ملفات وتقارير

هذه دلالات تعيين "د" رئيسا جديدا للموساد وإبقاء اسمه سريا

الرئيس الجديد للموساد ينتمي لمدرسة تسعى إلى الاشتباك والبحث عن ترك بصمة

في إطار تفاعل وسائل الإعلام العبرية مع تعيين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لـ"د" رئيسا جديدا للموساد، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن دلالات هذه الخطوة ومدى تأثيرها في طرق عمل الجهاز، في الوقت الذي يتبنى فيه "د" نهج سلسلة العمليات التكتيكية التي تولد نتيجة استراتيجية.

نتيجة استراتيجية


وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها الصحفي رونين بيرغمان، أن اختيار رئيس الوزراء نتنياهو لـ"د" ليحل محل يوسي كوهين رئيس "الموساد" الحالي، "هو نوع من الحسم بين نهجين في الجهاز وفي صراع المكانة المتواصل بين أقسامه، النهج الأول يتبنى العمل الهادئ والمتواصل في الظلال، وأساسه الحصول على المعلومات وإعداد البنية التحتية لحالات الطوارئ القاسية التي تضطر فيها إسرائيل لأعمال تلحق ضررا ذا مغزى بالخصم".

وأن "النهج الثاني؛ يتبنى أكبر قدر ممكن من الأعمال التي توجد لها نهاية واضحة وتترك آثارها وتنتهي بضرر ذي مغزى للخصم، حتى في أوقات ليست طوارئ؛ وهذا نهج "السكين بين الأسنان" كما صاغه أرئيل شارون عندما أودع الموساد في يد مئير داغان، وهذا ما ميز كوهين الحالي، وكلاهما تحدثا عن "سلسلة عمليات تكتيكية تولد نتيجة استراتيجية".

ونوهت إلى أن "مراجعة سلسلة العمليات التي نفذها الموساد في السنوات الأخيرة أو نسبت إليه، تكفي لفهم طبيعة عمل هذا النهج، ومثال على ذلك؛ سرقة الموساد الأرشيف النووي الإيراني الذي كشف عنه نتنياهو، ما ألحق بإيران ضررا معنويا، اقتصاديا وسياسيا كبيرا جدا".

ورأت الصحيفة أنه "ما كان لهذا الضرر أن يقع، وبعض منه ينبع من قرار كشف العملية، أما مؤيدو النهج المحافظ، فيرون بأن وجود العملية كشف وعرض للخطر قدرات الموساد التي كان ينبغي أن تبقى لأوقات الطوارئ، والكشف بالنسبة لهم مثل الأصبع في عين الإيرانيين، نحن لم نأخذ فقط بل وتبجحنا بذلك".

تفعيل العملاء

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الجديد للموساد، ينتمي لمدرسة داغان وكوهين مع السكين بين الأسنان، ويسعى إلى الاشتباك ويبحث عن ترك بصمة، معتبرة أن "تعيينه انتصار داخلي؛ فللمرة الثانية في تاريخ الموساد يعين شخص قضى معظم حياته المهنية في قسم "تسومت"، وهو قسم التجنيد وتفعيل العملاء".


اقرأ أيضا: نتنياهو يعين رئيسا للموساد عمل بتجنيد العملاء.. وغانتس غاضب

وأشارت "يديعوت" إلى أنه "عندما تجند "د" للموساد تغيرت خطة التأهيل ومهماته النهائية، وتحددت الترجمة العملية بالتنفيذ الفعلي في الميدان، وحصل على الشهادة العملياتية في أعمال كان قائدها دافيد ميدان، ومع شهادة التأهيل اجتذب كوهين الذي كان في حينه في منصب آخر وأخذ "د" إليه وكلفه في المنصب العملياتي الأول له في الموساد".

وذكر بيرغمان، أنه تحدث مع عدد من رجال الموساد حول تعيين "د"، فتبين أن "نتنياهو نجح هذه المرة في أن يعين شخصا لا يختلف أحد في ملاءمته لمنصب رئيس الموساد، فهو يحظى بإجماع الثناء من الحائط إلى الحائط، كما أن توليه منصب نائب رئيس قسم "كيشت" الذي يعنى بالتعقبات، الاقتحامات والعمليات في بلدان القواعد، التي توجد لإسرائيل معها علاقات دبلوماسية، أتاح له الاحتكاك بعمليات من نوع آخر وهام جدا للموساد".

عدة تحديات

ونبهت الصحيفة أن تولي "د" لمنصب نائب رئيس الجهاز مدة عامين، أتاح له "إجازة دورة مكثفة جدا في ما يتضمنه المنصب"، موضحة أن الرئيس الجديد "يقف أمام عدة تحديات أساسية، أولها مواصلة الحرب ضد العدو المركزي إيران وفروعه، علما أن الموساد في أيام الرئيس الأمريكي جو بايدن سيحصل على يد حرة أقل بكثير من الإدارة الأمريكية الحالية".

والتحدي الثاني؛ هو "الحفاظ على منظومة علاقات الموساد في الشرق الأوسط، والتي قبعت في أساس القدرة على التوقيع على سلسلة اتفاقات التطبيع، وهذا التوقيع أمر واحد، وأما الحفاظ على العلاقات وتطويرها فشيء آخر"، مؤكدة أن "هذه العلاقات هشة، ويمكن أن توجد في خطر عميق بسبب انفجار عنيف مع الفلسطينيين".

والثالث بحسب "يديعوت" فهو "مواصلة بناء القوة، وإيجاد حل للأقسام التي كانت في الماضي في مقدمة فعل الموساد، ولأسباب مختلفة تضررت قوتها، ولا سيما قسم "قيساريا" للعمليات الخاصة".

وأفادت أن التحدي الرابع، هو "الدخول في حذاء كوهين الكبير، الذي لا تزال أمامه نحو نصف سنة في المنصب، وبالتأكيد يسره أيضا هذا التعيين الذي هو توصيته، وكذا ليتأكد من أن الرئيس التالي سيكون رئيسا من داخل الموساد وليس جنرالا ينزل بالمظلة من الخارج، وكي لا يعلق في الجهاز، بعد أن سبق أن مددت ولايته بنصف سنة، وبالصدفة تكون هذه حكومة انتقالية".