قال خبير عسكري إسرائيلي إن "قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي أمام اختبار جديد حول الحرب القادمة مع حزب الله، التي سيتخللها المزيد من أسرى الحرب والمعارك، وسيكون الجيش أقل دهشة فيها، لأن الحزب سيأخذ المزيد من الأسرى الإسرائيليين، ويقوم بعمليات مطاردة في الشوارع بالصواريخ العملاقة، ويعمل على تعمية الدبابات في الحرب الإلكترونية".
وأضاف
يوآف زيتون في تقرير على صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن
"الحزب اكتسب الشجاعة والخبرة التي يمتلكها قادة الجيش الإسرائيلي، لكن ضابطا
كبيرا أكد أن إسرائيل ستدفع ضريبة دخول الحرب، ومهمة الجيش تخفيض هذه الضريبة، لأن
الحزب يخطط لبعض المفاجآت في الحرب، فيما يتجهز الجيش لها بشكل مكثف لمنع ما حدث
في الجرف الصامد بغزة خلال حرب 2014".
أنفاق حماس
وأشار إلى أن "الخشية لدى الجيش أن يتم تكرار سيناريو أنفاق حماس التي تسللت لإسرائيل
على أوساط الجيش والمستوى السياسي، وكانت النتيجة حرباً مرهقة استمرت لأكثر من 50
يومًا، واضطرت الجيش للبحث عن حلول فورية، بإنشاء كتائب هندسية، واختراع وسائل
مختلفة ضد الأنفاق أثناء القتال، لأن الجيش قبل الحرب نظر للأنفاق على أنها تحديا
تكتيكيا، وليس تهديدا وجوديا".
وأكد
أنه "رغم توفر معلومات استخبارية عن جميع الأنفاق، ومناقشتها على المستوى
السياسي في الفترة التي سبقت الحرب، فإن كل ما تقدم يؤكد أنه ستكون هناك تهديدات
في الحرب القادمة، خاصة في الساحة الشمالية، ومعظمها لم يواجهه الجيش أبدًا في
مواجهة عسكرية سابقة، فقد مرت 14 عامًا منذ الحرب الأخيرة مع حزب الله، ومنذ حينها،
تنامى الحزب، وتحول تعريف رئيس الأركان أفيف كوخافي له ليصبح "جيشا نظاميا"".
وأوضح
أن "الكتائب الإسرائيلية تخشى الحرب المتوقعة على الجبهة الشمالية بسبب خبرتها
العملياتية، فقوات الحزب المزودة بأحدث الأسلحة المتطورة لمحاربة التشكيلات
القتالية الإسرائيلية الجديدة اكتسبت خبرة كبيرة في القتال في سوريا، أما اليوم فتخضع
كل كتيبة إسرائيلية نظامية مخصصة للمناورة في لبنان لتمرين جديد من نوعه في
مرتفعات الجولان، أكثر من 50 ساعة من عدم النوم، وأكثر من 40 كيلومترًا من مناورة
المحاكاة".
وأضاف أنه "يتم فحص المقاتلين من ضباط
القيادة الشمالية، ووفقًا للتقييمات الميدانية، فإن الكتائب والأقسام ستفشل بتحقيق
نتائج مرضية في الاختبارات المختلفة طوال أيام التمرين، ويصف قائد اللواء 401
ديفيد سونغو أن الجيش يعد خططه، وينتج لغة مشتركة لجميع أنماط القتال المتوقعة، وسير
المعركة، ومناطق الانتشار، وتقدم القوات، والتخطيط القتالي، واللوجستيات، وتحييد
الهندسة، والتعاون في القوة الجوية".
عشرات القتلى
وأشار إلى أن "المشكلة التي تواجه الجيش الإسرائيلي اليوم أن العدو لديه براعة أكبر، ولذلك
سندفع جميعًا ضريبة دخول الحرب، وهدف هذه التمارين التي نخوضها هو تخفيض الضريبة للحد
الأدنى، على المستوى المهني، وبأقصى قدر من الاستثمار، وضرب الصورة القتالية
للعدو، بما في ذلك المشاهد القاسية لجرحانا، مع أن تحديات الحرب المقبلة بنظر
الجمهور الإسرائيلي تتمثل بنتائجها بين التعادل والخسارة".
وكشف
الضابط النقاب عن "عدة تهديدات يجب معالجتها من الآن فصاعدا، لأن نتائجها قد
تعطي الحزب نجاحات تكتيكية صعبة، وأهم هذه التهديدات هي الصواريخ العملاقة، وسيحاول
الحزب الحصول على صورة تثير الخوف والشعور بالخسارة لدى الجمهور الإسرائيلي، ويحتمل
أن تنجح، وفي الحرب القادمة قد نرى قواعد انتشار بعشرات الجنود الجرحى، وشوارع
محطمة في كيبوتسات ومستوطنات الشمال".
