تستكمل "عربي21"، نشر أجزاء مقال "آفي شلايم"، الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد، ومؤلف كتاب "الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي"، الذي تناول فيه "الاستعمار البريطاني ومعاداة السامية والحقوق الفلسطينية".
وكتب شلايم مقاله في موقع "ميدل إيست آي"، ونشرته "عربي21"، على ثلاثة أجزاء، تتناول اهتمامه بالمنظور البريطاني الحالي والسابق للقضية الفلسطينية والدور الذي تلعبه المملكة المتحدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والانحياز للاحتلال وسعيها لإفشال إقامة دولة فلسطينية، متحدثا عن عنصرية بريطانية ضد الفلسطينيين.
وفي ما يأتي النص الكامل للجزء الثالث والأخير من ترجمة "عربي21":
لقد اختلفنا مع بعض "التوضيحات" المتضمنة في وثيقة التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست. وقلنا إن من المشروع بكل تأكيد، على الأقل داخل حرم الجامعة، أن يجري نقاش حول ما إذا كانت إسرائيل، بوصفها دولة يهودية كما تعلن هي عن نفسها، عبارة عن "مشروع عنصري" أم "بلد ديمقراطي". وجدنا من المفزع أن تستخدم الوثيقة لتوجيه تهمة معاداة السامية لمن يمارسون النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم واغتصاب أراضيهم. وكان رأينا أنه لا ينبغي أن تكون أي دولة فوق النقاش العلمي المشروع ومحصنة ضده، بما في ذلك إسرائيل.
مضى خطابنا ليقول: "بكوننا موطنين إسرائيليين مقيمين في بريطانيا، كثيرون منا ينحدرون من أصول يهودية... فإننا نطالب بأن يسمع صوتنا أيضاً: إن وثيقة التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست خطوة في الاتجاه الخطأ. فهي تخص بالذكر التنكيل باليهود، وتحظر حرية التعبير والحرية الأكاديمية، وتحرم الفلسطينيين من صوت شرعي داخل الحيز العام في بريطانيا، وأخيراً، تحظر علينا، بوصفنا مواطنين إسرائيليين، ممارسة حقنا الديمقراطي في تحدي حكومتنا."
وفي الخلاصة ضممنا صوتنا إلى المطالبين بأن تبقى الجامعات البريطانية صامدة ثابتة على التزامها بالحرية الأكاديمية وحرية التعبير، وناشدنا الجامعات البريطانية بأن تستمر في النضال ضد كافة أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية. وكررنا القول بأن الوثيقة المعيبة الصادرة عن التحالف الدولي لذكرى المحرقة تسيء إلى تلك الأهداف ولا تخدمها.
ولذلك فقد دعونا جميع المجالس الأكاديمية في إنجلترا إلى رفض إملاءات الحكومة وعدم تبني التعريف، وفيما لو حصل التبني، فالعمل على إبطاله. أرسلت نسخة من خطابنا إلى وزير الدولة للتعليم، ولكننا حتى هذه اللحظة لم نسمع منه جواباً. يبدو أن جميع الاحتجاجات على رسالته لا تزيد في نظر السيد ويليامسون عن كونها ماء ينساب عن ظهر بطة.
قضية كين لوتش
تكشف واقعة حصلت مؤخراً في أكسفورد عن التداعيات الإشكالية لتبني، أو حتى شبه تبني، وثيقة التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست. فقد دعي كين لوتش – منتج الأفلام البريطاني الحائز على العديد من الجوائز والمعروف طوال حياته بالنضال ضد العنصرية والمشاركة في الحملات الاجتماعية – إلى كليته القديمة التابعة لجامعة أكسفورد للمشاركة في حوار لم يكن له أي علاقة لا باليهود ولا بإسرائيل. وتم الإعلان عن ذلك بوصفه نشاطاً مشتركاً بين تورتش، مركز أكسفورد للأبحاث في العلوم الإنسانية وكلية سانت بيتر.
