميرة عائشة (53 عاما)، فهي أول امرأة بالشرق الأوسط تلتحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، والتحقت بالقوات المسلحة لتتولى منصب مدير الشؤون العسكرية النسائية بالجيش، قبل أن تتجه إلى مجال البحوثات الطبية ضمن مشاريع تابعة لحلف الناتو.

شقيقة الأميرة عائشة التوأم هي الأميرة زين، ولم تلتحق بالقوات المسلحة مثل جل إخوتها.

الزوجة الثالثة للملك حسين هي الملكة علياء، والتي توفيت في حادث تحطم طائرة هليكوبتر عام 1977.

أنجبت الملكة علياء الأمير علي، والأميرة هيا، وتبنّت الأميرة عبير.

الزوجة الرابعة، هي الملكة نور الحسين (اسمها الحقيقي ليزا حلبي)، وهي أمريكية من أصول سورية.

أنجبت الملكة نور كلا من الأمير حمزة، والأمير هاشم (عقيد ركن بالقوات المسلحة)، والأميرة إيمان، والأميرة راية.

 

اقرأ أيضا: مقطع صوره الأمير حمزة يثير جدلا.. مضايقة أمنية قديمة؟

 

مواقف وخلافات
 
الأمير الحسن:

شغل الأمير الحسن بن طلال منصب ولي العهد الأردني لمدة 34 عاما، وكان عزله من قبل شقيقه الملك حسين قبل أسبوعين من وفاته الحدث الأكثر إيلاما له في حياته، كما ذكر في مقابلة تلفزيونية سابقة.
 
الحسن بن طلال (74 عاما)، كان الأكثر قربا طيلة عقود حكم أخيه الحسين، وتولى الإشراف على خطط التنمية في الأردن من 1973 حتى 1990، ويقول صراحة في مقابلة تلفزيونية عام 2005، إنه لا يعرف سبب تنحيته، مرجحا أن تكون وشايات من "أولاد حرام" كما وصفهم، هي السبب في عزله.
 
بنبرة غاضبة، قال الأمير حسن: "ما تاجرت، ما عبّيت جيابي، ما حد يستطيع أن يتهمني بشيء، ولأسباب أخرى منها صرامتي تم وضعي على الرف".
 
وبانتقاد شبه مباشر للوضع الحالي بقيادة الملك عبد الله، يقول الحسن: "الملكية الناجحة هي التي تقلل من الرعوية وتفعل عمل المؤسسات".

ويذكر الأمير أن "النسيان علاج جيد وبلسم للنفس"، وهو ما دفعه إلى القبول بالوضع الراهن، مقابل تقدير الملك عبد الله لذلك بتقديم عمّه الحسن في عدة مواضع ككبير للأسرة الهاشمية، آخرها توسيطه في أزمة الأمير حمزة.

 


الأميرة بسمة:

عمّة الملك عبد الله الثاني، الأميرة البعيدة عن السياسة، والمهتمة بالأعمال الخيرية (سفيرة فخرية للأمم المتحدة)، وجدت نفسها قبل أعوام في مواجهة اضطرارية مع القضاء الأردني الذي واجه زوجها وليد الكردي بتهم فساد ضخمة.
 
وظلت الأميرة بسمة تدافع عن براءة زوجها، وتعتبر لوائح التهم الموجهة ضده محاولة لتشويه صورته فقط، وبعد صدور قرار قضائي بسجنه 9 سنوات وتغريمه نحو 12.7 مليون دولار في أيلول/ سبتمبر الماضي، علقت: "شرُّ البليَّةِ ما يُضحك".
 
وترفض الأميرة بسمة التهمة القائلة إن زوجها تلاعب في عقود صيانة شركة الفوسفات، وأهدر ملايين الدنانير.

 

اقرأ أيضاFT: أزمة الأردن وراءها تنافس و"عداء" بين الملك وحمزة


الملكة نور:

 لم تكن مواجهة الملكة نور مع الحكومة الأردنية للدفاع عن ابنها الأمير حمزة هي الموقف المثير للجدل الأول لها.
 
الملكة نور، رابع زوجات الملك حسين اتجهت منذ سنوات إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، وانتقاد سياسات دول المنطقة، بما فيها الأردن.
 
نشرت الملكة نور عدة تغريدات تنتقد الوضع الحقوقي في الأردن، وقمع الصحفيين، كما روّجت للمظاهرات والاعتصامات الغاضبة ضد الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية.
 
الملكة نور لا تلتزم أيضا بالبروتوكولات التي يلتزم بها أفراد العائلة الحاكمة، إذ تنتقد أقرب حلفاء الأردن، بما فيها السعودية، والإمارات، وزاد نقدها بعد وصول محمد بن سلمان ومحمد بن زايد إلى السلطة.


الأمير علي

بدأ في القوات المسلحة، واتجه نحو الرياضة، ليرأس اتحادي الأردن وآسيا لكرة القدم، ويتبوأ منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي "فيفا"، ورغم ابتعاده عن السياسة، إلا أن الأمير علي أثار جدلا واسعا في أيار/ مايو الماضي، بدعوته إلى أن يكون منصب رئيس الوزراء في الأردن عبر الانتخاب، وليس بتعيين من الملك.

وقال حينها في مقابلة إعلامية إن والده الملك حسين قبل وفاته، قال له: "دير بالك على أخوك، وأنت السيف والدرع للعائلة الهاشمية"، وعند سؤال المذيع له: هل أنت كذلك، أجاب: "الله أعلم منحاول".

وتابع بأن فكرة العائلة الملكية الهاشمية هي أن تكون مظلة لجميع الأردنيين، وليست المتحكمة بهم.

 في أزمة طلاق شقيقته هيا من حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، كان الأمير علي الوحيد من أسرة الحكم في الأردن الذي أبدى تضامنا علنيا معها.

ومع إعلان الإمارات تطبيعها مع الاحتلال، أثار الأمير علي ضجة واسعة بإعادته نشر مقال ضد التطبيع يتضمن صورة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ملقاة على الأرض وموسومة بعبارة "خائن"، وهو ما دفعه إلى حذفها لاحقا مع الإبقاء على المقال.