أبدت مصادر سورية معارضة مخاوف من تداعيات خطيرة محتملة لتطبيق الآلية الجديدة التي اعتمدتها الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، القاضية بحصر إدخال المساعدات إلى الشمال السوري بمعبر واحد (باب الهوى)، بدلا من معبرين (باب الهوى، معبر السلامة).
وكانت الدول الغربية طالبت باستمرار نقل المساعدات عبر المعبرين الواقعين على الحدود بين سوريا وتركيا غير أن روسيا الحليف الرئيس لنظام بشار الأسد، وكذلك الصين، استخدمتا حق النقض (فيتو) يوم الجمعة لإسقاط محاولة أخيرة لإبقاء المعبرين مفتوحين، والإبقاء فقط على معبر "باب الهوى"، لمدة عام واحد.
التلويح بورقة "الإرهاب"
وقال مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد الحلاج، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن ما يثير المخاوف هو تأكيد روسيا على ضرورة إجراء مراجعة دورية لعملية إدخال المساعدات، وتقديم نتائج المراجعة كإحاطة في مجلس الأمن، ما يؤشر إلى مخططات روسية مقبلة.
وأوضح، أنه بحسب وجهة نظر روسيا، يخضع معبر باب الهوى من الجانب السوري لسيطرة "هيئة تحرير الشام" المصنفة على قوائم "الإرهاب"، ما يعطي روسيا الذريعة لوقف إدخال المساعدات، في الوقت الذي تريد، مدعية أن آلية دخول المساعدات تتم بالتنسيق مع أطراف "إرهابية".
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يعتمد قرارا لتمديد آلية المساعدات إلى سوريا
وتابع الحلاج، بأن تركيز روسيا وإصرارها على السماح بدخول المساعدات من معبر واحد، يؤشر إلى مخططات يعد لها لوقف التفويض الأممي لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري، وفق قوله.
ومتفقا مع الحلاج، وصف رئيس "الهيئة السياسية" في محافظة إدلب، عاطف زريق، في حديث لـ"عربي21"، القرار الأممي الذي يحدد آلية إدخال المساعدات بـ"المجحف".
وقال إن من الواضح أن روسيا ستحتج قريبا على سيطرة "تحرير الشام" على المعبر، وستحاول إغلاق المعبر، ما يجعل من الآلية الجديدة أداة بيد الروس لابتزاز المعارضة وتركيا أيضا.
وأشار زريق، إلى أن المطلوب زيادة عدد المعابر بدلاً من تقليصها، نظرا للحاجة الماسة إلى المساعدات في الشمال السوري، وخصوصا بعد تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا.
ولفت إلى أن إغلاق المعبر الوحيد المتبقي سيكون له تداعيات كارثية على الشمال السوري، وعلى سكان المخيمات الذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف.
تداعيات أخرى
من جانب آخر، لفت محمد الحلاج، إلى النقص المحتمل لكمية المساعدات الإنسانية، وتحديدا في أرياف حلب الشمالية والشرقية.
وقال إنه نتيجة للتدهور الاقتصادي فإن هناك عائلات بأكملها تعتمد على السلة الغذائية والمساعدات كسبيل وحيد للعيش، وهذا ما سيؤدي إلى زيادة الفقر والعوز في الشمال السوري.
اقرأ أيضا: من معبر واحد.. غوتيريش: هذا شريان حياة ملايين السوريين
وأجاز القرار الأممي الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا، وجرت الموافقة عليه السبت، من قبل 12 بلدا من أعضاء مجلس الأمن الدولي من أصل 15 بلدا، استخدام معبر "باب الهوى" على الحدود السورية – التركية فقط، لمدة عام واحد، لنقل المساعدات الإنسانية.
وامتنعت روسيا والصين حليفتا النظام السوري عن التصويت، وتسببت روسيا عبر استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن أواخر العام الماضي بتقليص عدد المعابر المخصصة لإيصال المساعدات إلى سوريا عبر الأراضي التركية، من أربعة معابر إلى اثنين، وهما "باب الهوى، وباب السلامة"، وجاء القرار الأخير ليقلص المعابر إلى معبر واحد (باب الهوى)، بضغط روسي.
لماذا تريد روسيا التحكم بالدعم الأممي للشمال السوري؟
هل بدأت قسد وقف نفوذ العمال الكردستاني بمناطقها بسوريا؟
السلفية الجهادية في الأردن.. ركود أم تحوّل؟