صحافة دولية

الغارديان: فيسبوك يحظر مستخدمين نشروا مقالا عن العبودية بأستراليا

الغارديان: هنالك تفاوت بين قيام "فيسبوك" بتحديد محتوى "العري" بشكل سريع وخاطئ وبين تردده باتخاذ إجراءات ضد منشورات ترامب التحريضية- جيتي

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن موقع "فيسبوك" قام بحذف صورة تاريخية تظهر مجموعة من السكان الأصليين لأستراليا مصفدين بالسلاسل، وذلك بحجة "العري"، وأكد مقال في الصحيفة للصحفي "توش تيلور" ترجمته "عربي21" أن "فيسبوك"، ولثلاثة أيام، قام بحظر المستخدمين الذين قاموا بنشر موقع المقال الذي نشرته الصحيفة.

وأردفت الصحيفة بأن "فيسبوك" حظر المستخدمين الذين حاولوا نشر المقال الذي كشف أن "فيسبوك" قد حجب صورة للشعوب الأصلية في أستراليا (الأبوروجين) مربوطين بالسلاسل. وأضاف التقرير أن الطبعة الأسترالية من صحيفة "الغارديان" قد تلقت اعتذارا من "فيسبوك" يوم السبت؛ لقيامها بحظر مستخدم أسترالي من نشر الصورة التي تعود للعام 1890.

وذكرت الصحيفة أن المنشور جاء بسياق حديث رئيس الوزراء الأسترالي، الذي زعم أنه لم يكن هنالك عبودية في أستراليا، قبل أن يتراجع عن تصريحاته بعد يوم واحد.

وأضافت الصحيفة أن "فيسبوك" حظر حساب المستخدم  بزعم أن الصورة احتوت على مادة "عارية"، وقد خرقت بذلك المعايير المجتمعية لمواقع التواصل الاجتماعي.

وقد أعيد نشر الصورة، بعد أن قام موقع الغارديان الأسترالي بسؤال "فيسبوك" ما إذا تم الإبلاغ عن الصورة بشكل خاطئ.


واعتذر "فيسبوك للمستخدم في وقت متأخر من يوم الجمعة.


وقالت متحدثة عن "فيسبوك" إن الصورة قد حذفت من الخاصية التلقائية عن طريق الخطأ. وقالت بهذا الخصوص: "نحن نعتذر لهذا الخطأ".

ومع ذلك، فقد أبلغ العشرات من قراء الغارديان أنه تم إخطارهم عند محاولتهم نشر موقع الخبر على حساباتهم بأنهم قد خرقوا نفس المعيار المجتمعي. واستدركت الصحيفة بأن الرجل الذي نشر الصورة لأول مرة على حسابه كان من ضمن من حظروا من نشر المقالة الصحفية. كما أن العديد من القراء قد حظروا من النشر على "فيسبوك" لأكثر من 30 يوما لمحاولتهم نشر المقال.

وبعد تساؤلات أخرى من الغارديان الأسترالية سمحت شركة "فيسبوك" بنشر المقال على المنصة ظهيرة يوم الاثنين.


وتقوم "فيسبوك" بالعادة بالسماح للمستخدمين بطلب إعادة مراجعة لأي من عمليات إزالة للمحتوى.

وبين شهر أيار/ يناير وحزيران/ يونيو، قام الموقع بإعادة 613000 قطعة من أصل 2.1 مليون محتوى طلب إعادة مراجعة. وذكرت الصحيفة أن المستخدمين أبلغوا أيضا أن "فيسبوك" أبلغهم بإمكانية عدم مراجعته للمنشور.

وأردف "فيسبوك" ذلك بجملة: "لدينا عدد أقل من المراجعين في الوقت الحالي؛ بسبب تفشي فيروس كورونا، ونحن نحاول إعطاء الأولوية لمراجعة المحتوى الأكثر احتمالا للضرر".

وبحسب الصحيفة، فإن هنالك تفاوتا بين قيام "فيسبوك" بتحديد محتوى "العري" بشكل سريع وخاطئ وبين تردده في اتخاذ الإجراءات ضد منشورات ترامب ذات الطبيعة التحريضية.

وقال الناشط والصحفي كوري دوكتورو بهذا الخصوص على "تويتر" إن الحادثة أظهرت أن "فيسبوك" لا يمكنه الاعتدال بشكل واسع، كما أن الاعتدال الآلي لم يتم توزيعه بشكل متساو، وذلك باحتمال أن تخضع بعض مناقشات الأقليات للرقابة.

كما أن تداعيات رفع الحظر الحالية ليست موزعة بالتساوي هي الأخرى، فلا يقتصر الأمر على تعرض مناقشات بعض الأقليات (غير المفضلة)، بحسب الصحيفة للرقابة.

وأضاف دوكتورو في حديثه عن هذا الأمر أنه لا يجب إعطاء "فيسبوك" المزيد من الوظائف لمراقبة المحتوى، كما طالب البعض في الأسابيع الماضية بخصوص منشورات ترامب على "تويتر" و"فيسبوك". وعوضا عن ذلك طالب باقتطاع "فيسبوك" إلى "الحجم والتوسع الذي يمكن للمجتمع فيه بتحديد المعايير وتطبيقها".

واختتم دوكتورو بتدعيم رؤيته عن "فيسبوك" بقوله: "بسبب أن المشكلة مع "فيسبوك" ليست فقط أن (الرئيس التنفيذي) مارك زوكربيرغ ليس مناسبا بشكل فريد للقيام بالقرارات التي تخص الحياة الاجتماعية أو التصريحات السياسية لـ2.6 مليار شخص.. فالمشكلة أنه لا يمكن لأحد القيام بهذا الوظيفة. فهي غير موجودة".