قالت
صحيفة "
ديلي تلغراف" في تقرير لها إن هناك إقبالا في الإمارات العربية المتحدة
على الخمور المنتجة بالمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين، مضيفة
أن إسرائيل بدأت بتصدير زيت الزيتون والعسل من مستوطنات الضفة الغربية إلى الإمارات
في صفقة تم تحقيقها ضمن اتفاقيات "أبراهام" التي أفرحت اليهود في الإمارات
وأثارت قلق القيادة الفلسطينية.
وأرسل
مصنع "تورا واينري" (خمور تورا) في مستوطنة رحاليم و"بردايس هاني"
(عسل الجنة) في مستوطنة حرميش شحنات إلى عملاء إماراتيين على أمل توفيرها للمجتمع اليهودي
بالإمارات وتوفير الخمر الكوشير لهم.
وتأتي
الخطوة بعد اتفاقيات التطبيع التي وقعها الاحتلال الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة
مع البحرين والإمارات. وأدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتحت الباب أمام سلسلة
من الصفقات المربحة.
ورغم الإقبال على هذه المنتجات في الإمارات إلا أنها
تثير الجدل نظرا للجدل حول مكان إنتاجها في مناطق الضفة التي أقيمت المستوطنات عليها
بشكل غير قانوني وتعتبر بموجب القانون الدولي غير شرعية.
وعبرت
بريطانيا عن "قلقها العظيم" من توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، في وقت
عبر فيه الرئيس الأمريكي الجديد، جوزيف بايدن عن نية لتبني خط متشدد حيالها أكثر من
النهج الداعم لها في ظل إدارة دونالد ترامب.
ولكن
مسؤولا إماراتيا أخبر الصحيفة بأن بلاده لا ترى في الأمر قضية لأن المستوطنات تساعد
الفلسطينيين وتوفر لهم فرص العمل.
وأضافت
الصحيفة أن الخمور المنتجة في المستوطنات تحظى بإقبال متزايد في الإمارات.
وتعرض
شركة باراكودا أنواعا من الويسكي التي أطلقت عليها "الحليب والعسل". وقالت
ليندزي تريفرز الساقية ومؤسسة شركة "ذا تيستينع كلاس" (المذاق العالي) في
دبي إن الطلب زاد بنسبة عالية بعد اتفاقيات التطبيع و"طلب مني الاستعداد لمهرجان
خمر في آذار/ مارس وشمل هذا في مناسبات التذوق".
وقالت
إن هناك ماركات خمس في طريقها ونتطلع لمذاق خمر بطعم الفواكه وخمر معتق واكتشاف التاريخ
والفروق في طرق صناعته.
وقالت
فيرد بن سعدون صاحبة "تورا واينري" والتي ترسل زجاجات خمر بعلامة "صنع
في إسرائيل" إلى الإمارات إن الإماراتيين لديهم فضول للتعرف أكثر على المستوطنات.
وأضافت: "هذا مثير (للإماراتيين) والشعور أن العملية سلمية هو جزء منه".
واعتبرت
القيادة الفلسطينية اتفاقيات "أبراهام" "طعنة في الظهر" وأن على
الدول العربية عدم عقد اتفاقيات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي قبل حصول الفلسطينيين
على دولتهم.
وقال
عمار حجازي الوزير المساعد للشؤون الخارجية في السلطة الوطنية إنهم يفكرون بتحرك دولي
ضد الاتفاق "الحد الأدنى هو أن أي منتج يصنع في مستوطنة هو سرقة للمصادر الفلسطينية"
و"سنتأكد من محاسبة الشركات".
وقال
مسؤول فلسطيني إن "السماح للإخوة والأخوات العرب باستهلاك بضائع منتجة على أراض
ومصادر مسروقة، هو غير أخلاقي وغير قانوني وسياسة انتقامية للجهود الرامية لإنهاء الاحتلال
والاستعمار والضم".
وطلبت
الصحيفة من ممثل الإمارات في لندن التعليق ولكنه لم يرد. لكن مسؤولا إماراتيا طلب الكشف
عن هويته قال إن "الحكومة الإماراتية تدعم الفلسطينيين وستظل تدعمهم"، مضيفا:
"تشجع حكومة الإمارات شراء المنتجات التي تأتي من شركات ومنظمات تقدم العمل والمال
الذي يدعم الفلسطينيين بعيدا عن مكان المصنع".
ورفض
الحاخام البارز إيلي أبادي، من مجلس اليهود في الإمارات بشدة مهاجمة الصفقة مع المستوطنات.
وادعى أن "المنتجات في يهودا والسامرة (كما تطلق إسرائيل على الضفة) منحت الفلسطينيين
حياة أفضل، خاصة أن الكثير من هذه الصناعات تشغل الفلسطينيين العرب". وأضاف:
"مقاطعة البضائع من هذه المناطق سيضر بالفلسطينيين أنفسهم، ولماذا يجب أن تقاطع
الإمارات بضائع جيدة من الأراضي المحتلة؟" و"عندما تطبع العلاقات مع بلد
فيجب أن تكون عملية شاملة أو لا شيء".