قال جنرال إسرائيلي إن "الجهود الإسرائيلية المبذولة لوقف تطوير القدرات النووية الإيرانية تتطلب دراسة ورؤية واسعة، واعترافا بأنه لا يوجد مخطط مجد لتأمين جميع المصالح الإسرائيلية أكثر من المسار الدبلوماسي، لأن الحقيقة التي لا جدال فيها أن إيران أقرب من أي وقت مضى إلى حيازة القدرة النووية العسكرية".
وأضاف
ماتان فيلنائي، نائب
رئيس أركان الجيش الأسبق، وزير العلوم السابق، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "من أهم أسباب هذا التطور
المقلق هو انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي
الإيراني، وفرض عقوبات إضافية عليه بسبب مزاعم انتهاكاتها التي دحضتها الوكالة
الدولية المكلفة بالإشراف على أنشطتها، وصقل قدراتها، حتى المستوى الحالي".
وأكد
فيلنائي، السفير السابق في الصين، ورئيس "حركة القادة الأمنيين لصالح إسرائيل"، أن "هناك حقيقة أخرى وهي أن تطوير إيران للقدرة
على إنتاج وإطلاق أسلحة نووية يشكل تهديدا لإسرائيل والمنطقة، ويجب أن نتخذ كل
خطوة كي لا تمتلك إيران أسلحة نووية، لأننا الآن في مرحلة يتعين علينا أن نتبنى
فيها حلا قريبا يعكس مصالح إسرائيل، وتتطلب عملية صنع القرار بشأن هذه القضية
استيعاب فكرة أن الخطوة التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها تخدمنا، وتتطلب منا
تعاونا وثيقا معها لحفظ أمن إسرائيل".
وأوضح أن "الخطوات الأمريكية المقبلة تستدعي
دعما إسرائيليا تتمثل بمنع إيران من التقدم، وترصد خروقاتها النووية، وتعزيز المكابح
على برنامجها، ويمدد بشكل كبير تاريخ انتهاء صلاحيته، ولذلك فإن أي إسرائيلي معني
بحفظ أمن الدولة يجب عليه التركيز على تحسين الاتفاقية الأصلية، لضمان أنه حتى في
المرحلة التالية، ستعكس المصالح والرؤى الإسرائيلية في صياغة استراتيجية الإدارة
الأمريكية والتحركات التكتيكية".
وأكد
أنه "في ضوء هذا الفهم، يجب أن يعمل قادة الأمن الإسرائيليين على صياغة
توصيات حول هذا الموضوع، ومن بينهم أعضاء سابقين في الجيش، والموساد، والشاباك،
ومجلس الأمن القومي، ولجنة الطاقة الذرية، وجميعهم لديهم سنوات عديدة من الخبرة
والتجربة في هذا الموضوع من جميع جوانبه، وهم يوصون الحكومة الإسرائيلية باتباع
نهج دبلوماسي".
وأشار إلى أن "إسرائيل مطالبة بدعم الجهود الأمريكية المكونة من عدة مراحل، تبدأ بإعادة
إيران للامتثال الكامل لشروط الاتفاق الأصلي (JCPOA)، والتزاماتها
الأخرى بموجب قرارات مجلس الأمن، واتفاقيات الرقابة مع الوكالة الدولية للطاقة
الذرية، وضمان شراكتها في المرحلة الثانية من الاستراتيجية الأمريكية، الضرورية
لسد الثغرات التي تم تحديدها في الاتفاقية الأولى، وتمديد صلاحيتها، ومعالجة باقي
التهديدات ذات الصلة".
وأكد
أن "إدارة بايدن لا تقل التزاما عن سابقاتها بمنع إيران من امتلاك أسلحة
نووية، حتى لو فشلت الجهود الدبلوماسية، فخيار الحرب ما زال قائما، لكن هذه فرصة
أمام أكثر من 300 من الجنرالات الإسرائيليين، الذين يعتقدون خلاف ذلك، لأنه بعد
عقود من الخدمة في جميع أطر العمل الاستخباراتية والتقييمية والعملياتية للمنظومة
العسكرية الإسرائيلية، أصبح التهديد الإيراني معروفا لنا جيدا، وكذلك قدراتها في
الماضي والحاضر".
وأشار إلى أن "الجهد الحاسم المطلوب لوقف القدرات النووية العسكرية الإيرانية يجب أن يستنفذ
المخطط الدبلوماسي الذي تقوده الولايات المتحدة أولاً، لأنه بعد أن أصبح من الواضح
أن إدارة بايدن قد تبنت بالفعل هذا النهج، فيجب على النخبة السياسية والأمنية
العليا في إسرائيل فحص التوصيات الواردة في هذه السطور، وتوضيح الخلافات التكتيكية
المحتومة في غرف خاصة، وليس علنية، بما يليق بحليفين ناضجين ومسؤولين".