ملفات وتقارير

تسويات للمطلوبين بالسويداء.. ومصادر تؤكد ضعف الإقبال

نشطاء في السويداء يحاولون منع عمليات التجنيد لأبناء المنطقة- تويتر

بدأ النظام السوري بإجراء تسوية أوضاع المطلوبين في السويداء جنوبي سوريا، وسط إقبال ضعيف من شباب المحافظة ذات الغالبية الدرزية، وفق ما أكد مراقبون من المدينة لـ"عربي21".


وتقضي التسوية، التي تجريها الأفرع الأمنية التابعة للنظام، بإلغاء العقوبات بحق الشباب نتيجة تخلفهم عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، وعقوبة الفرار كذلك، والمطلوبين بقضايا أمنية، مقابل التحاقهم بالخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، على أن يكون مكان الخدمة العسكرية في الجنوب السوري (السويداء، درعا، القنيطرة).


وقال مسؤول التحرير في شبكة "السويداء 24"، ريان معروف، إن شروط التسوية تنص على أن يكون المتقدم لها غير مطلوب بموجب دعاوى الحق الشخصي، خصوصا في جرائم القتل والخطف والسلب، وأضاف لـ"عربي21"، أن اللجنة المكلفة بالتسوية تعطي من يتقدم إليها وثيقة لمدة 6 أشهر، يستطيع من خلالها التنقل في مناطق سيطرة النظام، وبالنسبة للمتخلفين عن الخدمة والفارين منها يتوجب عليهم الالتحاق بالخدمة، مقابل أن تكون خدمتهم في "الفيلق الأول" المنتشر جنوب سوريا.

 

اقرأ أيضا: نظام الأسد يقرر حجز أملاك ذوي المتهربين من الخدمة العسكرية

وأضاف معروف أن التسوية تنص كذلك على عدم تخريب أو تعطيل الممتلكات الخاصة والعامة، أو حمل السلاح والاتجار به، وعدم الاعتداء بالقول والفعل على رجال الشرطة والأمن والجيش، والتعهد بالعمل دائما في ظل مؤسسات الدولة.


وأكد الصحفي نورس عزيز من السويداء، أن النظام يشترط على العناصر الذين أجروا التسوية أن يتعهدوا بعدم التظاهر ضد النظام، وبعدم إثارة الشغب، وعدم التفوه بكلمات مسيئة ضد الدولة، قبل سوقهم إلى الخدمة العسكرية.


وحسب حديث عزيز لـ"عربي21"، فإن التسوية تحول الشباب إلى عناصر لمخابرات النظام، بحيث توجب التسوية عدم التستر على كل من يتظاهر ضد النظام.


وحول أعداد الشباب الذين وافقوا على إجراء التسوية، قال الصحفي إن إقبال الشباب ما زال محدودا للغاية، مشيرا إلى تورط جهات محلية على صلة بالنظام بدفع الشباب إلى التسوية، لم يُفصح عن هويتها.


من جانبه، وصف المحامي عادل عزي، الموجود في السويداء، التسوية بـ"المسرحية"، أبطالها أفرع المخابرات، وعدد من الشباب الذين هم بالأساس على صلة مع النظام، وسبق أن قاتلوا إلى جانب قواته.


وقال لـ"عربي21: إن "الهدف من هذه المسرحية استعادة هيبة الدولة المنهارة، وإيهام الرأي العام السوري والعالمي أن السويداء تستسلم وتعود إلى حضن الوطن".


واستدرك عزي: "لكن هذا لن يحصل، فالشعب في السويداء في حالة غليان، ولربما ينفجر الوضع في أي لحظة لطرد النظام كليا من المحافظة، نظرا للحالة الاقتصادية المتدهورة، وانتهاج النظام سياسة التجويع".

 

اقرأ أيضا: قمع مظاهرة في حماة السورية أحيت ذكرى مجزرة 1982

وعن الدور الروسي، قال مصدر حقوقي ثان من السويداء، إن "أكثر ما يهم روسيا هو إنهاء ملف السويداء، والجنوب السوري عموما، للانتقال إلى ملفي إدلب وشرقي الفرات".


وحسب المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خلال حديثه لـ"عربي21"، فإن روسيا تتطلع كذلك إلى تجنيد الشباب في الشركات الأمنية التابعة لها، لدفعهم إلى حتفهم خارج الحدود السورية، نحو ليبيا وفنزويلا.


وأكد المصدر أن روسيا ما زالت تجند شباب السويداء للقتال في ليبيا إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر، لافتا إلى مقتل مقاتل من السويداء يدعى يامن عزام، قبل أيام في ليبيا.


وشهدت السويداء قبل أيام موجات غضب شعبية، ضد النظام السوري، وذلك على خلفية إهانة ضابط من النظام لرئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، ولم تهدأ الموجة التي شهدت تمزيقا لصور رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلا بتقديم الاعتذار للشيخ الهجري.


وتقدر أعداد المتخلفين عن الخدمة في صفوف قوات النظام من أبناء السويداء، بما يزيد على 40 ألف شاب، ويقول هؤلاء إنهم لا يريدون التورط في الدم السوري.