طلب من لوتش مناقشة عمله في إنتاج الأفلام مع أمين كلية سانت بيتر جوديث بوكانان، والتي هي أيضاً بروفيسور في الأدب والأفلام. كان النشاط جزءاً من البرنامج الثقافي لقسم العلوم الإنسانية في الجامعة والذي ينظم الحوارات والمناظرات بين الفنان والأكاديميين.
ما حصل بعد ذلك كان حملة منظمة ومنسقة بشكل مدروس بهدف اغتيال شخصية رجل قضى حياته في الدفاع عن ضحايا الظلم والتمييز، بما في ذلك الفلسطينيين، حيث انهالت على بوكانان الرسائل تباعاً مطالبة إياها بإلغاء النشاط.
قالت الجمعية اليهودية في جامعة أكسفورد إنها تشعر بخيبة عميقة بسبب قرار تنظيم النشاط لأن "لوتش كان قد عبر في العديد من المناسبات عما يعتبر مواقف معادية للسامية طبقاً لتعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست الذي تبنته جامعة أكسفورد مؤخراً."
وكتبت ماري فان دير زايل، رئيسة مجلس المندوبين اليهود في بريطانيا خطاباً وجهته لبوكانان تصف فيه قرار دعوة لوتش للحديث في كليتها بالقرار "غير المقبول بتاتاً"، وطالبت بإلغاء النشاط، وأضافت أن المجلس تواصل مع الطلبة اليهود في أكسفورد وأنه "يؤيد بشكل كامل تنديدهم بالنشاط." كانت خلاصة ذلك القطعية هي "لا ينبغي لذلك النشاط أن يمضي."
ضغوط مجتمعة
انضم اتحاد الطلبة اليهود، وهو منظمة وطنية تمثل ما يقرب من 8500 طالب، إلى حملة ممارسة الضغوط. وقال الاتحاد في تغريدة له: "فقط في الصيف الماضي، أعلن القائمون على جامعة أكسفورد بأنهم ملتزمون بمعالجة العنصرية المنتظمة أينما وجدت، بما في ذلك داخل حرم جامعتهم. ولا يمكننا فهم كيف يتوافق تنظيم مثل هذا النشاط مع ذلك الإعلان. إنه لمما يثير السخط أن تتجاهل كلية سانت بيتر مخاوف الطلبة اليهود، ولذلك نحث جوديث بوكانان، أمين كلية سانت بيتر، على إسقاط ذلك المتحدث من النشاط. يعرب اتحاد الطلبة اليهود عن دعمه للجمعية اليهودية."
صمدت بوكانان ومعها تورتش في وجه الضغوط التي اجتمعت عليهم من كل حدب وصوب يهودي، ومضى النشاط كما هو مخطط له، بل وتم بثه حياً عبر موقع يوتيوب. أدار الجلسة مدير تورتش البروفيسور ويس ويليامز.
في رأيي المتواضع، كان ذلك حدثاً ثقافياً جميلاً، نموذجاً يحتذى في مجاله، فقد عرض لوتش لقطات من فيلميه، الأول "الريح التي هزت الشعير" (2006) حول إيرلاندا في مطلع القرن العشرين، والثاني "أنا دانيال بلايك" (2016) حول قسوة نظام المعونة الاجتماعية وتجرده من الإنسانية.
تحدث لوتش عن أفلامه، وعن نظرته إلى العالم التي انطلق منها في إنتاج الأفلام، وكان بليغاً ومؤثراً في نقاشه مع بوكانان. لم يرد أي ذكر لا لإسرائيل ولا للفلسطينيين. وبعد بث الندوة عبر الإنترنيت أشارت بوكانان إلى الجدل الذي دار بشأنها وأكدت أنه لا الكلية ولا الجامعة يؤمنان بحرمان أحد من المنصة. ولكنها فيما بعد أرسلت عبر الإيميل تعتذر إلى الطلبة اليهود عن أي "أذى" قد يكون وقع بسبب ما أثير من جدل حول النشاط.
