لماذا أغفل بايدن العراق في إعلان سياسة إدارته الخارجية؟
عربي21- وليد الخزرجي08-Feb-2102:00 PM
شارك
الملف الإيراني يجعل من أهمية العراق كبيرة لإدارة بايدن رغم عدم التطرق إليه- الأناضول
أثار إعلان الرئيس
الأمريكي، جو بايدن، عن ملامح سياسة إدارته الخارجية للسنوات الأربع المقبلة،
تساؤلات حول إغفاله الحديث عن ملف العراق، بعدما كان الأخير يحتل سابقا مرتبة
متقدمة في السياسة الأمريكية الخارجية.
واكتفى بايدن خلال
خطابه، الخميس، بذكر عدد من القضايا الخارجية، مثل الحرب في اليمن، وانقلاب
ميانمار، وتحديات الولايات المتحدة فيما يخص الملفين الروسي والصيني، وسياسة
الولايات المتحدة تجاه اللاجئين.
ترتيب الأولويات
وتعليقا على ذلك، قال
المحلل السياسي والأمني العراقي، مهند الجنابي لـ"عربي21" إن "عدم
ذكر بايدن للملف العراقي لا يعد تراجعا في أهميته بالنسبة للولايات المتحدة، وإنما
الأمر على العكس من ذلك".
وأوضح الجنابي أن
"العراق اليوم يشكل أهمية كبيرة لواشنطن لأن الظروف لم تعد كما كانت في
السابق، حيث أن عراق عام 2021 في عهد بايدن يمثل أهمية أكبر مما كان عليه عندما
كان الأخير نائبا للرئيس الأمريكي عام 2008، لأن الظروف الداخلية للعراق أصبحت
أكثر تعقيدا".
لكن الجنابي رأى أن
"الملف الإيراني وبرنامجها النووي، يشكل التحدي الأكبر والأولوية الأهم
بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك فإن الولايات المتحدة تنظر إلى الملفات
بحسب الأولويات".
وأضاف المحلل السياسي أن
"الولايات المتحدة تؤجل الحديث عن الملف العراقي، وكذلك السوري، والتفاهمات
الروسية الأمريكية التركية بخصوص الداخل السوري، لبناء سياسة طويلة الأمد في هذين
البلدين".
وبرأي الجنابي، فإن
"الملف العراقي مرتبط بالاتفاق الأمريكي- الإيراني بخصوص البرنامج النووي،
كون العراق يمثل البوابة التي تنفذ منها إيران إلى المنطقة وشريان طهران
الاقتصادي، لذلك فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعلمون أهمية العراق في
أي تفاهمات حول البرنامج النووي".
تراخي الديمقراطيين
من جهته، قال الباحث
في الشأن السياسي العراقي، حميد رشيد، إن "إغفال بايدن للعراق يعود إلى كون
الملف مرتبط بحسم موضوع الملف النووي الإيراني، ولا نستبعد أن تكون سياسته شبيهة
بمشروع الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي سلّم العراق وسوريا إلى إيران".
وأضاف رشيد لـ"عربي21":
"لا نعول كثيرا على بايدن وإدارة الديمقراطيين، فقد كانت التجربة سيئة مع
أوباما الذي يتحمل كل ما جرى من كوارث في العراق نتيجة عدم إلزام إيران في تفاهمات
الاتفاق النووي بكف تدخلاتها في المنطقة".
ولفت رشيد إلى أن
"بايدن يعلم أن العراق تهيمن عليه إيران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لذلك لن
يقدم رؤيته السياسية بخصوص البلد، إلا بعد حسم الملف النووي مع طهران، والتوصل إلى
نتيجة تصب في مصلحة الغرب".
وفي السياق ذاته، رأى
الباحث أن "إيران ومليشياتها في العراق قد أخذت جانب التهدئة مع قدوم بايدن
إلى السلطة، فلم نر استهدافا للمنطقة الخضراء، وتحديدا مقر سفارة واشنطن في بغداد،
لحين معرفة توجهات الإدارة الجديدة في التعامل مع طهران".
وحذر الباحث العراقي
"من خطورة تمدد إيران وتنامي المليشيات الموالية لها بشكل أكبر في العراق،
لأن سياسة التراخي للديمقراطيين وعدم الرد بحزم على طهران كما يفعل الجمهوريون في
إدارة البيت الأبيض، تشجع على ذلك".
سياسة جديدة
وفي المقابل، رأى
الدبلوماسي الأمريكي السابق، فيليب كراولي، أن "ما حدده الرئيس الأمريكي كان
فقط ضمن 19 دقيقة، وأن السياسة الخارجية هي كتاب، وما قدمه حدده بايدن فقط بالمقدمة، وسيكون هناك فصول ستكتب في الأسابيع والأشهر القادمة".
وأضاف كراولي في حوار مع قناة "الحرة" الأمريكية،
الجمعة، أن "بايدن تحدث عن 6 دول، ولكن سياسته الخارجية قيد التطوير
والمراجعة، وقد أعلن أنه ستكون هناك مراجعة للتموضع العالمي للولايات المتحدة وكذلك إعادة التموضع
لقواتها حول العالم. وهذا أيضا سيؤثر على العراق خلال المدة القادمة".
وأشار الدبلوماسي
السابق إلى أنه "من المهم تحديد العلاقة الأمريكية العراقية في السياق
الإقليمي المناسب. أحد هذه السياقات بأن الأمريكيين لديهم قلق- وهو يشترك فيه
الكثير من العراقيين- بالنسبة للنفوذ الإيراني وتدخلها في الشؤون العراقية،
والسياق الآخر هو الاستمرار بالعمل مع العراق من أجل تلافي تنامي قوى شريرة مثل
تنظيم الدولة".
وتابع: "نحتاج
إلى منح الوقت للرئيس بايدن فهو مطلع جدا على الملف العراقي عندما كان في منصب
نائب الرئيس وعضو في مجلس الشيوخ، لذلك لنمنحه المزيد من الوقت ليفهم كيف تغيرت
المنطقة والعالم خلال السنوات الأربع الماضية وتعديل السياسة الخارجية الأمريكية
إلى الأمام".
واستبعد كراولي أن
يتخذ بايدن سياسة أوباما ذاتها، بالقول: "هذه إدارة الرئيس بايدن وليست إدارة
أوباما، ونحن في العام 2021، وليس عام 2013 عند ظهور تنظيم الدولة، فهذا التاريخ
قد تغير، وسيصوغ بايدن سياسته في العلاقة مع العراق حيث نحن اليوم، وحيث نتجه وليس
كما في الماضي".