أثار إبرام تركيا مع قطر اتفاقيات ضخمة، حفيظة المعارضة لا سيما حزب الشعب الجمهوري، الذي أطلق حملة "لقد بيعت تركيا لقطر".
ويعرف حزب الشعب الجمهوري، بمعارضته للحكومة التركية في الكثير من الاتفاقيات والمشاريع من ضمنها مشروع "قناة إسطنبول".
وفي لقاء تلفزيوني على قناة "خبر ترك" هاجم النائب في حزب الشعب الجمهوري ماهر بشارير الاتفاقيات، وقال، إن "الجيش التركي تم بيعه لقطر"، ما أثار حفيظة وغضب الضيوف الآخرين وسط مشادات كلامية في البرنامج.
وعلقت وزارة الدفاع التركية على تصريحات بشارير والذي أقر مرات عدة بإعجابه برئيس النظام السوري بشار الأسد، واصفة تصريحاته بأنها "إهانة للجيش التركي"، مشيرة إلى أنها بدأت إجراءاتها القانونية ضد النائب المعارض.
من جهته هاجم رئيس دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، النائب بشارير قائلا: "اللعنة على أولئك الذين يهينون جيشنا الشريف، قواتنا ليست تحت وصاية أحد، هو جيش كبير يساهم في تحويل بلدنا إلى قوة إقليمية فاعلة".
وكان من أبرز الاتفاقيات التي أثارت حفيظة المعارضة واتهمت فيها الحكومة التركية ببيع تركيا لقطر على حد وصفهم، ما تم التوقيع عليه بين هيئة قطر للاستثمارات وصندوق الأصول التركي لشراء 10 بالمئة من بورصة إسطنبول.
ويأتي اعتراض المعارضة التركية على بيع قطر حصة في بورصة إسطنبول، في الوقت الذي لم تعترض فيه على شراء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية نفس الحصة في بورصة إسطنبول عام 2009.
وأعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار بيع حصته في بورصة إسطنبول، بعد تعيين السلطات التركية هاكان أتيلا رئيسا للبورصة، وهو الذي اعتقلته واشنطن، ما اعتبرته السلطات التركية حينها قرارا سياسيا.
أردوغان يعلق.. قطر بالمرتبة الـ17 باستثماراتها بتركيا
وفي تعليقه على الهجمة التي أطلقها حزب الشعب الجمهوري على الاتفاقيات مع قطر، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالقول: "هل يعلم السيد كمال كليتشدار أوغلو، بأنه بعد الاتفاق مع قطر أصبحت حصة صندوق الأصول التركي في بورصة إسطنبول 80.6 بالمئة؟".
وأضاف، أن "الهيئة القطرية ذاتها، تمتلك 10.3 بالمئة من بورصة لندن والتي تعد واحدة من أكبر البورصات في العالم، كما أن لديها استثمارات تزيد عن 400 مليار دولار في أكثر من 40 دولة بما في ذلك ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة، وبسبب هذه الاستثمارات لم يقل أحد بالعالم بأن قطر استولت علينا، بل على العكس كانوا راضين عن ذلك".
وأشار الرئيس التركي، إلى أن حكومته تطمح لجذب المستثمرين المحليين والدوليين إلى تركيا من خلال إجراء الإصلاحات الاقتصادية والقانونية اللازمة.
ولفت أردوغان إلى أن هولندا تأتي بالمرتبة الأولى بين الدول التي لديها استثمارات مباشرة في تركيا، وتليها الولايات المتحدة.
وأوضح الرئيس التركي في رده على حملة حزب الشعب الجمهوري، بأن قطر تأتي في المرتبة الـ17 من حيث الاستثمارات في تركيا.
وتابع: "يخرج علينا حزب الشعب الجمهوري وبعض وسائل الإعلام ليتحدثوا عن شراكة هيئة قطر للاستثمار في بورصة إسطنبول، مع العلم بأن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية من عام 2015 إلى 2019 كان لديه الحصة ذاتها في بورصة إسطنبول".
وأشار إلى أن لبورصة نازداك الأمريكية شراكة مع بورصة إسطنبول بنسبة 7 بالمئة حتى عام 2018، متسائلا: "لماذا لم تقولوا في حينها إن تركيا أصبحت مباعة لأمريكا وأوروبا؟".
وأضاف أن هذا النوع من الاستثمارات مؤشر على الثقة بتركيا واقتصادها، متسائلا: "لماذا أنتم منزعجون من ذلك؟".
المعارضة للمعارضة فقط.. الاتفاقيات مع قطر ستدفق مليارات الدولارات
وفي هذا السياق، قال الكاتب التركي، مليح ألتينوك، في تقرير على صحيفة "صباح"، بأن المعارضة لا تفعل سوى المعارضة على أي قرارات حكومية.
وتطرق الكاتب التركي، إلى الاتفاقيات التركية القطرية، مشيرا إلى أنها ستساهم بتدفق مليارات الدولارات من قطر إلى تركيا.
وأضاف أنه لسنوات عدة، انتقدت المعارضة الحكومة بسبب السياسة الاقتصادية، معللين بأن رأس المال الأجنبي لا يتدفق لتركيا، ويهرب، ولكن هذه المرة ينتقدون الاتفاقيات ويقولون: "لقد باعت الحكومة البلاد".