مزاعم أعيدت قولبتها
بعد يوم واحد من انعقاد ذلك النشاط، أي في التاسع من شباط/ فبراير، عقد اتحاد الطلبة في كلية وادهام اجتماعاً لمناقشة النشاط الذي نظمته كلية سانت بيتر للإعلامي لوتش. لم يكن مألوفاً أن ينتقد طلبة كلية ما سلوك كلية أخرى، ولكن الطلبة اليهود في وادهام كانوا متحمسين جداً لهذه القضية.
توغل أصحاب الاقتراح المعروض للنقاش أمام الاجتماع في تفاصيل كثيرة جداً حول التصريحات التي كان قد أدلى بها لوتش في مناسبات مختلفة والتي اعتبرت معادية للسامية ومشاركة في إنكار الهولوكوست. لقد ولدت الوثيقة المزيد من الحرارة والسموم، وما قدم كان لا يتجاوز كونه مزاعم قديمة أعيدت قولبتها رغم أنها فندت تماماً وبشكل شامل في الماضي. كان الاقتراح يقضي بالتنديد رسمياً بكل من بوكانان وكلية سانت بيتر لسوء تعاملهم مع مخاوف الطلبة اليهود. وفعلاً تم تمرير المقترح بأغلبية 150 صوتاً مقابل 14 عارضوه وأربعة امتنعوا عن التصويت.
صرح لوتش لصحيفة التلغراف التي غطت أخبار الخلاف الذي نشب قائلاً: "هذه الاتهامات التي أعيد تدوريها كلها باطلة ومنشؤها الإصرار على الإساءة والتشويه." تنادى أصدقاء منتج الأفلام المحاصر من كل صوب لنصرته والدفاع عنه، وبعضهم كانوا أعضاء في تجمع "الصوت اليهودي من أجل حزب العمال"، والذي انبرى في الماضي للدفاع عن جريمي كوربين ضد الاتهامات الباطلة التي وجهت له بمعاداة السامية.
وبناء على طلب منهم، أرسلت لهم بياناً لكي يقرأ في اجتماع اتحاد الطلبة في كلية وادهام، قلت فيه: "أعرب عن عميق أسفي للهجوم الذي شنه طلبة كلية وادهام على كين لوتش، وهو صاحب سجل قوي وملتزم في مناهضة العنصرية من كل نوع، بما في ذلك معاداة السامية. صحيح أنه معاد للصهيونية ولكنه ليس معاديا للسامية بأي شكل."
وأضفت: "لقد اتهم بأنه تفوه بكلام يعتبر معاديا للسامية بموجب تعريف التحالف الدولي لذكرى المحرقة، ولكن ذلك التعريف كله عيوب، والغرض الحقيقي منه هو دمج معاداة الصهيونية في معاداة السامية من أجل منع أي انتقاد مشروع للسياسات الإسرائيلية. إن معاداة السامية هي معاداة اليهود لمجرد أنهم يهود. وبموجب هذا التعريف الصحيح لمعاداة السامية فإن لوتش بريء تماماً، وهو أيضاً شخص مثير للإعجاب، وأحد الأبطال المدافعين عن العدالة الاجتماعية، وهو فنان مبدع ومتميز. إن الهجوم عليه يقوض حرية التعبير، وذلك ما لا ينبغي أن يحصل في أي مؤسسة أكاديمية. ولذلك فإنني أحث طلبة كلية وادهام على التوقف عن شيطنة كين لوتش والتعامل معه بالاحترام الذي استحقه عن جدارة."
تلطيخ سمعة النقاد
تثبت حكاية لوتش بكل وضوح مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه وثيقة التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست داخل الجامعات. فقد استخدمت الوثيقة لتلطيخ سمعة يساري مرموق لمجرد أنه ينتقد إسرائيل ويدافع عن حقوق الفلسطينيين، ولمحاولة منعه من فرصة الحديث للناس عبر منصة جامعية.
