تقدير: مملكة بوتان قد تورط إسرائيل في النزاع الهندي الصيني
عربي21- عدنان أبو عامر10-Feb-2105:54 AM
شارك
تنبع أهمية بوتان بشكل أساسي من موقعها الجغرافي فهي تقع في جبال الهيمالايا وهي منطقة عازلة بين الهند والصين
قالت
باحثة إسرائيلية إن "العلاقات الجديدة التي تم إعلانها حديثا بين إسرائيل ومملكة
بوتان تعتبر أحد الردود على اتساع النفوذ الصيني في تلك المنطقة، وتوطيدا للعلاقات
مع حلفاء إسرائيل هناك، خاصة الهند، مع العلم أن الحديث يدور عن دولة صغيرة في جنوب
شرق آسيا، لكن إقامة العلاقات الإسرائيلية معها مناسبة للتذكير بالصراع الكبير الدائر
في آسيا بين الهند والصين، ومكانة إسرائيل المعقدة في هذه المعادلة".
وأضافت
أوشريت بيرودكار في مقالها الذي نشره معهد القدس للدراسات الأمنية والاستراتيجية، وترجمته
"عربي21" أن "الإعلام الإسرائيلي فور توقيع الاتفاقية مع بوتان مؤخرا
سارع إلى تسويق إمكاناتها الاقتصادية، خاصة في مجال السياحة والصناعة التجارية، لكن المساهمة
الإسرائيلية في هذين المجالين محدودة، ولأن مواقفها محدودة في القضايا الخارجية، فإنها
تركز في مجال السياحة".
وأكدت
بيرودكار، الخبيرة في الشؤون الهندية، أن "البيانات الديموغرافية تتحدث عن دولة
صغيرة العدد بما لا يزيد على ثمانمائة ألف نسمة، وإمكاناتها التجارية لإسرائيل محدودة،
وفي مجال الزراعة تتلقى المساعدة من خلال وكالة المعونة الوطنية (ماشاف) بوزارة الخارجية
الإسرائيلية، ولذلك فإن إقامة علاقاتهما الرسمية تعني إزالة الحواجز البيروقراطية لتسهيل
تمويل المشاريع الزراعية، والاتفاق المتبادل لحماية الاستثمار".
وكشفت
النقاب عن أن "الهند عملت وسيطا بين إسرائيل وبوتان بسبب دورها المهم بمفهوم الأمن
الهندي، وتنبع أهميتها بشكل أساسي من موقعها الجغرافي، فهي تقع في جبال الهيمالايا،
وهي منطقة عازلة بين الهند والصين، وازدادت أهمية المملكة بعد ضم التبت إلى الصين في
1951، لذلك فإن تحسين الصورة الهندية في المملكة، والخطوات المهمة لتقليص نفوذ الصين
في المنطقة خطوات ضرورية، وقد تكون إسرائيل مفيدة لها".
وأوضحت
أنه "من الناحية الأمنية، يمكن لإسرائيل أن تقدم للمملكة المزيد من المساعدة التقنية
والأمنية، بما فيه التدريب العسكري والتسليح، وفي ضوء التوترات الداخلية في بوتان،
والرغبة في زيادة الاستقلال، مع وجود ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإنه يجب على الهند الامتناع
عن ممارسة الضغط الذي يمكن اعتباره متسلطًا، لكن توطيد العلاقات بين جيرانها وحلفائها،
خاصة إسرائيل، هو رد هندي على السياسة الصينية في المنطقة".
وأشارت إلى أن "سفير إسرائيل لدى الهند رون مالكا، هو الذي استضاف مراسم توقيع إقامة العلاقات
مع السفير البوتاني؛ وهي دولة صغيرة غير ساحلية، وذات أغلبية بوذية، وتقع في جبال الهيمالايا
المجاورة للهند والصين".
وأضافت
أنه "فيما رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهذا التطور، واصفا إياه بأنه
"ثمرة إضافية لاتفاقيات السلام" فقد تحدث وزير الخارجية غابي أشكنازي مع
نظيره البوتاني تاندي دورغي، واتفقا على خطة عمل مشتركة للتعاون في مجالات إدارة المياه
والزراعة والصحة، واعتبر أشكنازي أن هذه العلاقات بمثابة علامة بارزة أخرى في تعميق
العلاقات الإسرائيلية مع آسيا، كاشفا عن اتصالات سرية بينهما في السنوات الأخيرة".