ولفت إلى أن الشركات القطرية لديها استثماراتها ليس في تركيا فقط، بل أيضا في ألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.
ورأى الكاتب أن المشكلة لا تكمن بقطر، بل بالمعارضة التي تقف مع أي نوع من القيود التي قد تؤثر على الاقتصاد التركي، بهدف جمع الأصوات بالانتخابات المقبلة، ومحاولة تخريب الاتفاقيات والإصلاحات التي ستمنح المستثمرين الأجانب والأسواق بتحسين الاقتصاد التركي في ظل الوباء.
عداء غير مبرر لقطر
من جهته قال الكاتب التركي فاتح سيلك، في مقال على صحيفة "Türkiye Gazetesi"، إن المعارضة لا سيما زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، أبدوا عداء غير مبرر لقطر بسبب الاتفاقيات.
وأضاف أن القطريين يمتلكون حصة 10.3 بالمئة من بورصة لندن "LSE" والتي تعد رقم واحد في أوروبا، كما أن بورصة لندن وبورصة إيطاليا قامتا ببيع حصص لها ليورو نيكست بباريس، والتي لديها حصص أيضا في أوسلو وأمستردام وبروكسل ودبلن ولشبونة، فيما سعت بورصة لندن للاندماج مع بورصة فرانكفورت.
وعدد الكاتب التركي، مواقف قطر تجاه تركيا، لافتا إلى أن الدوحة كانت أول داعم لأنقرة بعد محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو 2016، وأول من أبدت الدعم للعمليات التركية في سوريا، وساهمت في منع الانهيار بالاقتصاد التركي نتيجة تعرضه للضغوط والابتزاز، وذلك من خلال اتفاق مبادلة العملات بين البلدين بـ"15 مليار دولار".
وتابع بأنه بينما قاطعت السعودية المنتجات التركية، أطلقت قطر حملة لشراء المنتجات التركية، ووضعت علامة الهلال والنجمة في محلاتها التجارية للدلالة على المنتجات التركية.
وأضاف: "بينما هاجم رئيس قبرص التركية السابق مصطفى أكينجي الجنود الأتراك في الجزيرة ووصفهم بالغزاة، احتضنت قطر القوات وسمحت بإنشاء قاعدتين عسكريتين على أراضيها".
يشار إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو، اعترض أكثر من مرة على إرسال قوات تركية إلى قطر، وشراء الدوحة لحصة في شركة "BMC" للصناعات العسكرية في ولاية سكاريا التركية.
ونوه الكاتب التركي، إلى أنه مع دخول أعضاء جامعة الدول العربية في السباق لإدانة تركيا بسبب ليبيا، كانت قطر الدولة الوحيدة التي رفضت الإدانة.
لقطر استثمارات ضخمة في أغنى دول العالم
من جهتها قالت الكاتبة التركية حليمة كوكجي، في مقال على صحيفة "ستار"، إن للقطريين استثمارات ضخمة للغاية في أغنى دول العالم، لا سيما في بريطانيا والولايات المتحدة، واعتمدت على استراتيجيتها الاستثمارية للحد من الاعتماد على الغاز الطبيعي والنفط في مصادر الاقتصاد.
ولفتت إلى أن تركيا التي تعاني من ضغوط وانكماش اقتصادي بسبب وباء كورونا، بحاجة إلى المستثمرين الأجانب، متسائلة: "ألم يكن هذا المقترح على لسان المعارضة التركية ذاتها؟".
وأضافت أنه في الوقت الذي تنتظر فيه تركيا فتح أبوابها أمام عشرات الدول على صعيد الاستثمار، تحاول المعارضة التحريض على قطر من خلال الأكاذيب والتلاعب، بأن البلاد قد بيعت لها.
وأوضحت أن لقطر استثمارات تزيد عن 400 مليار دولار في أكثر من 40 دولة، وعلى سبيل المثال لديها استثمارات مع فلوكس فاجن للسيارات، وحصة أسهم في "دويتشه بنك"، وشركة سيمنز الألمانية، ومطار هيثرو الدولي البريطاني، واستثمارات مع الخطوط الجوية البريطانية، وبورصة لندن، ولديها حصصها الكبيرة في روسنفت الروسية للنفط، ومطار سان بطرسبرغ، كما أنها مالكة أو مساهمة في العديد من العلامات التجارية العالمية الهامة، أو المؤسسات ذات الأصول الألمانية والبريطانية والروسية.
وأكدت الكاتبة التركية، أن قطر لديها استثماراتها في تركيا دون أي شرط، مستهجنة موقف المعارضة لا سيما حزب الشعب الجمهوري، والتي تسعى للإطاحة بالسلطة بالبلاد من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وغيرها.
تركيا تعود للحظر الجزئي بعد ارتفاع في حالات كورونا
أوروبا تنتقد زيارة أردوغان لمنطقة مرعش بقبرص.. أنقرة ترد
أردوغان يعلن إطلاق حملة إصلاحات جديدة في تركيا