سلطت
صحف عبرية الضوء على حالة الجدل السائدة بشأن بيع الولايات المتحدة الأمريكية
طائرات "أف-35" المقاتلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي جاءت ضمن بنود
اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه
الدبلوماسي الإسرائيلي القنصل السابق في نيويورك ألون بنكاس، أن ناحوم برنياع،
الذي كشف النقاب عن الصفقة في الصحيفة، "كان محقا في المعلومات منذ البداية،
والدليل على مصداقية القصة جاءت من مصادر أمريكية وإماراتية".
وأفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "اختار ألا يمنع صفقة
سلاح مع الإمارات، تضمنت ضمن أمور أخرى طائرات "أف-35" الأمريكية".
وبحسب "يديعوت" فإن صفقات السلاح هي "جزء لا يتجزأ من كل اتفاق
سياسي في الشرق الأوسط، تكون فيه الولايات المتحدة هي الوسيطة أو المنفذة، وهذا
معروف لكل من يعنى بالسياسة الأمريكية في المنطقة، ولكل من هو خبير في صفقات
السلاح الأمريكية والعلاقات المتبادلة بين الإدارة وشركات الدفاع والسلاح الأخرى،
وهذا الأمر واضح لنتنياهو أيضا".
وتساءلت الصحيفة عن نفي نتنياهو لمثل هذه الصفقة في البداية، ثم تعهده بالعمل بجدية لإيقافها لدى الكونغرس.
وطرحت مزيدا من التساؤل: "أنت (نتنياهو) ستعارض صفقة سلاح بأكثر من عشرة مليارات دولار
تشارك فيها كبرى شركات السلاح؟ صفقة تدفع باتجاهها إدارة ترامب؟ أنت ستعارض في
الكونغرس حين يكون مجلس النواب تحت سيطرة ديمقراطية؟ متى بالضبط ستعارض؟ قبل أم بعد الانتخابات في الولايات المتحدة؟".
وذكرت
أنه "كانت هناك أمام نتنياهو إمكانية أخرى لأن يقول الحقيقة، ويوضح للجمهور
الإسرائيلي، أن هذا اتفاق تاريخي هام، وأنه يرى في الإمارات حليفا استراتيجيا في
المنطقة، وهذا اتفاق مركب وبه ثلاثة منافع، بودي أن أشرككم فيها"..
اقرأ أيضا: وزير الاستخبارات الإسرائيلي يؤكد: لا طائرات F-35 للإمارات
الأولى،
أن "للصفقة ثمنا، ففي نية الولايات المتحدة أن تبيع الإمارات طائرات
"أف-35"، وهي مقاتلة متطورة وخطيرة وذات قدرات هائلة، ولكن هناك منفعة سياسية وأمنية، والصفقة جيدة لإسرائيل".
وأما
المنفعة الثانية، فهي أنه "عندما تكون في يد الإمارات منظومات السلاح كهذه، فهي لا
تشكل تهديدا مباشرا على إسرائيل، ولا تغير الميزان العسكري في الشرق الأوسط، لأن
واشنطن أعطتنا ضمانات وكفالات، بأن يبقى التفوق النوعي العسكري-التكنولوجي
لإسرائيل، وذلك من خلال منظومات سلاح لا توجد عندنا الآن، وسنحصل عليها في
المستقبل".
والثالثة، أن "هذه الطائرات تضفي مزيدا من الردع لإيران، وهذا هو
التهديد المركزي لإسرائيل".
وأفادت بأنه "عندما لا يشرك نتنياهو وزير الأمن بيني غانتس ووزير الخارجية أشكنازي،
في الإعداد للاتفاق، ولا يتم إبلاغهم بتفاصيل الصفقة الأمريكية-الإماراتية، ويروي
لهم أنه لن يكون شيئا، فإنه لا يبقى لنتنياهو بديل غير نفي كل
شيء".
وتساءلت
الصحيفة التي أكدت في تقرير سابق أن واشنطن ستزود أبوظبي بطائرات "أف-35":
"ما الصعب في أن تقال الحقيقة باستقامة؟"، معتبرة أن "تزويد واشنطن للإمارات بالطائرات المذكورة، ليس نهاية العالم؟".
يشار
إلى أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، أكد أنه من غير الممكن الموافقة
على شراء الإمارات طائرات "أف-35" الأمريكية.
وفي
ذات الموضوع، أكدت "هآرتس" في مقال للمور التشولر، بعنوان: "بيع أف-35 للإمارات مصلحة إسرائيلية"، أن اتفاق التطبيع مع الإمارات،
يمنح إسرائيل موقعا متقدما أمام شواطئ إيران".
وقالت:
"للمرة الأولى تكون إسرائيل غير قلقة من صد التمدد الإيراني في سوريا ولبنان وقطاع
غزة، بل تقوم بتشكيل ساحة الصراع لصالحها، ونحن نقترب من نقطة ضعف الإيرانيين،
بدلا من الاكتفاء بصد قوتهم على حدودنا، لذلك فإن بيع طائرات قتالية متقدمة من نوع
"أف-35" لأبوظبي، هو مصلحة إسرائيلية، بفضلها يتم توسيع العلاقات مع
سلاح جو صديق يمكنه أن يكتسب خبرة في تشغيل الطائرة القتالية المتقدمة، وأن يمنح
طائرات الشعوب الصديقة بنية تحتية مناسبة وقريبة من شواطئ إيران".
ونبهت
الصحيفة، إلى أنه "ليس من باب الصدفة، أنه تم عام 2019، تدريب طيارين إسرائيليين
في اليونان مع طيارين من الإمارات، وليس صدفة أن رئيس قسم التدريب في سلاح الجو،
العقيد آساف تسلئيل، أشار إلى أن سلاح الجو الاسرائيلي لا يعارض
البيع".
وأضافت:
"بكلمات بسيطة، أداء الطائرات القتالية لا يعتمد فقط على نوع الطائرة، بل على
نوعية الطيار، وإسرائيل حظيت بطيارين متميزين، يقلدون معارك جوية ضد طائرات "أف-35"، وهم مستعدون لمحاربتها عند صدور الأوامر"، موضحة أن الجيش
الإسرائيلي "يدرك الأفضلية في توسيع فضاء نشاط إسرائيل الجوي، وهو مستعد لأخذ
مخاطرة محسوبة، من أن تكنولوجيا متقدمة لطائرات "أف-35" ستقع في أيدي
نظام معاد".
وفي
الفترة القريبة، فإن "سقوط تكنولوجيا كهذه في أيدي قوات معادية يمكن أن يحدث، في
حال قامت إيران باجتياز خليج سلطنة عمان وغزت الإمارات، ولكن من الصعب الافتراض أن إيران ستخاطر مثل العراق حينما غزا الكويت، وتكفي صرخات الإحباط التي تتصاعد
من طهران كي توضح أن الإيرانيين يعرفون جيدا أن إسرائيل تكتسب موطئ قدم في
الخليج، في حين أنه تم دفعهم إلى الزاوية في بيتهم".