وأضاف
أننا "قد نرى مشاهد صادمة لفوهات صواريخ بعمق وقطر 10-15 مترًا في قلب حي
سكني نتيجة لضربة صاروخية، حتى لو تم إجلاء المستوطنين في الوقت المحدد، فسيكون
لهذه الصور تأثير شديد على الوعي الإسرائيلي، لأن الحزب يحمل صواريخ ثقيلة الوزن
تحتوي على مئات الكيلوغرامات من المتفجرات، وحاولت المنظمات المسلحة في غزة التي
تسعى بنفس الاتجاه تفعيل ذات الصواريخ في مواجهة نوفمبر 2019".
وأشار إلى أن "الحفرة الضخمة التي أحدثها الصاروخ الفلسطيني في المنطقة الجنوبية على
حدود غزة تعبر عن النقطة الضعيفة الرخوة في البطن الناعم لقوات الجيش الإسرائيلي
في كل حرب، صحيح أن رد الجيش يتمثل بكشف وتدمير قاذفات الصواريخ، لكنه يعتمد على
أقصى قدر من الذكاء وبيئة خالية من السكان، ويحتاج الجيش لإبقاء مناطق التجمع
والإعداد خارج المنطقة الحدودية وإخفائها".
وأوضح
أن "المناورة نفسها، وبعد غزو أراضي العدو، مارست كتيبة الهندسة في اللواء
401 إنشاء دروع عملاقة مع الجرافات 9D التي لا ينبغي أن توفر الحماية للقناصين والمدافع المضادة للطائرات فحسب، بل تسمح
بالمساحة المحمية، وكان الحزب أول من اكتشف قبل أكثر من عشرين عامًا الإنجازات
التي قد يجنيها من أسر الجنود الإسرائيليين، وعززت حماس وحزب الله بشكل صريح أنفاقها
القتالية لهذا الغرض بالتحديد".
أسر الجنود
وأكد
أن "هذه المنظمات تريد إنهاء الحرب بأكبر قدر ممكن من الأثمان، وتعتقد أن
بقاء الجنود في أيديها أسرى تعتبر قيمة أعلى من القتال، وستنتظر فرق مخصصة لهذه
المهمة في كل منطقة في جنوب لبنان، ورغم أن الصيغة المتعارف عليها تمثلت بإجراء
"هانيبعال"، فقد تجدد رد الجيش، وتم تغيير الأمر، وتوجيه المقاتلين
للقيام بكل ما هو ممكن لوقف حدث الأسر القادم، خاصة في الدقائق القليلة الأولى للقتال".
وأوضح
أن "الحزب سيعمد لاستخدام الأنفاق، مما سيجعل مقاتلي "ناحال، الهندسة
القتالية، واللواء 401" مطلوبون لخوض
معركة قتالية داخل إسرائيل أمام العدو المتمثل بكتائب الرضوان، الساعية لغزو
الجليل، ولو لعدة ساعات، والتقاط صورة لعلمه على سطح أحد المباني الإسرائيلية، رغم
أن قوات الجيش تلقت دروسا واستخلاصات من حرب غزة الأخيرة من خلال أنفاق حماس، التي
فشلت بالاستيلاء على بقعة إسرائيلية".
الضعف الإسرائيلي
وأكد
أن "كل ذلك يتطلب ردا من الجيش في مواجهة واسعة النطاق، وسيُطلب من الألوية
إجراء تبادل لإطلاق النار حتى قبل عبور الحدود من أجل المناورة، فالمعركة الدفاعية
ليست مفهومًا شائعا في الجيش، لكن تنفيذها في المواجهة التالية قد يؤدي لإحساس
الضعف داخل الجمهور الإسرائيلي، كما يتم تدريب قوات النخبة، واستعدادها للحد من عمل
وحدات الرضوان، بجانب تكامل القوات الجوية في هذه المهمة".
وأوضح
أن "الكتائب الهندسية ستدمر البنى التحتية القتالية للحزب، الذي يحوز المئات
من الطائرات المسيرة وطائرات بدون طيار، وسيواجه الجيش عنصرين جديدين بساحة
المعركة غير مسبوقين أثناء المناورة، أحدهما تشغيل نظام حرب إلكتروني متطور يمتلكه
الحزب، ويحدد القوات على الأراضي اللبنانية، وسيتم نشر آلاف المسلحين ضد الجيش
لجمع المعلومات الاستخبارية، وممارسة التهديد على نطاق واسع".