صحافة إسرائيلية

مسؤول أمني إسرائيلي يكشف بعضا من أسرار علاقاته مع المغرب

باراك: المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بما فيها الموساد حافظت على اتصالات مستمرة مع المغرب

قال مسؤول أمني إسرائيلي إن "اتفاق التطبيع الأخير مع المغرب ليس مرتبطا بصورة وثيقة مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، لأنني زرعت بذور هذا الاتفاق عندما تلقيت طلبا بخصوص رغبة المغرب في تحصيل اعتراف أمريكي إسرائيلي بالسيطرة على الصحراء الغربية".


وأضاف عضو الكنيست رام بن باراك، في مقاله بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "تطبيع العلاقات وإقامة الاتصالات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب اتفاق تاريخي، وقد استمرت العلاقات الإسرائيلية السرية مع القصر الملكي في المغرب لسنوات عديدة، لكن تم الكشف عنها علانية مع الزيارة المفتوحة لرئيس الوزراء ووزير الحرب الأسبق إسحق رابين عام 1994، وبلغت ذروتها بافتتاح مكتب مصالح بتل أبيب والرباط".


وأوضح الكاتب، وهو نائب رئيس الموساد، ومدير عام وزارة المخابرات والشؤون الاستراتيجية، أن "إغلاق مكتب المصالح المغربية في إسرائيل تم لأسباب سياسية، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية أواخر العام 2000، واشتعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجددا، لكن العلاقات المغربية الإسرائيلية ظلت تحت السطح، خاصة في المجالات الأمنية".


وأكد أن "المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بما فيها الموساد، حافظت على اتصالات مستمرة مع المغرب، وحافظت عليها من أجل تعزيز القوى المعتدلة في شمال أفريقيا، والمساعدة في الحرب المشتركة ضد المنظمات الجهادية العالمية وإيران".


وأشار إلى أن "إسرائيل غالبا ما نظرت إلى المملكة المغربية كحكومة معتدلة ذات تأثير كبير في العالم العربي، وتشكل شعبية الملك محمد السادس بين قادة العالم، ومكانته الخاصة في جامعة الدول العربية، ميزة سياسية واستراتيجية ضخمة، خاصة بعد أن اتخذ خطوته في أيار/ مايو 2018 بسحب السفير المغربي لدى طهران، وطرد السفير الإيراني من الرباط، ما أعطى إشارة جدية للملك في حربه ضد الجهاد العالمي".


وزعم أن "القناعة السائدة في المغرب تفيد بأن مفتاح البيت الأبيض موجود في تل أبيب أيضا، ومثل هذا المحور يمكن أن يساعد الرباط في أروقة واشنطن، وحين أدركت أن هناك فرصة كبيرة بأن يوافق المغرب، في إطار الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء الغربية، لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وإعادة فتح مكتب المصالح في تل أبيب، والموافقة على الرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل".


وكشف النقاب أنه "من أجل التحقق من هذا الاقتراح، عقدت اجتماعات مع مسؤولين مغاربة كبار، وسمعت في أصواتهم أن الملك مستعد لتعزيز هذه الخطوة السياسية الإقليمية، وتوجهت لكبار المسؤولين الأمريكيين المقربين من الإدارة، ثم عقدت مباشرة اجتماعات في البيت الأبيض مع مستشار الرئيس جيسون غرينبلات، وممثلي مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية".


وأكد أن "تطبيع علاقات المغرب وإسرائيل هو بلا شك اختراق له تداعيات جغرافية استراتيجية واسعة في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والطاقة، وبالطبع الأمن والسياسة، وإن سياسة الملك محمد السادس في قيادة الدول العربية المعتدلة لها مساهمة مباشرة في الأمن القومي لإسرائيل، وتعزيز مكانتها بين الدول العربية".


وأضاف أن "هذا التقدير ينعكس، من بين أمور أخرى، في الطريقة التي يسمح بها المغرب لجميع الأديان والطوائف بالعيش في سلام، خاصة في العلاقات الدافئة التي يمنحها الملك للجالية اليهودية في المغرب، لأن هناك مئات الآلاف من المغاربة في إسرائيل لديهم ذكريات وشوق للوطن الذي أتوا منه، وهو المغرب".


وزعم أنه "على عكس الدول العربية الأخرى، تربط إسرائيل والمغرب علاقة مشتركة ترتكز على أسس مستقرة وطويلة الأمد، ومن المحادثات واللقاءات التي أجريتها مع المسؤولين هناك، فهمت أن توجه الملك محمد السادس نحو سلام حقيقي ودافئ مع إسرائيل، وفي قيادته الخاصة سيؤدي لعلاقات معها دون هوادة، ودون عودة منها".