صحافة دولية

صحيفة روسية: تركيا تستخدم صفقة "سو57" لمراوغة موسكو وواشنطن

تركيا لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن شراء "سو-35" و"سو-57" الروسية- سبوتنيك

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن التصريح الذي أدلى به وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى وارانك، ردا على الاقتراحات التي تفيد بأن بلاده تحتاج مقاتلات مثل "سو-37" و "سو-57" الروسية، حيث قال إن تركيا لا تمانع شراء طائرات روسية إذا كانت تلبي حاجيات بلاده.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا في الوقت الراهن تنتج بشكل مستقل طائرات خاصة بها، وتواصل إنتاج مقاتلات أمريكية من طراز "أف-16"، والنسخة الحديثة من "إف-16 سي بلوك 60 " و"إف-16 بلوك 50 بلوس" و"إف-16 دي بلوك 30"، فضلا عن "إف-16 دي بلوك 50" و"إف-16 دي بلوك 50 بلوس".


وذكرت الصحيفة أن أسطول القوات الجوية التركية يضم 260 مقاتلة متعددة الأغراض محلية الصنع.

 

وتصنّع تركيا طائرة "سي إن 235" الإسبانية بعد حصولها على ترخيص بذلك. ومن خلال مشاركتها في برنامج إنتاج مقاتلات "إف-35" منذ 2002 لإنتاج حوالي سبعة بالمئة منها، اكتسبت تركيا خبرة كبيرة.

 

خططت تركيا لشراء مئة مقاتلة حديثة، علما بأنها واحدة من أكبر العملاء الذين يعتمدون على إنتاجهم الخاص، غير أن الولايات المتحدة رفضت ذلك. وحاليا، يقع تصنيع الطائرة المقاتلة من طراز "إف-35" في إيطاليا فقط.


وأشارت الصحيفة إلى أن عدم استقرار العلاقات الأمريكية التركية، إلى جانب رغبة أوروبا في الحد من استقلال تركيا المتزايد على الساحة السياسية الدولية، لعب دورا في قرار واشنطن حرمان تركيا من المشاركة في إنتاج مقاتلات "إف-35". ولم تكتف واشنطن بذلك، بل أعلنت أيضا العدول عن تزويد تركيا بهذا النوع من المقاتلات بعد تخليها عن شراء صواريخ باتريوت الأمريكية واستبدلت بها منظومة الصواريخ الروسية من طراز"إس-400".


بعد إعلانها عن مناقصة لشراء طائرات مقاتلة أجنبية، تراجعت تركيا عن ذلك معطية الأولوية لإنشاء مقاتلاتها من الجيل الخامس من طراز "تاي تي إف إكس"، التي من المخطط أن تجري رحلتها الأولى في 2023. بناء على ذلك، تبحث أنقرة عن بديل لتحديث أسطول طائراتها المقاتلة، ويبدو أن المقاتلات الروسية من طراز "سو-57" و"سو-35" ملائم أكثر بالنسبة لها.


حسب العديد من التقييمات المحايدة، لا تقل المقاتلات الروسية جودة عن منافستها الأمريكية، والفرق الوحيد تقريبا هو السعر. يقول مساعد القائد العام للقوات الجوية الروسية، العقيد الطيار ألكسندر دروبيشيفسكي، إن "تركيا مهتمة في الوقت الراهن بشراء المقاتلات الروسية، بوجود فوارق سياسية واقتصادية بسيطة. وفي حال عُقدت مثل هذه الصفقة، فإن مكاسب روسيا لن تقتصر على الجانب الاقتصادي، حيث سيصبح لها تأثير معين على أنقرة"، موضحا أن "الحصول على المقاتلات الروسية يقتضي تدريب الطيارين والفنيين في وقت لاحق، وإجراء التصليحات، فضلا عن توريد قطع الغيار".


أوردت الصحيفة أن اتخاذ تركيا لمثل هذا القرار والالتزام به لن يكون سهلا من وجهة نظر فنية. وأوضح الخبير العسكري الروسي، فاسيلي كاشين، أن "القوات الجوية التركية تعول بشكل مكثف على مقاتلات "إف-16" الأمريكية، وتتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجال تدريب الإطارات، وتظل حاجتها إلى إجراء إصلاحات قائمة، ما يدفعنا للتساؤل حول مدى استعداد الولايات المتحدة لتوفير قطع غيار مقاتلات "إف-16". وابتعاد أنقرة عن هذا التعاون الوثيق مع واشنطن يخلق حاجة إلى معدات عسكرية متطورة من موردين آخرين، علما بأنه من المستحيل شراء أسلحة أمريكية، واتباع سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة في نفس الوقت".


حسب الخبير الروسي فيكتور موراخوفسكي، فإن "وثيقة التصدير تشرف على صياغتها هيئة تابعة لوزارة الدفاع، وهي الخدمة الاتحادية للتعاون العسكري التقني. ودون موافقة من وزارة الدفاع، لن يرسل أي منتج يشكل تكوينه تهديدا للأمن القومي الروسي خارج البلاد، وينطبق الأمر ذاته على مقاتلات "سو-35 " و"سو-57". ولن يطلع أي طرف على خصائص وأسرار طائراتنا".


وأشارت الصحيفة إلى أن عضوية تركيا في حلف الشمال الأطلسي لا تزال تشكل عقبة أمام عقدها لهذا النوع من الصفقات مع روسيا. من المستبعد أن توافق أنقرة على شراء النسخة القديمة من "سو-35 " أو "سو-57"، وستطلب الحصول على النسخة الحديثة من المقاتلات. كما أن اعتماد تركيا على روسيا للحصول على قطع الغيار أمر غير مربح بالنسبة لها، لذلك ستطالب ولو بشكل جزئي بإنتاج هذه المقاتلات على أراضيها.


علاوة على ذلك، من المحتمل أن ترغب تركيا في الحصول على فرصة إنتاج "سو-57" بنفسها، الأمر الذي يقتضي الحصول على قرض روسي لتأمين الإنتاج، وهو ما لا يخدم مصالح روسيا التي تحتاج بدورها إلى مصادر لتمويل الإنتاج التسلسلي للمقاتلة.


وأوردت الصحيفة أن تركيا لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن شراء "سو-35" و"سو-57" الروسية، ومن غير المستبعد أن تتخلى عن خيار شراء هذه المقاتلات في سبيل الحفاظ على علاقاتها مع حلف الناتو.

 

في المقابل، لن تدخر واشنطن جهدا لفرض طائراتها من طراز "إف-35" أو بعض الطائرات الأوروبية على أنقرة. وفي الحقيقة، لا علاقة لتصريحات وزارة الخارجية التركية، التي تهدف إلى إثارة غضب موسكو وواشنطن، بالقرارات الحقيقية التي تسعى من خلالها إلى الحفاظ على توازن سياستها الخارجية.


ويرى الباحث في الشؤون الأمريكية، ديمتري دروبنيتسكي، أن أردوغان يحاول اللعب على الحبلين.

 

وبعد شراء أنظمة "إس-400" الروسية، لن تخاطر تركيا بشراء مقاتلات روسية؛ لأن ذلك سيعمق أزمة الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية.