كشف رئيس "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية"، المحامي السوري البارز أنور البني، عن محاولات من جانب النظام السوري للتشويش على قضية ضابط الاستخبارات السابق أنور رسلان، الذي يخضع للمحاكمة في مدينة كوبلنز الألمانية، بتهم تتعلق بالمشاركة في عمليات التعذيب للمعتقلين في السجون والمعتقلات السورية.
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، أوضح أن النظام يقوم بمحاولات تشويه إفادات الشهود في القضية للتشكيك، إلى جانب الضغط على آخرين وتخويفهم، لمنعهم من الإدلاء بشهاداتهم، وذلك لتمييع القضية، وإنكار وقائع التعذيب في سجونه.
وأشار البني إلى تشكيك المتهم رسلان بشهادات الشهود، لنفي حقيقة الفظائع المرتكبة بسجون النظام، ونفي صفة المنهجية عنها، واعتبارها حالات فردية، وتمارس على نطاق ضيق.
كما أشار الحقوقي، إلى تشويش عدد من السوريين على شهادة المخرج السوري فراس فياض، الذي تعرض لانتهاك جنسي (اغتصاب) أثناء فترة اعتقاله في سجون النظام، وقال البني: "كل من شكك بشهادة فياض، وغيره، هو تابع للنظام السوري، سواء بقصد أو لا".
وكانت وسائل إعلام ألمانية، قد نشرت في وقت سابق شهادة المخرج السوري فراس فياض، وجاء فيها أنه اعتقل لمرتين، كانت الثانية في المطار عندما كان يحاول الذهاب إلى دبي، لمكان آمن له وللمواد التي صورها، فتم نقله لفرع الخطيب، حيث تعرض للضرب بمجرد وصوله إلى هناك، وسمع صرخات باقي المعتقلين غير الاعتيادية، مؤكدا أنه تعرض لشتى أنواع التعذيب، ومنها انتهاكات جنسية.
اقرأ أيضا: ألمانيا تبدأ محاكمة عنصرين سابقين بمخابرات الأسد
وتابع البني، أن النظام يحاول إرهاب الشهود، متهما إياه بشن حملات ممنهجة لتشويه سمعة كل شاهد يدلي بشهادته أمام المحكمة الألمانية.
من جانبه، اعتبر المحامي والناشط في قضايا حقوق الإنسان، ميشال شماس، أنه "ليس من المستغرب أن يشوش نظام الأسد على المحاكمات، حيث يسعى إلى ضرب مصداقية المدعين والشهود من خلال التشكيك والطعن بها، لأن النظام يرى في هذه المحاكمات خطرا كبيرا عليه".
وأوضح لـ"عربي21"، أن المحاكمات الجارية الآن في ألمانيا، تشكل سابقة تاريخية في الكشف للعالم وبالأدلة عن كيفية عمل الأجهزة الأمنية، وكيفية ممارسة التعذيب في مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية.
وحسب شماس، وهو عضو في "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية"، فإن من المؤسف أن يقوم بعض المحسوبين على المعارضة بالطعن ببعض إفادات الشهود، وخاصة شهادة المخرج فراس فياض كالقول إنه لم يكن تعذيب بالاغتصاب في عامي 2011 و2013".
غير أن ما سبق لا يعني أن مساعي النظام بالطعن بالمحاكمة ستكلل بالنجاح، وفق شماس، الذي قال: "في قضية رسلان الأدلة مؤكدة وحجم الشهادات كبير، أما بخصوص الأسد فجرائمه لن يتم تغطيتها مهما حاول هو والروس".
وفي نيسان/ أبريل الماضي، بدأت السلطات الألمانية بمحاكمة الضابط السابق أنور رسلان (57 عاما)، بعد اتهامه بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصا، وعن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف آخرين من نيسان/ أبريل 2011 إلى أيلول/ سبتمبر 2012، في فرع الخطيب الأمني، الذي كان يديره في دمشق.
وانشق رسلان عن جيش النظام السوري، في عام 2012 قبل أن يصل إلى ألمانيا في 26 تموز/يوليو 2014، وفي دفاعه أمام المحكمة الألمانية، نفى التهم الموجهة إليه، وكذلك نفى أن يكون هناك تعذيب في سجون النظام السوري.