اتهمت مصادر فلسطينية حقوقية، النظام السوري بترهيب سكان مخيم اليرموك، من خلال الاعتقالات والمضايقات الأمنية، لمنعهم من التفكير بالعودة إلى المخيم مجددا.
جاء ذلك، على خلفية قيام مصادر محلية بالكشف عن حملة اعتقالات شنتها أجهزة النظام السوري الأمنية، خلال الأيام القليلة الماضية، استهدفت العشرات من الفلسطينيين من السكان السابقين لمخيم اليرموك جنوبي دمشق، حيث أوضحت شبكة "صوت العاصمة" أن أجهزة النظام اعتقلت عشرات الفلسطينيين، مؤكدة أن غالبيتهم من الذين قاموا بزيارات إلى مخيم اليرموك، لتفقد منازلهم.
ووضع عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، ماهر شاويش، في حديث خاص لـ"عربي21"، الاعتقالات هذه في إطار التضييق على سكان المخيم، وقال: "لا شك أن تزامن هذه الاعتقالات، مع وضع المخطط التنظيمي الجديد لمخيم اليرموك، يؤكد نوايا النظام في عدم مصداقيته بإعادة أبناء المخيم إليه، ويبرهن على أن التضييق على ساكنيه سيكون السياسة الممنهجة، تجاه من سيعود من العائلات، فضلا عن أن العودة تتم وفق فرز أمني يعيد فقط الشريحة الموالية للنظام أو المحسوبة على الجهات الفلسطينية المؤيدة للنظام السوري".
وأضاف أنه "مع كل يوم جديد، يؤكد النظام أن القضية الفلسطينية واهتمامه بها لم يكن سوى ورقة التوت التي يتغطى بها ليستر فساده وبطشه في ملفات داخلية متعلقة بحقوق وكرامة الإنسان السوري، وأن كل حراكه بهذا الصدد هو محض شعارات فارغة لم تقترب يوما من أهداف شعبنا الفلسطيني في التحرير والعودة".
من جانبه، أكد مدير تجمع "مصير" المحامي الفلسطيني، والكاتب أيمن أبو هاشم، أن الاعتقالات الأخيرة ليست الأولى، مشيرا في حديثه لـ"عربي21" إلى اعتقال أجهزة النظام السوري، قبل عام، 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10-12 عاما من المخيم، بذريعة الانتماء لتنظيم الدولة (أشبال الخلافة)، مصيرهم مجهول حتى الآن.
اقرأ أيضا: تداعيات خطيرة لخطة "إعادة تنظيم" مخيم اليرموك.. ما هي؟
وقال: "لا زالت حملات الاعتقالات متواصلة، والأخيرة منها كانت بتهمة زيارة المنازل المدمرة في المخيم".
وأوضح أبو هاشم، أن المخيم لم يعد صالحا للسكن نتيجة للقصف الذي تعرض له من روسيا والنظام، مشيرا إلى قيام عدد من العائلات النازحة بزيارة المنازل.
وحسب أبو هاشم فإن النظام من خلال الاعتقالات والتضييق، يريد إيصال رسالة للفلسطينيين، بأن العودة إلى المخيم باتت ممنوعة، على أمل دفعهم للهجرة إلى خارج البلاد.
التهم جاهزة!
وحول التهم التي وجهها النظام للمعتقلين، قال ماهر شاويش: "التهم لكل المعتقلين جاهزة، إما "محاربة الإرهاب"، أو الزعم بارتباط المعتقلين وذويهم بعلاقات مع المعارضة".
وتابع قائلا، إن هذه الاعتقالات هي سياسة قديمة جديدة وهي تثبت زيف وخداع النظام في ملف التسويات الذي انطلى على بعض أبناء شعبنا الفلسطيني في سوريا، وقد حذرنا مرارا من الركون لهذا النظام، فهو غالبا ما يتنصل من التزاماته.
وتساءل شاويش، عن الجهات التي تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني في الدفاع عنه، ومسؤوليتها تجاه ذلك، وقال: "لقد عجزت هذه الجهات عن إخراج معتقل واحد وفشلت في منع اعتقال أي فلسطيني سوري من قبل النظام".
وفي منتصف العام 2018، تمكنت قوات النظام من السيطرة على مخيم اليرموك، بعد معارك عنيفة مع "تنظيم الدولة"، انتهت باتفاق يقضي بخروج عناصر التنظيم إلى محافظة السويداء المجاورة، فيما جرى تشريد معظم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه.
ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، ويعد رمزا لـ"حق العودة"، غير أن تعرض بنيته للتدمير أدى إلى تهجير كافة أبنائه، باستثناء عدد محدود من عائلات المقاتلين من الموالين للنظام.
تداعيات خطيرة لخطة "إعادة تنظيم" مخيم اليرموك.. ما هي؟
صدام بين "تحرير الشام" وفصائل جهادية بإدلب.. تفاصيل
طعمة لـ"عربي21": تفعيل "قيصر" سيخنق نظام الأسد