قال معارض سعودي لـ"عربي21"، إن حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بإسطنبول، ليست الأولى، وأن النظام لا يمكنه التخلي عن نهج "الإجرام" والاستبداد.
وفي تصريحات خصّ بها "عربي21"، تساءل أمين عام "حزب الأمة الإسلامي" المعارض، عبد الله بن سالم السالم "كم خاشقجي قتلت السلطات السعودية؟".
وأوضح السالم أن أي صوت يدعو إلى الإصلاح، أو إزالة النظام الحاكم، يكون عرضة للملاحقة والاغتيال، كما حصل مع خاشقجي الذي استدرج إلى قنصلية بلده في إسطنبول ليتم قتله وتقطيع جثته.
محمد آل مفرح
نهاية العام 2014، أعلن "حزب الأمة الإسلامي" عن وفاة أحد مؤسسيه، الشيخ محمد آل مفرح، في ظروف غامضة بإسطنبول، بعد قضائه أياما بالمشفى.
كان آل مفرح أعلن قبل ذلك بشهور عن تعرضه لمحاولة اغتيال، واختطاف، متهما السلطات السعودية بالوقوف خلف ذلك.
أمين عام "حزب الأمة الإسلامي"، الدكتور عبد الله السالم، قال لـ"عربي21"، إن البعثات الدبلوماسية السعودية أصبحت اليوم محط أنظار العالم، لما يحدث فيها من انتهاكات وجرائم خطيرة تتم بغطاء الحصانة الدبلوماسية، وهو ما يتنافى مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961.
وتابع أنه الشيخ محمد بن سعد المفرحـ توفي في السابع عشر من كانون أول/ ديسمبر 2014 بعد إدخاله مستشفى نايتنجيل باسطنبول، إثر أعراض غامضة تعرض لها بعد لقائه بمسؤولين سعوديين في الثاني من الشهر نفسه.
اللافت بحسب رواية السالم، هو أن اللقاء عقد بترتيب مع شخصيات كويتية معارضة موجودة بإسطنبول حينها، مضيفا: "بعد إعلان الوفاة وفي اليومنفسه ، قام اثنان من المعارضين الكويتيين باقتحام منزل الشهيد محمد المفرح وسرقة كل متعلقاته من أوراق ثبوتية ومستندات تخص أوقاف حزب الأمة الإسلامي بإسطنبول".
وأضاف:" اتضح لاحقا وجود علاقة قوية بين النظام السعودي والمعارضة الكويتية الموجودة في إسطنبول"، بحسب قوله.
وذكر أن إدارة المستشفى رفضت منحهم تقريرا عن سبب وفاة المفرح، الذي اعتقلت السلطات السعودية نجله الأكبر عبد الله بعد وفاة والده، ولا يزال في السجن حتى الآن، بحسب السالم.
اقرأ أيضا: تعرض لأول مرة.. آثار دماء خاشقجي داخل القنصلية (شاهد)
حزب التجمع الوطني
في
سياق آخر، قال السالم لـ"عربي21" إن "حزب الأمة الإسلامي" ينظر بحيادية تامة للحزب الجديد، الذي أعلن عنه مؤخرا من قبل شخصيات بارزة معارضة.
وقال السالم إنه كأمين عام لحزب الأمة الإسلامي الذي تأسس في 2011، وهو من أقدم الأحزاب المعارضة، يعتقد بضرورة وجود كيانات سياسية، وأحزاب وتجمعات، نظرا لكون ساحة المعارضة السعودية كبيرة جدا.
ونوّه السالم إلى "ضرورة أن تكون هذه الكيانات مستقلة استقلالا تاما، عن كل نفوذ خارجي، وأن تكون ذاتية التمويل، ولا تنجرف كما انجرف الآخرون خلف أموال الدعم الموجه".
وتابع: "موقف حزب الأمة الإسلامي هو الحياد الإيجابي
تجاه كل كيان سياسي معارض ونقف من الجميع مسافة واحدة".
ونوه السالم إلى ضرورة أن تكون كافة النشاطات التي تعنى بالمعارضة، مستقلة وذاتية التمويل، مضيفا أن "حزب الأمة الإسلامي لا يرحب بأي نشاط له امتداد أو تمويل خارجي".
وبالنسبة لاتحاد "قوى المعارضة في جزيرة
العرب" الذي يترأسه المعارض البارز محمد المسعري، وانضم إليه "حزب الأمة الإسلامي"، ويشغل السالم منصب أمينه العام، قال الأخير؛ إن هذا التجمع هدفه الدعوة لإزالة النظام السعودي بموجب وثيقة الاتحاد
المعلنة في وقتها بين الأعضاء.
وتابع: "أعضاء اتحاد تنظيمات سياسية ذات طابع سلمي منها
المعلن ومنها غير المعلن تتفق في الخطوط العريضة الرامية لإسقاط النظام. كافة
التنظيمات الأعضاء تعمل على الأرض ولها تواجد فعلي ونشاطات سلمية في الداخل".
يشار إلى أن السلطات السعودي اعتقلت مؤسسي حزب الأمة الإسلامي، وفي مقدمتهم عبد العزيز الوهيبي، وأحمد الغامدي، في العام 2011، وأشيع أنه أطلق سراحهما بعد سنوات شريطة أن يتوقف نشاطهما الإعلامي بشكل تام.
منظمة "داون" تطالب بالكشف عن مكان رفات "خاشقجي"
تعرض لأول مرة.. آثار دماء خاشقجي داخل القنصلية (شاهد)
العودة والرشيد بذكرى خاشقجي: حان وقت التغيير الديمقراطي