في نهاية المطاف فشلت محاولة الإقصاء عن المنصة الجامعية، ولكن ما حصل سبب ألماً غير مبرر لفنان مرموق وسبب حرجاً شديداً لأمين الكلية التي كان يوماً ما طالباً فيها، وأثار قدراً كبيراً من مشاعر التباغض والتدابر في الجانبين، وتسبب في هدر الكثير من الوقت والطاقة التي كان يمكن أن تستغل فيما هو أفيد، والأسوأ من ذلك كله في رأيي المتواضع هو أن كل هذه الجلبة لم تكن ضرورية ولا مبررة ولا مفيدة على الإطلاق. وكل ما عملته هو أنها عكرت الأجواء المحيطة بحدث ثقافي للاحتفاء بفنان مبدع.
هل من دروس يمكن تعلمها من هذا الحدث المحزن بخصوص تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست وقضية معاداة السامية؟ أولاً وقبل كل شيء، لا بد من التأكيد على أن معاداة السامية ليست خرافة، كما يزعم بعض الناس، بل هي مشكلة حقيقية توجد في كل المستويات في مجتمعنا، بما في ذلك داخل الجامعات، وهي بحاجة لأن تواجه بقوة أينما أطلت بوجهها القبيح.
ثانياً، سيكون من الخطأ القول إن الطلبة اليهود الذين يحتجون ضد معاداة السامية يصطنعون شعورهم بالأذى أو يبالغون فيه، بل إن إحساس الطلبة اليهود بأنهم عرضة للنيل منهم شعور حقيقي، وهم بحاجة ماسة للحماية من قبل إدارات الجامعات ضد أي مظهر من مظاهر التعصب والمضايقة والتمييز.
محاربة العنصرية
والسؤال الحقيقي هنا هو التالي: هل يوفر تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست الحماية المطلوبة؟ لو أخذنا حكاية لوتش نموذجاً، فإن الإجابة هي لا بالتأكيد.
ففي المقام الأول، ينطلق التعريف من الافتراض ضمنياً بأن ثمة خصوصية يهودية، باعتبار أن اليهود حالة خاصة وينبغي التعامل معهم على هذا الأساس. وخطورة ذلك أنه يعيق التضامن والتعاون مع المجموعات الأخرى التي تقع ضحية التحيز العنصري، مثل العرب والمسلمين. من أجل ضمان الفاعلية، يحتاج القتال ضد العنصرية لأن تخاض معاركه في كل مكان وعلى كافة الأصعدة وليس فقط في زوايا معزولة.
والعيب الخطير الآخر في تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست هو، وكما ذكرت أنا وغيري مراراً، أن الكثير من الأمثلة التي ضربها لا تتعلق باليهود وإنما تخص دولة إسرائيل، ونتيجة لذلك فإن التعريف يعطي الانطباع بأنه يهدف إلى حماية إسرائيل أكثر مما يهدف إلى حماية اليهود.
صحيح أن إسرائيل بالنسبة لكثير من الطلبة البريطانيين اليهود تشكل مكوناً أساسياً من هويتهم، ولكن ليس من المفيد ترك المجال أمام إسرائيل لتشكل العنصر الأبرز في الحديث عن معاداة السامية. فإسرائيل بلد مثير للخلاف، ومؤسساتها الديمقراطية تتعرض بشكل مستمر للتآكل، واضطهادها للفلسطينيين يجذب وبشكل متزايد سخطاً دولياً ودعوات لمعاقبتها – ومن ذلك ما صدر مؤخراً من حكم يمهد الطريق نحو تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية في ارتكابها جرائم حرب. ورغم زعمها المخالف لذلك، فإن إسرائيل لا تمثل كل اليهود حول العالم، وإنما تمثل مواطنيها فقط لا غير، وخمس هؤلاء هم من الفلسطينيين.
كما أن يهود بريطانيا لا يتحملون جماعياً وزر إسرائيل وما يصدر عنها من تصرفات. إلا أن تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست يورطهم في تحمل المسؤولية عن إسرائيل ويشجعهم على استهداف أي شخص يعتبرونه عدواً للدولة اليهودية.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم التأكيد مرة أخرى على أن انتقاد إسرائيل ليس بالضرورة معاداة للسامية. ولذلك فإن تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست يخلق حالة من الغبش وعدم الوضوح إذ يخلط بين ما هو انتقاد مشروع وما هو انتقاد غير مشروع. ولا يضمن التعريف حماية الطلبة اليهود بالذات إذ يزج بهم في تحالف وثيق مع إسرائيل، بل ما ينجم عن ذلك هو العكس تماماً. ولذلك لا يخدم التعريف على المدى البعيد مصالح الطلاب اليهود.
