زعم مستشرق إسرائيلي أن "السعودية تسعى لما وصفه "تجنيد" النبي محمد في الإشارة للمسلمين بأن الاتصال باليهود ليس أمرا سيئا، من خلال تسويق خبراء ورجال دين من الرياض للرسالة الواحدة تلو الأخرى، ومفادها أن النبي محمد كان طيبا مع اليهود".
وأضاف
جاكي خوجي، محرر الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، بمقاله بصحيفة "معاريف"،
ترجمته "عربي21"، أن "الأخبار التي
صدرت عن جامعة تل أبيب كانت مفاجئة، حيث نشر باحث سعودي يدعى محمد الغلبان مقالا في مجلة "تواصل" الصادرة الجامعة، واعتبرت الجامعة أن هذا البحث شهادة
خاصة يتجاوز نشرها مجلة أكاديمية، وتكشف عن استمرار الاتصالات بين الأكاديميين
الإسرائيليين ونظرائهم في الدول العربية".
وأشار إلى أن "الباحث السعودي توجه إلى الإسرائيليين، زاعما أن الصورة السلبية للنبي محمد
في أعين الغرب تم تحريفها وتشويهها عبر الأجيال، وبالتالي آن أوان إصلاحها من خلال
هذه الدراسة التي ركزت على وصف العلاقات بين محمد واليهود في شبه الجزيرة العربية، والمراسلات التي أجراها معهم خلال القرن السابع الميلادي، وبالتالي فإن الدراسة
تسعى للقول إن التحالف مع اليهود ليس مسموحا فحسب، بل واجبا".
واعتبر
الكاتب أن "الدراسة السعودية المنشورة في جامعة تل أبيب بمثابة رسالة تأسيسية
ذات أهمية عملية حتى يومنا هذا، مع العلم أن الإسرائيليين والسعوديين، من ممثلي
المجتمع المدني، يميلون للتحدث مع بعضهم البعض في مجالين بشكل رئيسي، على وسائل
التواصل الاجتماعي والصحافة التي تستضيف من وقت لآخر سعوديين يدعمون العلاقات مع
إسرائيل".
وأوضح أنه "قبل نحو شهرين، نشر عالم الثقافة السعودي عبد الرزاق القوسي مقالا على صفحات صحيفة معاريف برأيه القوي في النضال الوطني الفلسطيني، لكن نشر البحث السعودي في مجلة تابعة لجامعة إسرائيلية يعتبر رفعا في مستوى التواصل، ومفادها أن الكتابة لصالح المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية ليس عملا ممنوعا، بزعم أن الإنجاز والحوار بين الأكاديميين أحد أركان ثقافة السلام".
ولفت خوجي الأنظار إلى أن "عدد العروض التي يقيمها الإسرائيليون مع جيرانهم في القاهرة
وعمان قليل جدا، سواء على صعيد العلاقات السياحية، المسابقات الرياضية، الأنشطة
التجارية، الاتصال المتبادل بين الكتاب والناشرين، العلاقات السينمائية، والاتصالات
المباشرة بين العلماء والأكاديميين، والحوار بين الأفراد على الشبكات الاجتماعية".
وزعم
أن "إسرائيل في عام 2020 بات لديها نوعان من السلام مع العرب: تعاقدي وغير
تعاقدي، الأول اتفاق صارم تم توقيعه بين الحكومات، مثل مصر والأردن، عملت الحكومات
على تحقيقه، وأخذت ثمارها منه، لكن مصر ترفض السلام الدافئ بقرار استراتيجي،
والأردن يفعله بالإكراه، لكنه في النهاية سلام يحفظ الأمن معهما".
وأضاف
أن "النوع الثاني من السلام هو غير التعاقدي، المفتقر لقواعد صارمة، لكنه
دافئ وطبيعي، ويجد تعبيراته في السياحة إلى المغرب، العلاقات التجارية مع الإمارات
العربية المتحدة، اتصالات وثيقة على الشبكات الاجتماعية بين الإسرائيليين والعراقيين،
اتصالات بين الكتاب العرب والناشرين الإسرائيليين، وبين صانعي الأفلام من العديد
من الدول العربية لمهرجانات الأفلام في القدس وحيفا وتل أبيب".
وأشار إلى أن "هذا السلام غير التعاقدي قد ينضج في يوم من الأيام إلى مستوى اتفاقات سلام
بين إسرائيل والدول المجاورة الأخرى، وحتى ذلك الحين لا تتدخل الحكومات لدى زيارة
البحرين أو أبو ظبي، وليست هناك حاجة لسفارة إسرائيلية، ولا حتى شركة طيران مباشرة،
نحتاج فقط السماح لهم بالدخول، صحيح أن المقاطعة العربية ستستمر لإسرائيل، لكن
قطار الاتصالات بين الإسرائيليين والعرب سوف يواصل التحرك".
وختم
بالقول إن "القضية الفلسطينية ستبقى ملحة في الأجندة الإسرائيلية، لكن الحياة
في عالم شبكات التواصل الاجتماعي تعني أن قوة المقاطعة السياسية لإسرائيل أقل
فعالية، والنتيجة أن الأكاديمي الغبان نشر بحثه في مجلة جامعة تل أبيب عن حكومته
السعودية، وبالنسبة له ولمبعوثيه، فإن دراسته هذه مهمة وطنية".