صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: العلاقات مع الأردن تشهد سلسلة أزمات متلاحقة

العلاقات ساءت منذ تولي نتنياهو مقاليد الحكومة الإسرائيلية بالتتالي- أ ف ب

قال مستشرق إسرائيلي إن "أزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي، والهجوم على السفارة الإسرائيلية في عمان، والحادث الأخير الذي أحاط بزيارة ولي العهد الأردني إلى المسجد الأقصى، كلها أزمات دبلوماسية شهدتها السنوات القليلة الماضية من العلاقة بين إسرائيل والأردن".


وأضاف روعي كايس في مقاله بموقع هيئة البث الإذاعي التلفزيوني الإسرائيلية "كان"، وترجمته "عربي21"، أن "الأردنيين شعروا بالإهانة من إلغاء الأمن الإسرائيلي لوصول الوفد الأمني المرافق لولي العهد الأمير الحسين، وفي المقابل فإنهم دمروا رحلة بنيامين نتنياهو المتجهة إلى الإمارات، دون أن نتأكد بعد أن هذه الأزمة قد انتهت فعلياً، أو أصبحت خلف ظهورنا، خاصة بعد قرار إسرائيل منع إمدادات المياه عن الأردن". 


وأوضح أن "هناك أمرين يعيقان الأردن بشكل أساسي في اتفاقية السلام مع إسرائيل، أولهما أنه طالما لم يتم إنشاء دولة فلسطينية، فيمكن اعتبار المملكة التي تضم أكثر من ستة ملايين مواطن، نصفهم من أصل فلسطيني، وطنًا بديلًا، وثانيهما أن الثمار الاقتصادية لاتفاقية السلام مع إسرائيل ليست في الأفق، وفوق كل ذلك فإن السنوات الأخيرة شهدت أزمة ثقة بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبد الله الثاني". 

 

اقرأ أيضا : MEE: توتر العلاقة بين ملك الأردن ونتنياهو لهذه الأسباب


وأشار إلى أنه "ليس من الواضح متى بدأ هذا التوتر الشخصي بينهما، لكن هناك لحظة واحدة محددة أغضبت الأردنيين، ففي يوليو 2017، وفي ذروة أزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي، قتل حارس أمن إسرائيلي بالرصاص مواطنين أردنيين أثناء أعمال صيانة لشقة تابعة للسفارة الإسرائيلية في عمان، ما دفع إلى حصار السفارة، ومن ثم أعادت إسرائيل حارس الأمن مقابل إزالة البوابات الإلكترونية من الحرم القدسي".


وأكد أن "ما يتذكره الأردنيون من الحادث هو الترحيب الحار الذي قدمه نتنياهو لحارس الأمن، مما دفعهم إلى الجنون أكثر من أي عملية عسكرية إسرائيلية في غزة، أو تصعيد في الضفة الغربية، ومنذ ذلك الحين، لم تعد العلاقات بين عبد الله ونتنياهو لطبيعتها، وفي 2018 ألقى الملك قنبلة دبلوماسية، وأعلن وقف تأجير بعض الأراضي الأردنية الحدودية لإسرائيل".


وأشار إلى أن "المعركة الحقيقية التي يعيشها الجانبان تتمثل في السيطرة على الحرم القدسي، فمنذ حرب 1967، نقلت إسرائيل إلى الأردن المسؤولية المدنية عن الحرم الشريف، وهذه في الواقع تذكرة الأردن في العالم العربي، الذي يحرس المسجد الأقصى، ثالث أهم مكان للمسلمين، ما شجع ولي العهد الأردني على المجيء كي يصلي في المسجد الأقصى لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، وهي زيارة حملت دلالات مهمة للأردنيين".


وأضاف أن "النظام الملكي الهاشمي يفتخر بالانتماء إلى القبيلة التي جاء منها النبي محمد، ولذا فقد كان من المفترض أن يظهر سليله في زيارة رسمية للمسجد الأقصى، الواقع تحت مسؤولية الأردن الكلاسيكية الهاشمية في أفضل حالاتها، لكن الزيارة ألغيت، وشرع الأردن وإسرائيل في مسار مناهض متبادل، وطرحت أسئلة في تل أبيب: لماذا لم نسمح للأمير الأردني بالصلاة؟". 


وأوضح أنه "كان من الصعب على الأمير الأردني أن يزور المسجد الأقصى، ويدعي أمام العالم الإسلامي أن "الحرم القدسي في أيدينا"، في حين يرافقه حراس أمن إسرائيليون، وهكذا ولدت أزمة دبلوماسية خطيرة أدت إلى حظر الطيران، وتأخير نقل المياه، ما يطرح السؤال عن مآلات هذه الأزمة، وأين سوف تصل".


وأكد أنه "قد يُنظر إلى الأردن على أنه دولة ضعيفة تحتاج إلى إسرائيل، خاصة بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والمغرب، لكن ربما تكون نقطة الغليان هذه علامة على أن الوقت قد حان لتغيير الكوابح، فالأردن يمتلك أطول حدود مع إسرائيل، وهذا ليس شيئًا مفروغًا منه".