لا حاجة لتعريف
وأخيراً، يثار تساؤل مفاده: هل نحن بحاجة إلى تعريف لمعاداة السامية؟ من وجهة نظري لا حاجة لنا إلى التعريف. كما أن مصطلح معاداة السامية نفسه إشكالي لأن العرب ساميون أيضاً. شخصياً أفضل استخدام مصطلح "العنصرية ضد اليهود". وما نحن بحاجة إليه هو قواعد سلوكية لحماية جميع الأقليات، بما في ذلك اليهود، ضد التمييز والمضايقة، وفي نفس الوقت لضمان حق حرية التعبير لكل من يرتادون الجامعات من أساتذة وطلاب.
تضمن قوانين بريطانيا حماية الحق الإنساني العالمي في حرية التعبير وذلك بنص قانون حقوق الإنسان الصادر في عام 1998، والذي يحظر على سلطات الدولة التصرف بأي شكل يتناقض مع هذا الحق. وينص قانون التعليم الصادر في عام 1986 على حق حرية التعبير داخل الجامعات.
ولذلك لسنا في حاجة إلى مزيد من التشريعات، وكل ما نحن بحاجة إليه هو الذوق المنطقي السليم والأمانة في تطبيق التشريعات القائمة. فلو هاجم إنسان إسرائيل، لا ينبغي علينا أن نسأل ما إذا كان ذلك الهجوم معاديا للسامية أم لا. ومن المؤكد أننا لن نكون بحاجة لأن نسأل ما إذا كان الكلام المعبر عنه يقع ضمن نطاق الأمثلة السبعة التي وردت في وثيقة التحالف الدولي لذكرى المحرقة والتي تركز جل اهتمامها على إسرائيل، وبذلك فهو داخل ضمن معاداة السامية.
علينا فقط أن نسأل ما إذا كان الكلام الذي يقال حول إسرائيل صواب أم خطأ، حق أم باطل. إذا كان حقاً، فينبغي إجراء تحقيق إضافي في التهمة للتأكد مما إذا كان الدافع من ورائها سببه العداوة أو التحيز ضد اليهود، وحيثما كان مناسباً، يتم اتخاذ الإجراء اللازم. وإذا كانت التهمة باطلة، فلا طائل من التكهن بشأن الدوافع من وراء إثارتها. ينبغي أن يكون النقاش حول العنصرية ضد اليهود وحول إسرائيل في الحالتين قائماً على الدليل، وليس على الولاء السياسي أو الطائفي.
والنقطة المهمة هنا هي أنه ينبغي أن تحتفظ الجامعات البريطانية باستقلالها الذاتي وبصلاحيتها في مراقبة وتنظيم جميع النشاطات التي تنظم داخل حرمها، طبقاً لظروف كل منها، بعيداً عن أي تدخل خارجي. فحماية حرية التعبير داخل الحرم الجامعي التزام أخلاقي وواجب قانوني.
يتناقض تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست مع هذا الواجب. أعتبر نفسي من الطراز القديم بما يكفي لأن أتحمس للفكرة التي تقول إن الجامعة عبارة عن كومة من الكتب ومجمتع من العلماء. ولذلك لا مكان في أي جامعة من الجامعات لمستبد استعماري الهوى مثل ويليامسون ومن على شاكلته.
اقرأ أيضا: آفي شلايم يستعرض تاريخ العنصرية البريطانية ضد فلسطين (1)
اقرأ أيضا: آفي شلايم يستعرض تاريخ العنصرية البريطانية ضد فلسطين (2)
"فاغنر" الروسية تنتشر في 10 دول أفريقية وتتمركز في 4 منها
أول طالبة محجبة على رأس اتحاد جامعة لندن من أصول تونسية
"سكاي نيوز" تسلط الضوء على أملاك حاكم دبي ببريطانيا