صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: العتيبة يرى أن على العرب تعزيز علاقتهم بإسرائيل

زيسر: العتيبة يرى أن العقبات بطريق السلام تكمن في حماس وحزب الله وإيران- جيتي

قال مستشرق إسرائيلي إن "العلاقة الإسرائيلية مع الدول العربية عموما، ودول الخليج العربي خصوصا، لها سقف زجاجي؛ لأن الرسالة المتحمسة من سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة على صفحات يديعوت أحرونوت، يمكن فهمها بأنها جزء من خطوة تفسيرية واسعة النطاق لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن تطبيق السيادة على بعض مناطق الضفة الغربية سيضر بالعلاقات الإسرائيلية مع جيرانها".


وأضاف آيال زيسر في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أن "العلاقات العربية الإسرائيلية تقرأ بأنها نسيج رقيق، لعله الأكثر سرية، بعد أن شهد العقد الماضي، وبقيادة الحكومات اليمينية في إسرائيل، أن حققت هذه الروابط تقدما كبيرا، بعد تركيز إسرائيل على التهديد الإيراني، وعلاقتها الوثيقة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ما أقنع عدة دول عربية بأن تشديد العلاقات مع إسرائيل سيخدم مصالحها".


وأكد زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أن "العتيبة يعتقد أن مصلحة العالم العربي بأسره، بما فيه دول الخليج والإمارات، هي تعزيز العلاقات مع إسرائيل، وأن العقبات بطريق السلام تكمن في حماس وحزب الله وإيران، وهذه الأطراف، بنظر السفير الإماراتي، ليست تهديدا لإسرائيل فحسب، بل لسلام وأمن المنطقة، خاصة بعد أن شهدت دول الخليج سلسلة من الهجمات المسلحة التي تقف خلفها إيران".


وأشار إلى أنه "فيما حذر العتيبة من انتهاك هذه العلاقة مع إسرائيل، لكن يجب عليه أيضا الاعتراف بسقفها الزجاجي، فهذه العلاقة مرهونة بالتوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفقا للمطالب الفلسطينية، وربما مع سوريا ولبنان، ومن المحتمل أنه حتى بعد التوصل لمثل هذا الاتفاق سيتعين على جميع الدول العربية، بما في ذلك دول الخليج، أن تنتظر بعض الوقت حتى تحقق انفراجة علنية في علاقاتها مع إسرائيل".

 

وأوضح أنه "سواء قبلت الحكومة الإسرائيلية بطلب السفير العتيبة، ولم تعلن ضم مناطق بالضفة الغربية، أو استمرت في طريقها، فستكون النتيجة نفسها، حيث ستزيد تلك الدول العربية من تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل، حتى لو كان بشكل سري، من أجل تعزيز السلام الإقليمي، وليس أبعد من ذلك".


وأكد أن "إقامة علاقات سلام، وفتح سفارات إسرائيلية في العواصم العربية، هدف مهم، وجدير بالاهتمام، ويجب دعمه في أي حوار، أو مفاوضات بين إسرائيل وجيرانها، لكن لا بد من الاعتراف بأن هذا الهدف يغيب عنه أي معنى رمزي، فبعد وقت قصير، ستصبح السفارة مبنى مهجورا لا يزوره أحد، خاصة في غياب القدرة العملية على معاقبة جدار الرفض العربي لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل".


وأضاف أنه "من هنا تأتي أهمية العلاقات الأمنية السرية التي تخدم مصالح الطرفين، العرب وإسرائيل، لأنه علاوة على ذلك، فقد أدى وضع توقعات عالية في الماضي للعلاقات العربية الإسرائيلية إلى موجة من العنف، عندما خابت التوقعات، وتحطمت على الأرض، كما حصل لدى اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، عندما أسفرت آمال السلام المتهالكة عن غير قصد إلى اندلاع الانتفاضة الثانية".


وختم بالقول إنه "يجب على إسرائيل دائما التخطيط بعناية لخطواتها، وقراءة الخريطة باهتمام، ولكن في غياب احتمال واقعي للسلام على الأرض في الشرق الأوسط، فمن الخطأ أن نفترض أن الانفراج سيكون بانتظارنا في العلاقات مع العالم العربي، بل سيكون القلق من تدهور العلاقات، وصولا إلى الصراع والحرب".