نشر موقع "أويل برايس" تحليلا لجين أليك، قالت فيه إن تركيا حققت انتصارا جيوسياسيا، عندما دفعت حكومة الوفاق وبنجاح إلى انسحاب المقاتلين التابعين لحفتر عن العاصمة طرابلس بداية حزيران/يونيو إلا أن المعركة على ليبيا انتقلت الآن إلى مدينة سرت الإستراتيجية التي تعد البوابة إلى موانئ النفط.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه وبعدما أجبر حلفاء حفتر على التراجع، ستترك المرحلة القادمة آثارا جيوسياسية بعيدة المدى.
وقال التقرير إن الدبلوماسية حول ليبيا وصلت ذروتها الأسبوع الماضي من خلال وفد تركي كبير زار طرابلس وتباحث مع المسؤولين حول سبل التعاون.
فيما اتصلت موسكو بواشنطن للدخول إلى الحلبة نيابة عن حفتر، وهجوم فرنسي على تركيا المتهمة بالتدخل في مهمة الناتو لمنع وصول الأسلحة إلى ليبيا.
وفي يوم الأحد دخلت مصر إلى "الصحن" الليبي حيث حذر عبد الفتاح السيسي قوات حكومة الوفاق من الإقتراب من مدينة سرت وعندها ستجد مصر نفسها مجبرة على الرد.
ووصف السيسي المدينة بأنها "خط أحمر". وردت حكومة الوفاق على تهديد السيسي بأنه إعلان حرب واعتبرت أن الخطوط الحمر ليست موجودة داخل حدود البلاد.
وقال التقرير إن تركيا حثت المقاتلين الداعمين لحفتر على ترك سرت كشرط لوقف إطلاق النار. وهذه المدينة ليست مجرد معقل لحفتر ولكنها المفتاح للسيطرة على النفط.
وتعتبر سرت البوابة للمنشآت النفطية الضخمة في ليبيا ومن هنا تجمعت كل القوى الخارجية المشاركة في النزاع حولها.
اقرأ أيضا : السيسي يلوح بتدخل عسكري بليبيا.. ما احتمالات التنفيذ؟
ويسيطر حفتر على سرت منذ عام 2019 أما قاعدة الجفرة فهي تحت سيطرته منذ عام 2017. فمع انسحاب المقاتلين التابعين لحفتر من العاصمة كان هناك سيناريو يتخلى فيه حفتر عن سرت وتتفق فيه روسيا وتركيا على ترتيب الوضع في ليبيا لكن هذا لم يحدث، ذلك أن هناك نفطا كثيرا على المحك.
ويلفت التقرير إلى أن سحب المرتزقة الروس من حول العاصمة وإعادة نشرهم في الجفرة، كان رسالة لأنقرة وحكومة الوفاق أنه لن يسمح لهما باستعادتها.
وبالتأكيد فقد أجلت موسكو لقاء في 14 حزيران/يونيو مع المسؤولين الأتراك في إسطنبول بعد رفض مبادرة وقف إطلاق النار المصرية.
ثم جاءت تهديدات مصر بجعل سرت خطا أحمر. فهي المدخل للهلال النفطي ومن خلالها يمكن التحكم ببقية الموانئ الرئيسية مثل راس لانوف وسدرة والبريقة وزويتنة.
كما أن سرت هي الطريق إلى بنغازي. وبدخول روسيا ومصر على الخط فإن اسم اللعبة هو السيطرة على كل شيء من سرت إلى بنغازي، أي السيطرة على كل خطوط النفط والمصافي ومخازن النفط.
ولا يزال النفط بيد حكومة الوفاق الوطني. ولكن حفتر وبمساعدة من مصر وروسيا قد يجبر الحكومة على اتفاق حسب شروطه الخاصة، لكونه يسيطر على هذه المناطق.
وفي الوقت الذي ظنت فيه تركيا أنها تتقدم وتسيطر، فإن اللعبة لم تعد على طرابلس بل حول من يتحكم بنفط ليبيا.
أتلانتيك: علاقة السيسي بحفتر متوترة وهذا سبب دعمه
MEE: أهالي طرابلس عادوا ليجدوا حفتر قد نهب بيوتهم ولغّمها
بلومبيرغ: أنقرة ترحب بلعب دور أمريكي مع الناتو في ليبيا