قال كاتب إسرائيلي إنه "بعد مرور عدة أيام على قرار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، يبدو اليوم أن الفلسطينيين صعدوا إلى شجرة مرتفعة للغاية، في حين أن إسرائيل تركت لهم سلما للنزول من خلاله وقت الحاجة، وبعد أن تم تجميد التنسيق الأمني بالفعل في خضم أزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي عام 2017، ولكن تم إلغاؤه بعد بضعة أسابيع، واليوم يتكرر الأمر ذاته".
وأضاف
أليئور ليفي، خبير الشؤون الفلسطينية، في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تترك الكرة في
الملعب الفلسطيني في هذه الأثناء؛ لخفض اللهب، وأن أسبوعا مر منذ أن هدد رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس بسحب جميع الاتفاقات مع إسرائيل استعدادا للضم
الواضح في الضفة الغربية، مع أن المسافة بين تصريحاته فيما يتعلق بقطع الاتصالات
بين الطرفين والواقع على الأرض كبيرة للغاية".
وأشار إلى أنه "منذ إعلان عباس الأخير، يحاول الجانبان، السلطة وإسرائيل، جس نبض الطرف
الآخر، لأن التنسيق الأمني بينهما أنجز جهودا كبيرة منذ عام 2008، وصمد أمام عدد
ليس قليلا من الاختبارات الصعبة، وبالتالي بات متجذرا بالفعل في ثقافة الأجهزة
الأمنية في تل أبيب ورام الله".
وأوضح
أن "هناك عناصر أمنية ومكونات مدنية تنعكس في السلوك اليومي والعمليات
الروتينية، من إجلاء الفلسطينيين المصابين في حادث سيارة من الهلال الأحمر، وصولا لسيارة
إطفاء فلسطينية تتعامل مع حريق بمنطقة يعيش فيها الفلسطينيون تحت السيطرة الأمنية
الإسرائيلية، أو جلب بضائع من سوبرماركت فلسطيني في المنطقة (أ)".
وأكد
أنه "في الأيام الأخيرة ، استمر تبادل السلع في الانتقال من إسرائيل إلى
الأراضي الفلسطينية، وهذا جزء من التنسيق، ولم يتوقف، على الأقل حاليا، وبعد ساعات
من دخول نطاق تجميد التنسيق الأمني حيز التنفيذ،
قام الجيش الإسرائيلي باعتقالات مركزة في جميع أنحاء الضفة الغربية، شملت أكثر من
20 فلسطينيا".
وأضاف
أنه "لا أحد بإسرائيل لديه مصلحة بالتدخل بأجواء عطلة العيد، طالما أنها ليست
بعجلة من أمرها، هذا هو الحال في السنوات الأخيرة، وفي غضون ذلك، لم يتم حتى الآن
اختبار قرار وقف التنسيق الأمني، فلم يحدث بعد أن ألقى الأمن الفلسطيني القبض على
مستوطن إسرائيلي دخل بطريق الخطأ المنطقة (أ)، ولم يتم إجراء اعتقالات إسرائيلية
بعد، ولكن من الواضح أن الاعتقالات الليلية ستعود قبل الأربعاء نهاية عطلة العيد".
وأكد
أنه "على مدار العام، تعقد قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية اجتماعات
روتينية، ويلتقي العميد بنيامين مع نظيره الفلسطيني، ويجتمع قائد فرقة الضفة
الغربية بمسؤول فلسطيني كبير، ويتحدث قائد القيادة المركزية مع أحد رؤساء الجهاز
الأمني الفلسطيني، وتهدف هذه الاجتماعات للحفاظ على الاتصال أكثر من تنفيذ
العمليات الميدانية".
وأوضح
أن "هذه اللقاءات لم تعد موجودة، رغم وجود ارتباط عملي أكثر في الميدان والأحداث
التكتيكية، وكذلك بين كبار المسؤولين في النظام، مثل بين رئيس جهاز الأمن
الإسرائيلي العام- الشاباك نداف أرغمان ونظرائه الفلسطينيين كرئيس المخابرات
الفلسطينية العامة ماجد فرج، أو رئيس الأمن الوقائي زياد هب الريح، ما يطرح
التساؤل حول توقف هذه العلاقة القائمة إلى حد كبير على العلاقات الشخصية بسبب
تعليمات عباس".
وأشار إلى أنه "إذا أراد الفلسطينيون نقل البضائع، يمكنهم ذلك، وإذا أرادوا تنسيق نقل المركبات
الأمنية من مدينة لأخرى، فمرجح أن يستجيبوا بشكل إيجابي، وإذا حاولوا نقل مريض في
حالة حرجة لمستشفى إسرائيلي، فسوف تستقبله إسرائيل، ولذلك في هذه الأثناء، تترك
إسرائيل الكرة في خط الوسط، مع الرغبة في خفض اللهب".