قال ضابط إسرائيلي سابق في الاستخبارات العسكرية إن "إسرائيل تتابع التهديدات القادمة من اليمن باتجاهها، خاصة بعد أن حذر رئيس استخبارات المتمردين الحوثيين في اليمن أن حركته لديها بنك أهداف في إسرائيل، فيما سلمت إيران صواريخ دقيقة إليهم، وقد تستخدمهم ردا على الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووية، ما يدفع للتساؤل: هل تستعد إيران لرد عسكري ضد إسرائيل بعد الانفجارات التي وقعت فيها".
وأضاف
يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في مقاله على موقع "نيوز ون"،
ترجمته "عربي21"، أن "التصعيد
اللفظي لإيران والتنظيمات التابعة لها في الأيام الأخيرة زاد بعد توقيع اتفاق عسكري
مع سوريا، بموجبه سيتم تحديث نظام الدفاع الجوي السوري بنظام صاروخ إيراني حديث
الصنع".
وأوضح
أن "إسرائيل تتابع بصورة حثيثة ما يقوم به الحوثيون في اليمن، الموالون
لإيران، بزيادة هجماتهم على السعودية، باستخدام نفس طريقة الهجوم التي زعموا أنها
نفذتها على منشآت أرامكو النفطية في أيلول/ سبتمبر، رغم أن معلومات المخابرات الأمريكية
والإسرائيلية تفيد بأن الهجوم نفذه الذراع الجوي للحرس الثوري من الأراضي
الإيرانية".
وأشار إلى أن "الجديد يتمثل بإطلاق الحوثيين تهديداتهم ضد إسرائيل، ومزاعمهم في بيان
غير معتاد، ولأول مرة، أن لديهم بنكا مستهدفا يضم تل أبيب، كما أعلن لسان عبد
الله يحيى الحكم، قائد شعبة المخابرات الحوثية، مع أن حقيقة قيام الحوثيين بتأسيس
بنك مستهدف في إسرائيل يجب أن تكون خطوة مقلقة للغاية، فإسرائيل ليس لديها صراع
معهم، لكن من الواضح أنهم تابعون لإيران يخططون لشنهم ضد إسرائيل في الوقت المناسب
لذلك".
وأكد
أن "الحوثيين يربطون إسرائيل بالسعودية والإمارات، لأن لديهم تطبيعا
وتعاونا أمنيا، وجميع الدول الثلاث حليفة للولايات المتحدة، بالتزامن مع التقديرات
الإسرائيلية بأن إيران تخطط لشن هجوم على إسرائيل من عدة جبهات، وهي لا تخفي
نواياها لمهاجمة إسرائيل من عدة جبهات بالصواريخ، والصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار باستخدام صواريخها من سوريا والعراق وحزب الله من لبنان وقطاع غزة والحوثيين
من اليمن".
وأضاف
أن "هناك بالفعل محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل من سوريا، لكن تم إحباطها
من الجيش الإسرائيلي، مع أن أول تهديد بمهاجمة إسرائيل من اليمن عبر عنه زعيم
جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي في تشرين الثاني/ نوفمبر، ورفض تصريحات رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بأن إيران بدأت بتسليم صواريخ دقيقة إلى اليمن، وأن إيران تهدف للحصول على
سلاح دقيق يصيب أي هدف في الشرق الأوسط بدقة 5-10 أمتار".
وأشار إلى أن "الإيرانيين يهدفون لتطوير تلك الصواريخ، قدموها بالفعل إلى اليمن من أجل
ضرب إسرائيل من هناك، وقال مسؤولون كبار في تل أبيب إن لديهم معلومات استخباراتية
دقيقة عن جميع استعدادات إيران لمثل هذا الهجوم من جميع القطاعات، بما في ذلك
اليمن، لأنها اليوم تنشغل بتخطيط ردها العسكري على الانفجارات التي وقعت في منشآت
نطنز وباركين".
وأضاف أن "الأمن في إسرائيل لا يستبعد ردا عسكريا إيرانيا من اليمن، رغم أن مصادر
المخابرات الإسرائيلية تقدر أن هجوما إيرانيا على إسرائيل قد يأتي من سوريا أو
العراق باستخدام الميليشيات الموالية لإيران أو فيلق القدس للحرس الثوري، لكن
الأراضي اليمنية يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لمهاجمة أهداف إسرائيلية، فأقرب مدينة
إسرائيلية إلى اليمن هي إيلات، لكن المسافة كبيرة دًا، حتى بالنسبة لصواريخ كروز
الإيرانية".
وختم بالقول إنه "يمكن للإيرانيين تزويد
الحوثيين بصواريخ باليستية بعيدة المدى، أو مساعدتهم على تطوير هذه الصواريخ
بأنفسهم، ما يتوجب على الاستخبارات الإسرائيلية مراقبة الإجراءات الأمنية في
اليمن عن كثب، واتخاذ خطوات لتأمين السفن الإسرائيلية التي تبحر في باب المندب،
حيث يشكل تهديد الحوثيين خطرا ، ولا يمكن تصور محاولة الإيرانيين استخدامهم لإلحاق
الأذى بإسرائيل أثناء استخدامهم ضد الأهداف السعودية".